حازم مبيضينالضجة المفتعلة من قبل بعض البعثيين الاردنيين, على خلفية إلغاء قرار لمجموعة من أعضاء مجلس بلدي, بتسمية شارع في إحدى بلدات الجنوب باسم صدام حسين تستحق التوقف عندها, لأنه يبدو واضحاً أن الهدف من التسمية, كان يكمن في إثارة هذه الضجة,
أولاً في وجه حكومة جديدة كان يعتقد أنها لن تتصدى لهذا الفعل, وثانياً محاولة إحياء الاسم الذي يبدو صنمياً ومقدساً عند مجموعة من البعثيين والقومجيين, لاعلاقة لهم بفهم سياسات الدول, وأين تكمن مصالحها, ورغم قرار حكومة الرفاعي بالغاء التسمية البغيضة, فان الكويت التي سعى سفيرها النشط في عمان لالغاء التسمية, لم تبادر بتقديم ما يعني أن الرسالة قد وصلت, واكتفت بكلمات دافئة وطيبة وشديدة المجاملة صدرت عن سفيرها لدى الاردن, في حين تتواصل حملة مثقلة بالإساءات والتجريحات من قبل بعض الأقلام الكويتية ضد الاردن دولة وقيادة على خلفية إثارة الذكريات عن دول الضد. بالتوازي مع التحرك الكويتي الدبلوماسي, كان مستشار في رئاسة الوزراء العراقية يدلي بتصريحات يمكن وصفها بالتدخل في شؤون دولة أخرى, وهو لم يكن موفقاً حين طالب الحكومة الاردنية بمنع التعاطف مع صدام حسين, ما دعا الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية للقول بأننا بلد ديمقراطي, وحريات التعبير فيه مضمومة دستورياً, والحكومة لا تتدخل بنشاطات الأحزاب والنقابات المهنية, حتى لو أعلن هؤلاء تعلقهم بصدام الذي يقول رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز إنه يحتل مكانة مرموقة في وجدان الشارع الأردني ويجلس في موقع متقدم لأسباب مفهومة, ليس بينها نشاط أو حضور بقايا البعثيين في الحياة الحزبية الأردنية، وفي تقديري أنه يتحدث هنا عن ما يوصف بمواقف صدام القومية, مثلما يتحدث عن المساعدات الكبيرة التي كان يقدمها للأردن. الكويت تتجاهل ما يطلبه الأردن من مساعدات اقتصادية ونفطية, لكن سفيرها في عمان يسعى جاهداً للابقاء على علاقات الدولتين دافئة, أو على الأقل غير متفجرة وفي المقابل فان بعض أركان الحكومة العراقية التي تقدم بالفعل مساعدة اقتصادية للأردن, من خلال بيعه النفط بأسعار تفضيلية , يسعون كلما شعروا بأن الفرصة مناسبة, لتوتير العلاقات بين عمان وبغداد, وكأن الأردن وحده هو من وضع يده بيد صدام أثناء حياته, وينسى هؤلاء أن الاردن كان من أوائل من أيد التغيير في العراق, وكان أول من دعم سلطة ما بعد صدام, وأنه يسعى لأن يستمر في أداء هذا الدور, صحيح أنه يقوم بذلك لمصلحته – وهذا من حقه وواجب المسؤولين فيه – لكن الصحيح أن على بغداد أن تغتنم كل الفرص لبناء علاقات ثقة متنامية مع محيطها العربي الذي لايمكنها حتى لو أرادت الاستغناء عنه, كما أن الصحيح أن على الكويت تعظيم صداقاتها مع الأردن بدل محاولات اسعدائه وهي المحاولات التي يجاهد سفيرها في عمان لإبطال أثرها ومفعولها في الدوائر الرسمية, لكنه يعجز عن ذلك في الساحة الشعبية.
خارج الحدود :اسم لاحاجة له
نشر في: 25 يناير, 2010: 06:39 م