أبحثُ في الأخبار وفضائيات " الردح " السياسي ، عن موضوع لعمود اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بفتاوى النواب ، وكان آخرها فتوى محافظ بغداد السابق الحاج صلاح عبد الرزاق الذي شهدت العاصمة اثناء ولايته " السعيدة " حالة من التطوّر والازدهار حتى قيل إنّها أصبحت أعظم مدن العالم ، كان ذلك على لسان صديقه ورفيق درب " النضال " الحكومي الحاج " أيضا " كامل الزيدي ، المحافظ السابق يطالب المتظاهرين بعدم إزعاج الحكومة .
قبل أيام كتب الروائي التركي أورهان باموك يردُّ مهاجماً خطط الحكومة التركية بالتضييق على المحتجين قائلا : الخطر الأكبر على الديموقراطية يأتي من سياسيين يسعون الى تصغير هموم الناس "
عن اليأس والأمل والحياة التي تغيرت ، أقرأ الرواية الاخيرة التي صدرت لباموك بعنوان "غرابة في عقلي " وفيها يروي لنا عن بائع اللبن مولود ، الذي وُلد فقيراً وسيموت فقيراً ، لكنه متفائل وموهوب في اصطياد لحظات السعادة والتشبُّث بها رغم كل الظروف ، مولود يتجول في طرقات اسطنبول التي تعيش في ظل ساسة ومسؤولين يُدلون كل يوم بتصريحات متهوّرة في وكأنهم يريدون إثارة شجار دائم بين الناس .
في الرواية نلاحظ ظلّ المؤلف وهو يشير لنا بأصابع الاتهام الى الديمقراطية التركية الكسيحة. ، في الصفحات الاخيرة ، يكتب باموك عن بطله كيف أنَّ سعادة الناس الذين يبيع لهم اللبن تسعده ، ويتمنى ان يصبح الجميع سعداء، وأحراراً ومطمئنّين على مستقبلهم . يقول باموك لمراسل الغارديان : " أنا لست شخصا سعيدا ، ولن أكون أبدا رجلا سعيدا ، ما دمنا لانحظى بساسة يحترمون خيارات الناس البسطاء "
حتما سيقول البعض ياله من بطر ، الحرب قائمة في الفلوجة وانت تكتب عن روائي تركي ،. شكراً ياسيادة على لملاحظة القيمة ، لكنني أكتب عن الخراب الذي يسببه سياسي جاهل ، يعتقد أنّ اجتماع البرلمان منّة ومكرمة لهذا الشعب وبشارة خير ، لأن 176 نائبا تجشموا عناء الطريق ودخلوا الى قبة البرلمان ، أكتب عن رئيس سلطة تشريعية سليم الجبوري ، ينسى ان هناك ضحايا وجرحى سقطوا بسبب قنفته " المصونة " ليبشرنا أيضا بأنه أقام دعوى قضائية ضد المتورطين بالاعتداء على كراسي البرلمانيين ، فالشرف الرفيع لايسلم من الاذى حتى يراق على جوانبه دم البسطاء والمساكين ، مع الاعتذار لأبي الطيب المتنبي الذي دائما ما نتعدى على عبقريته .
اليوم معارك تحرير الفلوجة يجب ان تكون فرصة لنزح كلّ هذا الهراء السياسي ، وطريقاً ،لأن تسقط من خلاله دولة الطوائف ، مثلما ستسقط دولة الخليفة ، من أجل أن ينهض عراق جديد ، لا مكان فيه لفتاوى صلاح عبد الرزاق.
ما فعلته التظاهرات بسليم الجبوري
[post-views]
نشر في: 29 مايو, 2016: 06:55 م
جميع التعليقات 2
أبو أثير
صلاح عبد الرزاقوكامل الزيدي ويلحق بهما التميمي يعتبرون ويصنفون من أبلد المحافظين الذين تسنموا محافظة بغداد العريقة ... فبغداد في الخمسينات من القرن الماضي هي أجمل وأبهى وأنقى وأرقى من بغداد اليوم ...وهاهي الصور تشهد على ذلك فشارع الرشيد رمز بغداد أهمل لأن
أبو أثير
صلاح عبد الرزاقوكامل الزيدي ويلحق بهما التميمي يعتبرون ويصنفون من أبلد المحافظين الذين تسنموا محافظة بغداد العريقة ... فبغداد في الخمسينات من القرن الماضي هي أجمل وأبهى وأنقى وأرقى من بغداد اليوم ...وهاهي الصور تشهد على ذلك فشارع الرشيد رمز بغداد أهمل لأن