TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البنكُ المركزيُّ يستدركُ أخيراً ويُعلنُ أنّه يعرف..!

البنكُ المركزيُّ يستدركُ أخيراً ويُعلنُ أنّه يعرف..!

نشر في: 29 مايو, 2016: 06:56 م

استدركَ البنك المركزي أخيراً واتّهم، على لسان مسؤول كبير فيه، شركات الصيرفة والتحويل المالي باستخدام وثائق مزوّرة وعدم رفد السوق المحلي بالعملة الصعبة. وبيّن السيد أحمد إبريهي عضو مجلس إدارة البنك "أنّ القطاع الخاص ومكاتب الصيرفة ( منشغلة) بالحصول على تلك العملة 'الدولار' لأغراض لا تنسجم مع مصالح العراق واستقراره الاقتصادي ". وفي سياقٍ متصل كشفت النائبة ماجدة التميمي عضو اللجنة المالية البرلمانية "معلومات مؤكدة تُثبت امتلاك كثير من السياسيين والمتنفّذين شركات صيرفة ".
 وما يلفت النظر في كلا التصريحين أنهما وجّها الاتهام لشركات الصيرفة والتحويل المالي دون المصارف والبنوك، وهي أس البلاء والفساد في تزوير الوثائق وتبييض الأموال وتهريبها منذ دشّنَ البنك "نافذة البيع" وليس المزاد كما يجري التأكيد في البيانات والتصريحات الصادرة عن المركزي كلما جرت الإشارة إلى شبهة فساد تطول هذه النافذة. فالفرق شاسعٌ بين المزاد والبيع،  فالأول محكومٌ بقاعدة المنافسة على الشراء بـ "المزايدة"، أي تقديم سعرٍ "أزيد" للدولار عند طرحه للبيع في النافذة، في حين يعني الثاني "البيع" بسعر مطروح غير معروضٍ للزيادة .!
 وقالت النائبة التميمي بصواب " إنّ البنك يكتفي بالأقوال دون الافعال". ويكفي للتدليل على هذا النهج، استعادة كمّ المعطيات التي طُرحت حول الفساد الذي يشوب عمليات البيع من نافذة المركزي دون اتخاذ أيّ إجراء سوى الكلام أو توجيه إنذارات أو الحكم بغرامات لافتة قد تُغري بالإمعان بالفساد والتزوير.
ورغم الوثائق الفضائحية الدامغة التي نُشرت وبثّتها الفضائيات، ومنها الوثائق التي كانت بعهدة الفقيد الجلبي وتولّت مؤسسة المدى بوسائلها الإعلامية نشرها، وقدمتها رسمياً إلى السلطة القضائية، فإنّ أحداً لم يسمع عن مصادرة أموال أو حبس مصرفي مزوِّر وثائق أو تقديم أصحاب بنوك أفسدوا البيئة المالية واغتنوا خلال بضع سنوات من نافذة بيع المركزي عبر ممارسة التزوير والغشّ والرِّشى أو تورّطوا بعمليات تهريبٍ  لم يجرِ الكشف عن الجهات المستفيدة منها، وقد تكون إرهابية أو متواطئة مع داعش.
ويظلّ المواطن يتابع الكلام على عواهنه، لعلّه يتحوّل ولو لمرّة واحدة إلى فعلٍ ملموسٍ فيتدخّل البنك المركزي ويُفرج عن ودائع المواطنين من البنوك التي تلاعب بها أصحابها الفاسدون، وأنْ يُسلّط الضوء بجسارة تصبُّ في خانة منجزاته على ما يُثبت امتلاك سياسيين ومتنفّذين شركات صيرفة وربما بنوكاً من الباطن ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram