يأتي أحياناً بهيئة إمرأة وأُخرى بهيئة رجل ، إلا أن فعلهُ وأداءه واحد ، فمهمته تتركز على الفراق والرحيل ، أما نحن فنظل أمامه عاجزين مكتوفي الأيدي مُسلمين ، نسمح له بالمضي أمامنا دون محاولةٍ لإيقافه لأننا على يقين أننا عاجزون رغم كل المحاولات ، الموت ه
يأتي أحياناً بهيئة إمرأة وأُخرى بهيئة رجل ، إلا أن فعلهُ وأداءه واحد ، فمهمته تتركز على الفراق والرحيل ، أما نحن فنظل أمامه عاجزين مكتوفي الأيدي مُسلمين ، نسمح له بالمضي أمامنا دون محاولةٍ لإيقافه لأننا على يقين أننا عاجزون رغم كل المحاولات ، الموت هذا المتسلل صمتاً ، الذي يجبرنا على فراق أحبتنا ، ولا يترك لنا سوى بعض الاشياء التي نحتفظ بها في الذاكرة ، فهو لا يفرق بين عاشق ومعشوق ، كبير وصغير ، قوي وضعيف ، عظيم وصعلوك .
والموت ذاته من سرق الإعلامي والفنان احمد المظفر من محبيه وأصدقائه ومتابعيه ، فلم يبق لهم منه سوى بضع كلمات ولحظات ومواقف يستذكرونها بعد مرور عام على رحيله ، خلال جلسة تأبين أقامها الملتقى الإذاعي والتلفزيوني العراقي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، على قاعة الجواهري مساء الثلاثاء الماضي .وتزامناً مع رحيل سيدة البسمة أمل طه والفنان عبد الجبار الشرقاوي ، يجد رئيس ملتقى الاذعيين والتلفزيونيين العراقيين أن الموت بات يتربص الإبداع ، ويعود الصحن لاستذكار المظفر قائلاً " عمل احمد المظفر معي كمذيع في برامج مثيرة للجدل ، وقد أبدع في إعداد البرامج واخراجها وتقديمها ، حتى أننا اشتركنا معاً في نيل الكثير من الجوائز ." ويضيف الصحن " أن الحديث عن المظفر لا يتوقف ، ونحن لا نملك سوى الوفاء والحب له ، ولا نستطيع أن نقدم شيئاً سوى أن نكتب له فهو الرجل المتفرد بأناقة خاصة ، واسلوب خاص ومشاعر خاصة."كما ذكر الكاتب والاعلامي ليث عبد اللطيف قائلاً " تربطني بالراحل صداقة قديمة ومتينة جداً فقد عملنا معاً في الاذاعة والتلفزيون ، وأذكر أن المظفر كان محباً جداً للوطن وكان مفرط الحساسية ، فأذكر أنه قدم أوبيرتاً غنائياً مع مجموعة من الفنانين وقتها كُتب عنه " مذيع يصنع مطرباً " وأستذكر هنا أن الراحل فؤاد سالم اتصل بالمظفر وقد ألقى اللوم عليه لأنه غنى في هذا الاوبريت ، وهذا ترك حزناً كبيراً في روحية المظفر ."استذكارات كثيرة من محبي واصدقاء الراحل ، جميعها جاءت بدموع وألم الفراق ، خلال جلسة ألقى فيها الشاعر عبد الكريم اللامي قصيدة كتبها لنعي الراحل.