اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > (الكيّات) سيارات خدمة وتوصيل... مكروهة مذمومة

(الكيّات) سيارات خدمة وتوصيل... مكروهة مذمومة

نشر في: 1 يونيو, 2016: 12:01 ص

زمن (التاتات) ولّى، وها نحن نعيش زمن (الكيات) و(الستوتات).. وبرغم الاختلاف بين الاحجام والاشكال والخدمات والسرعة.. الا ان ثمة عاملا مشتركا يوحد الاثنين انه السائق .. تبدلت السيارة وبقيت اخلاق السائقين. كثير من اصحاب السيارات الصغيرة التكسيات او الخصو

زمن (التاتات) ولّى، وها نحن نعيش زمن (الكيات) و(الستوتات).. وبرغم الاختلاف بين الاحجام والاشكال والخدمات والسرعة.. الا ان ثمة عاملا مشتركا يوحد الاثنين انه السائق .. تبدلت السيارة وبقيت اخلاق السائقين. كثير من اصحاب السيارات الصغيرة التكسيات او الخصوصي يعانون من (سواق الكيات) وغالبا ما يدخلون بإشكالات ومشاجرات حتى وصل الأمر بالناس الى القول انه لامشاجرة في الطريق (الا وبطلها صاحب كيا) من يركب معهم يتضايق من تصرفاتهم ومن طريقة القيادة ، فهل هم محقون في القيادة او ان التهم تطالهم دون وجه حق.

القفز على السيارات
علاء عبدالحسين سائق تكسي تحدث لـ(المدى) عن معاناته في الشارع مع تصرفات بعض سائقي سيارات الكيا قائلا: اصحاب سيارات (الكيا) اكثر (سواق) الشارع ازعاجا والاكثر ضجيجا. مبينا: انهم يتعمدون مضايقة الاخرين بشتى الطرق كي يفسح لهم المجال للمرور. مشيرا: الى ان بعضهم  يرمي مقدمة سيارته امام السيارات الاخرى التي تضطر للتوقف لمروره. متابعا: ومنهم من يضغط على منبه السيارة (الهورن) أو يفتح مصابيح السيارة وكأن سيارته سيارة اسعاف حيث لايمكن ان تقف ولكن حينما يؤشر له احد للركوب فأنه يقف في اي مكان يحلو له دون اعتبار للذي وراءه .

اسلحة في سيارة (كيا)  
وجدناه يقف قرب سيارته (الكورية) وهي محطمة من الامام ويضع يديه فوق رأسه وهو يفكر في كيفية اصلاحها ابو محمد تعرض لحادث سير اذ قام صاحب سيارة (كيا) بضربه في مقدمة السيارة بعد ان رجع بسيارته الى الوراء دون انتباه للسيارة المتوقفة خلفه، وبعد ان حطم المقدمة هرب دون ان يفكر بما سببه من اضرار لصاحب هذه السيارة المسكين. ويضيف أبو محمد هذه المرة الثانية التي يصدم سيارتي فيها صاحب سيارة (كيا) وفي كل مرة يكون هو (ابو الراهي) وأكون انا المسؤول لاني رجل كبير ولا استطيع مجاراتهم في الكلام والشتائم. موضحا: ان الكثير منهم يحملون معهم اسلحة وانا صاحب عائلة أخاف على حياتي مما يضطرني الى السكوت.  وتمنى ابو محمد بحديثه لـ(المدى)  من رجال الشرطة وشرطة المرور متابعة هذه الحالات وخصوصا سواق هذا النوع من السيارات. مردفا: لانهم دائما يثيرون المشاكل ويتعمدون في بعض الاحيان إهانة الناس ويرمون عليهم شتى انواع الشتائم دون ان يكون هناك اهتمام بكرامة الانسان وعمره وثقافته.

سلوك غير متحضر
الكثير من سيارات (الكيا) التي تعمل في نقل الركاب وعلى خطوط مناطق واحياء العاصمة بغداد لاتصلح لتك المهمة حتى الحديثة منها بسبب ضيقها اولا وحجم مقاعدها التي تتعب الركاب وتسبب المضايقة خاصة للنساء. زهراء حسن موظفة تحدثت لـ(المدى) عن تجربتها اليومية مع سيارة (الكيا) لعدم وجود خط نقل من والى البيت والدائرة. بات الأمر مقرفاً ومقززا سواء كان بسبب سلوك وتصرفات بعض سائقي الكيات او الراكب. موضحة: انها غالبا ما تتعرض للمضايقة من السائق خاصة اذ كانت الوحيدة في السيارة. او من احد الركاب ممن يجلسون بجوارها متحججا بضيق المقعد محاولا لصق جسده بي.   

المطلوب اصلاح مجتمعي
اما منتهى خزعل معلمة فقد ذكرت لـ(المدى) اضطر احيانا لصعود الكيا حيث تبدأ مرحلة الخوف من لحظة الصعود وحتى نزولي. مردفة: الخوف من السائق خاصة اولئك الشبان او بعض الركاب الذين لايهتمون للركاب الاخرين. مشيرة: الى تصرفات بعضهم خاصة ممن يدخن او ممن يستخدم الهاتف للحديث بقضايا خاصة جدا. واسترسلت خزعل: للأسف فقد المجتمع الكثير من خصائصه الاخلاقية وسماته بسبب التغييرات التي طرأت. مضيفة: لكن ان يصل الامر الى تخوف النساء صعود سيارة النقل العام خاصة الكيات فالامر يحتاج الى اصلاح مجمتعي يرافق الاصلاح السياسي الذي يُطالب به الآن. مشددة: ان البعض من السائقين وللأسف لايراعون مشاعر الركاب والنساء بوجه الخصوص من خلال استخدام بعض الالفاظ غير اللائقة. أو من خلال السياقة برعونة في محاولة للفت انظار النساء. داعية الى ان يُحدد عمر سائق هكذا سيارة حفاظا على المهنة وعلى حياة الناس.

حجم (الكيا) والمضايقات
الكثير من المواطنين يعتمدون على هذا النوع من السيارات في تنقلاتهم بعد ما اصبحت واسطة النقل العمومية الوحيدة بسبب ضعف دور الباصات الكبيرة والحكومية  والمواطنين ايضا شأنهم شأن اصحاب السيارات الصغيرة الاخرى يعانون من اصحاب هذه السيارات, حيث يقول الكاسب سلام محمود لـ(المدى)  بأن حالتي المادية لاتسمح لي بشراء سيارة او بالركوب في سيارة (تاكسي) ولاني صاحب عمل بسيط فاني اضطر الى ركوب هذه السيارة. موضحا: ان مشكلتها الرئيسية انها صغيرة وضيقة ونعاني عند ركوبها وعند النزول منها. مردفا: اعتدنا سابقا على الباصات الكبيرة الواسعة ذات المقاعد المتباعدة والتي يمكنك في داخلها التحرك بسهولة دون ان تضايق من يجلس بجانبك او يضايقك عند الصعود والنزول.

الباصات وصعوبة الحركة
 واضاف الكاسب: كما ان لهذه الباصات بابين للصعود والنزول ولذلك لا تجد معاناة كالتي تجدها في سيارة (الكيا). متابعا: اتمنى من الجهات المسؤولة ان تدعم وتعيد استعمال الباصات الحمراء (ام الطابقين) بشكل أوسع. مبينا: انها لا تغطي كل المناطق وانما مناطق محدودة وقد اصبحت قديمة بسبب عدم الادامة لها منذ نزولها للخدمة منذ اربع او خمس سنوات تقريبا. مشيرا: الى ان النظام التي يقوم عليه هذه الباصات لايلبي احتياجات المواطن لانها بطيئة وتتأخر ولا تستطيع ان تتحرك بسهولة في ظل الازدحامات وانقطاع كثير من الشوارع الرئيسة.

أغانٍ فاقدة للذوق
عندما تصعد (الكيا) تقول السلام عليكم فلا يرد السائق السلام، ومن ثم تغلق الباب فيتعكر مزاجه وتتغير ملامح وجهه ويطلب منك بطريقة غير مهذبة ان تغلق الباب بهدوء وفي احسن الحالات يبقى (يدردم) حيث علق موفق رحيم لـ(المدى) بالقول: صاحب سيارة (الكيا) يجعلك تتضايق من ركوب هذه السيارة لاسباب كثيرة منها سلوكه او عدم اهتمامه بنظافة السيارة. بالاضافة الى الاصوات المزعجة المنبعثة من صوت المسجل باغانيه التي لا تليق بالذوق العام او ليست مناسبة لان تسمعها في الصباح وانت تبدأ يومك وتريد ان تستقبل صباحك بهدوء.

تبادل (الكيّات) وسط الشارع
 واسترسل المواطن: أن اصحاب هذه السيارات لا يهتمون للراكب معهم فما ان تضع رجلك في السيارة وانت تهم بالصعود حتى يدفع السيارة الى الامام فتقع على الركاب الاخرين وتزعجهم او في حالة نزولك من السيارة لا يترك لك مجالا للنزول فهو يهم مسرعا بتحريك السيارة قبل ان تنزل. مضيفا: الى ان بعضهم يتعمد بان يؤخرك من خلال وقوفه غير المبرر او ان يبقى ينتظر شخصا قادما من مسافة بعيدة وانت تضطر للانتظار معه حتى يأتي من يصعد في السيارة بعد ان يقطع مسافة على حساب وقتك وراحتك. متطرقا: الى  الى الممازحات مع اصحاب (الكيّات) الاخرى وتعطيل السير بالكلام وفي بعض الاحيان يتبادلون بالسيارات وسط الشارع دون الاكتراث والاهتمام بالراكب وعمله .

 السياقة فن وذوق واخلاق ... ولكن
واضاف رحيم: أن اكثر اصحاب هذه السيارات او من يقودها هم صغار أو مراهقون لاتزيد اعمارهم عن ثمانية عشر عاما، وهذا سبب في صبيانية اعمالهم بما لايليق مع مهنته. مطالبا: الجهات المسؤولة الاهتمام بهذا الموضوع والاهتمام باعمار سائقي سيارات (الكيا) ومحاسبة من لايلتزم منهم حفاظا على حياة الناس. منوها: الى الكثير من الحوادث خصوصا في بدايات ظهور هذا النوع من السيارات. مبينا: ان اكثرها حدثت في الطرق الخارجية بسبب عدم متانتها وكفاءتها بالطرق الخارجية التي تحتاج الى سيارات قوية. مشددا: على استهتار بعض سائقها ورعونتهم بالقيادة والتجازو على الاخرين. خاتما حديثه: على سائقي سيارات (الكيا) ان يحترموا الراكب وان يحترموا التزامه فينبغي تقدير وضعية الراكب وعدم الاعتداء على كرامته على اعتبار انه صاحب السيارة وهو مجرد راكب فمن لايعجبه عليه ان يترك السيارة يجب ان يعرف السائق ان السياقة فن وذوق واخلاق.

 الوكحة ومدينة الالعاب
اصحاب الشأن لهم رأي اخر بشأن الاتهامات الموجهة اليهم من ركاب هذه السيارات ومنهم اياد علي صاحب سيارة (كيا) على خط البياع الباب الشرقي زرقاء اللون الناظر اليها يجدها مدينة العاب من كثرة الالعاب الموضوعة فيها والعلامات والاشارات الكثيرة بالاضافة الى عدد كبير من (المرايات) التي تحيط مقدمة السيارة وقد كتب على زجاج السيارة الخلفي (محبوبة اياد) و (الوكحة) وكل هذه الكلمات او العبارات لها دلائل في نفس سائقها. يقول اياد لـ(المدى): لا ارى بأننا مختلفين عن غيرنا في قيادة هذه السيارة سوى اننا ملتزمون بعدد من الركاب ونحن اصحاب سيارة عمومية وليست خصوصية. مضيفا: لذلك لنا طريقة اخرى في التعامل مع الشارع قد تكون مختلفة عن قيادة السيارات الاخرى. مردفا: الا اننا في الوقت نفسه لسنا من كوكب اخر ولسنا نتعمد مضايقة الاخرين او التقليل من كرامة الراكب كما يقول البعض من الناس. نعم هناك حالات سلبية لكن ليست عمومية.

غير مرغوب بهم
 شاركنا الحديث سائق (كيا) آخر حارث خضير الذي اوضح لنا بان قطوعات الشوارع والازدحامات الشديدة في مدينة بغداد تتطلب منا بعض (المراوغة) في السياقة حسب تعبيره.  حتى نتمكن من ايصال الراكب الى المكان الذي يريد الوصول اليه. مستدركا: لانتعمد القيام بهذه الافعال لمضايقة اصحاب السيارات الاخرى وانما ضرورات الشوارع تجعلنا في حالة مختلفة قد نكون بنظر الاخرين مثيرين للمشاكل. مستطردا: كما ان رجال المرور يضايقوننا كثيرا وبدون سبب في الكثير من الاحيان.
وبين خضير: اصبحنا منبوذين في الشارع وغير مرغوب بنا مع العلم اننا نقدم خدمة للمواطن في فترة صعبة وحالة معيشية أصعب. مشيرا: الى معاناتهم في العمل سواء كان بالحصول على الكاز او تكلفة تصليح السيارة وامور اخرى كثيرة. الكثير من الركاب في غنى عنها.

نملك الحق ببعض التصرفات
استطرد سائق (الكيا) بحديثه لـ(المدى): أن الركاب ايضا قد يقومون بتصرفات غير لائقة بأن يكسروا شيئا في السيارة او يرموا اعقاب السكائر في ارضية السيارة او يطفئوها في (كشنات) السيارة بالاضافة الى غلق الباب بقوة. موضحا: انه  يعتمد عليها برزق عائلته رغم انه  خريج كلية الاداب ولكن الظروف اجبرته ان يعمل في هذه السيارة . منوها: ان الكثير من زملائه الخريجين يعملون في الكراج سواق كيّات أو في بسطيات. لافتا: الى ان اكثر الناس ينظرون الينا بصورة متدنية الامر الذي يجعلنا في احتكاك مع الراكب بالتالي اللوم ينصب علينا ونخرج في اخر المشكلة مخطئين ولا نملك الاخلاق، رغم اننا نملك الحق في بعض الافعال التي نقوم بها.

نفاد مدة الاجازات
أما افراد شرطة المرور فأنهم ايضا لايختلفون عن المواطنين من معاناتهم من اصحاب سيارات (الكيا) حيث يقول سالم حسين رجل مرور في تقاطع منطقة الكرادة خارج لـ(المدى)  أن اصحاب هذه السيارات لا يلتزمون بارشادات رجل المرور ولايقفون في التقاطعات. مضيفا: نادرا ما يمكنك اجبارهم على التوقف بالاضافة الى انهم يضايقون اصحاب السيارات الصغيرة. موضحا: ان بعضهم مثيرون للمشاكل ونحن دائما في سجال ونقاش طويل مع اصحاب هذه السيارات في تقاطعات الطرق.
وعن سؤالنا حول وجود ضوابط على اصحاب هذه السيارات أجابنا بأن الاجازات كلها قد نفدت مدتها وليست هناك اجازات جديدة ولذلك لا نستطيع ان نجبر احداً على عدم ركوب هذه السيارة بالاضافة الى ان الوضع كله استثنائي وغير طبيعي. ونحن نتساءل اذا كان الوضع غير طبيعي واستثنائي فهل هذا يعطي مبررا لضياع حقوق المواطنين وجعل كل من هب ودب يركب هذه السيارة من دون ضوابط لحمايته وحماية من يركب معه.؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram