TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التكسي الرياضي الذكي

التكسي الرياضي الذكي

نشر في: 31 مايو, 2016: 03:50 م

آخر مفاجآت مدينة دبي الإماراتية ذلك الاعلان الذي قدمته قناتها الرسمية عن مشروع "تكسي دبي الذكي" المؤمل المباشرة به عام 2020 حيث يستأجر المواطن السيارة التي تسير به آلياً من دون سائق وقبل الإنطلاق تظهر على نافذة الباب المجاور للراكب خارطة المدينة ليضع اصبعه على المنطقة المراد الوصول اليها فتنطلق السيارة فوراً وتصل به الى المكان المطلوب.
صراحة، تجربة تكسي دبي تذكّرنا بنظام عملنا الرياضي "الذكي" بعُقدِه وهي تتحكم بسير قضايا عدة وفق خطط غير دقيقة وسُرع شكلية في كتابة الإجراءات وبطيئة في التنفيذ لاسيما أنها تتوقف في محطات الاجتهاد والتأويل وليس مستغرباً أن يؤجل أي قرار في الطريق تحت الضغط الرسمي أو الجماهيري، ولهذا فإن رياضيينا لن يصلوا بمطامحهم الى المستويات التي يرغبون اليها، وغالباً ما تتأخر مستلزمات تحضيراتهم أو يتعرضوا لحالة مفاجئة أثناء المنافسة تحبط آمالهم وتُحيلهم فرائس للندم واليأس !
وآخر ما سيتم انتقاله عبر "تكسي" الرياضة هو هموم انتخابات الأندية ومتعلقات التقويم وحزم الاستثمار والدعم التي كانت تشكّل حملاً ثقيلاً تنوء به مفاصل وزارة الشباب والرياضة طوال 13 عاماً مضت منذ تشكيل أول وزارة بعد تغيير النظام السياسي في البلد، فخرجت الأولمبية بمظهر الشريك الأساسي في تحديد مصير ومستقبل الأندية بعد خمسة أشهر من تهديد رئيسها رعد حمودي بمحاسبة من قام بتسريب أربعة مقترحات نسبت الى المكتب التنفيذي للأولمبية خاصة بقانون الاندية، وهي كانت طوال الأعوام الماضية تشدد من حظرها الذاتي بالتدخل في شؤون الأندية وسمحت اليوم لأحد موظفيها أن يكون طرفاً رئيساً في لجنة ثنائية مع الوزارة تمهّد لانبثاق لجان متعددة تضم شخصيات قانونية وأكاديمية تُغني الملف بالتوصيات المفترض تقديمها قبيل تشرين الأول المقبل.
ما يجري في بعض أروقة الأولمبية أمر خارج المألوف عن كل الحقب التي شهدتها رياضتنا منذ انضمامها الى اللجنة الأولمبية الدولية عام 1948 لاسيما في مسألة تشابك مهامها حسب الظروف والمواقف المتبادلة، وهذا ما يثير الشك من ممارسة التحفظ تارة والتودد الخجول تارة وأخيراً التدخّل السافر في شؤون الأندية كما يحصل حالياً بخلاف الوضع القانوني الذي عدّ اللجنة الأولمبية الوطنية بأنها منحلة منذ زمن الحاكم المدني في العراق بول بريمر في أيار عام 2003 وعدم صدور قانون نافذ يرتب صلاحياتها وواجباتها حتى الآن ، فضلاً عن اقتصار مهامها إدارياً وفنياً بمتابعة أعمال الاتحادات المركزية ورعاية مشاركاتها في الدورات الأولمبية عبر دعمها مالياً والإشراف على انتخابات مجالس إداراتها وليس لها الحق بتشريع القوانين، وبالإمكان أن تسمي أحد خبرائها للمشاركة في لجنة يُقدم المشورة فقط لا أن يمتلك سلطة الشراكة مع الوزارة في كتابة قانون الأندية المنوط بالأخيرة حصراً.
ترى ما مصير أعضاء لجنة كتابة قانون الأندية الذين قضوا وقتاً طويلاً في إعداد مسودة القانون واللوائح قبل أن يؤجل موعد الانتخابات مرتين ومن ثم يحصل خرق واضح أثناء ذلك بمنح وزارة الشباب والرياضية الضوء الأخضر لنادي الشرطة بإقامة انتخابات عموميته قبيل أيام من انتهاء المدة المحددة للتأجيل اليوم الأربعاء الأول من حزيران بحجة انتهاء ولاية المؤقتة البالغة ثلاثة أشهر. وليس هذا فحسب، بل أن رئيس النادي المجمّد رياض عبدالعباس على خلفية اتهامات بالفساد تمت تبرئته من اللجنة التحقيقية بانتظار ما تصدره هيئة النزاهة من قرار بحقه، لم يراع موقفه، وما زاد الأمر ضبابية أن الهيئة الإدارية التي كان يرأسها عبدالعباس تم حلّها بعد استقالة اعضائها وتسمية هيئة جديدة بصفة "مؤقتة" سمحت الوزارة بترشح عدد من اعضائها للانتخابات في حين لم تسمح لاعضاء الهيئة المؤقتة التي خلفت إدارة إياد بنيان بذلك!
هناك اشكالية كبيرة في موضوع انتخابات الأندية وأعتقد أن الوصف المثالي لإدارة نادي الشرطة المنتخبة هي إدارة تكميلية تنتهي مع بدء استعدادات بقية الأندية لإجراء انتخاباتها وفق القانون الجديد المزمع تشريعه حال استكماله من اللجان التي ستشكل لاحقاً، أملاً بأن توفق الوزارة في استقرار واقع الاندية من دون تدخل اللجنة الأولمبية أو أية مؤسسة ضمن واجباتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram