TOP

جريدة المدى > سينما > الفيــلـــم المغربـــي..جــوِّع كلـبك، سينما هشام العسري الجريئة

الفيــلـــم المغربـــي..جــوِّع كلـبك، سينما هشام العسري الجريئة

نشر في: 2 يونيو, 2016: 12:01 ص

تـقــــديم: أهمية ان تكون ضيفا على مهرجان سينمائي مثل مهرجان دبي ، بصفة ناقد سينمائي أو إعلامي ، تكمن في توفر فرصة مشاهدة أفلام مهمة ربما لا تتسنى لك مشاهدتها في دور العرض السينمائي او على شاشات الفضائيات التي تعرض أفلاما سينمائية ، كونها لا تدخل ضمن

تـقــــديم:
أهمية ان تكون ضيفا على مهرجان سينمائي مثل مهرجان دبي ، بصفة ناقد سينمائي أو إعلامي ، تكمن في توفر فرصة مشاهدة أفلام مهمة ربما لا تتسنى لك مشاهدتها في دور العرض السينمائي او على شاشات الفضائيات التي تعرض أفلاما سينمائية ، كونها لا تدخل ضمن تصنيف الأفلام الهوليودية او الأفلام التجارية العربية ، رغم اهميتها من خلال ما تطرحه من اشكالات في مجتمعات ما زالت شعوبها تعاني الكثير من الحيف والقهر ، فكم كبير من افلام امريكا اللاتينة وشرق آسيا وافريقيا ،وأوروبا الشرقية يوفرها هذا المهرجان .
السينما المغربية مثلا ، ومن خلال عديد أفلامها ، تقدم أفلاما مهمة ، من هذه الافلام  فيلم المخرج هشام العسري "جوِّع كلبك" الذي تسنت لنا مشاهدته في الدورة الثانية عشرة لمهرجان دبي السينمائي .

العنوان
"جوِّع كلبك" مثل تتداوله كل البلدان العربية ، دلالته واضحة وقاسية ، لا يتبعك كلبك الا اذا جاع ، ولا يتبعك شعبك ويخضع اليك الا اذا جاع وخاف ، والثانية هي التي تجعل قسوة المثل ، الجملة ، حادة تثير الأسى في النفس .

الحكاية
يتعرض المخرج هشام العسري الى مرحلة قاسية من مراحل الحيف والخوف التي مر بها الشعب المغربي ، وهي الفترة المسماة "سنوات الرصاص" ، حيث التنكيل والقتل الاختفاء في عوالم المجهول لكل من تجرأ واشتكى او انتقد الحكومة .
 مُنفذ كل هذا وقائده وملك الموت والخوف ، والعبد المطيع لملكه هو وزير الداخلية السابق "ادريس البصري" الذي اذاق المغاربة الأمرّين ، حيث شبح الخوف ما زال ماثلا امامهم الى الان رغم ان الملك الجديد قد الغى كل القوانين التي اجازت للبصري وغيره ارهاب الشعب المغربي ، تحاول مخرجة ان تعمل معه لقاء تلفزيونيا يتحدث فيه عن تلك الفترة وهو المستقيل او المقال من المنصب ، ويعيش حالة من الشرود الذهني ، ومطاردة البعض من ضحاياه .

الاشتغال
يتعمد العسري ان تكون الصورة شبه مشوشة وانعدام شبه كلي للإنارة ، ويعتمد الكاميرا المحمولة في كثير من الاحيان ، ولكل من ذلك دلالته التي سنتحدث عنها فيما بعد ، يضخ هاشم العسري كل ما يريد قوله من ادانة للوضع العام والبؤس والعوز الذي يعاني منه الناس ، منذ المشهد الاول ، حيث نشاهد امرأة عجوزا ، قد قسا الزمن والحرمان على ملامحها ، تتحدث عن واقعها وامثالها ، بحرقة وألم ، في مشهد كان للكاميرا المحمولة اثر كبير في تحقيق جماليته ، الضربة الاخيرة في حديثها والتي تعد كذلك للمشاهد غير المغربي هي "عاش الملك" التي اثارت ضحك الجمهور ، كونها تعد مفارقة كبيرة استنادا لحديثها الموجع ، لكن يبدو ان المغاربة غالبا ما ينهون حديثهم او احتجاجهم بهذه الجملة كصك غفران لمن انتقد الوضع والاداء الحكومي .
يتحرك العسري بكاميرته في شوارع المدينة ، فتاة تعلق رجلي دجاجة في اذنيها  "قد تكون ابنة الوزير" ، شباب متسكعون ، تطلب منهم المال مقابل ان يروا ساقيها ، ثم يدخل الى صلب موضوعته وهو اللقاء التلفزيوني مع الوزير المخيف السابق ، حيث كادر العمل يخافه والمقدمة التي يبدو ان لها مصالح معينة تريد تحقيقها من هذا اللقاء ، نكتشف ان الوزير الجلاد السابق  قد فقد الكثير من تركيزه  وان شبح ضحاياه يطارده رغم تأكيده انه خدم البلاد كثيرا ولم يكن كما يعتقده البعض عنه ، ويردد اغاني وطنية قديمة ونشيد وطني غير نشيد بلاده .

تأويل النص المرئي
يمكن للمشاهد ان يؤول النص البصري لهذا الفيلم منذ مشهده الاول ، المرأة العجوز الشاكية ، شحنة البؤس والعوز التي تعلنها تقاطيع وجهها ، التناقض بين ذلك كله ولون ثوبها من خلال قصدية اللون الوردي الذي يرمز للازدهار والرفاهية ، الجملة المؤثرة التي اضحكت الجمهور ، لكن بالتأكيد بعد خروجه سيفكر بما تعنيه هذه الجملة وهي "عاش الملك" ، الجملة التي ربما تستخدم كتقية لمن لا يريد ان يتعرض للمحاسبة والاعتقال نتيجة انتقاده الاداء الحكومي ، سواء أكان الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي .
البنت التي تهيم في الشوارع ، الشباب الذي يفترش الرصيف ، الضياع الذي تستشعره على وجوه المارة ، الخراب الذي وصل له عقل الوزير السابق ، الوزير الجلاد ، دلالة جدوى ان تعمل اعلامية تدعي الاحتراف  لقاء مع هكذا وزير ، حالة الملل التي تعتري كادر العمل ، كل هذا التأويل يثير في الاخر التساؤل او السؤال  الذي اراد الفيلم طرحه ، او الذي اراد العسري المشاكس طرحه سواء من خلال اعماله السابقة  "النهاية" و"هُم الكلاب" و"البحر من ورائكم" او من خلال فيلمه هذا وهو "ماذا بعد" كيف سيكون الوضع ، هل سنبقى نشكي ونحكي لنقول في الاخر  "عاش الملك" ...
لماذا لم يحاسب الوزير على افعاله من قبل الملك الجديد ، هل كان الوزير ضحية هو الاخر، هل كان اداة بيد ملك سابق، لكن هذه الاداة لم تعد تعجب الملك الجديد ..
الفيلم بطولة الممثل بنعيسى الجيراري ولطيفة أحرار .
كتب سيناريو الفيلم واخرجه هاشم العسري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram