بعد أن أخذت "ميس" علاجاً لفترة طويلة لمرض الغدد الدرقية زاد وزنها بشدة . وبعد أن تماثلت للشفاء باتت تحاول جاهدة خسارة الوزن الذي اكتسبته طوال فترة العلاج، امتنعت عن تناول الطعام لفترة في محاولة منها لخسارة الوزن لكن محاولتها باءت بالفشل، اتجهت في الف

بعد أن أخذت "ميس" علاجاً لفترة طويلة لمرض الغدد الدرقية زاد وزنها بشدة . وبعد أن تماثلت للشفاء باتت تحاول جاهدة خسارة الوزن الذي اكتسبته طوال فترة العلاج، امتنعت عن تناول الطعام لفترة في محاولة منها لخسارة الوزن لكن محاولتها باءت بالفشل، اتجهت في الفترة التي تلتها الى خوض تجربة الأندية الرياضية واتباع نظام غذائي معين مع أخذ نوع خاص من حبوب التنحيف التي تساعدها على خفض الوزن بشكل سريع وكبير ، إلا ان هذه المحاولة عرضت حياتها لبعض المخاطر، فالحبوب التي تناولتها تسبب خفقانا حادا في القلب مع اجهاد لعمل الكليتين وهذا ما قد يعرض مستخدمي هذه الحبوب الى الوفاة بشكل مفاجئ مع توقف تام لعمل الكلى.

أدوية إلكترونية
تصادفني يوميا عشرات المتصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك والإنستغرام لإعلانات مبوبة لحبوب التنحيف والتي تباع بعشرات الدولارات مع خدمة التوصيل المنزلي في بغداد وجميع المحافظات ، وكلما بحثت في أروقة التعليقات وجدت أعدادا مهولة لأشخاص ينوون الإقبال على استخدامها دون إدراك تأثيراتها وعوارضها الجانبية التي قد تسبب خللا في سير حياتهم إن لم توقفها بتاتا. إضافة الى ان عرض هذه المنتجات لم يتوقف عند صفحات البيع الإلكترونية او الصيدليات بل حتى محال ومراكز التجميل باتت تروج لهذه المنتجات .
في هذا الخصوص تحدثت الدكتورة الصيدلانية صبا علي لـ(المدى) قائلة: اصبح الفيس بوك اليوم مكانا لترويج السموم القاتلة ، ومن لا يعرف معنى تركيب هذه المنتجات قد يعرض حياته للخطر. متابعة: يتم شراء هذه المنتجات عن طريق الإنترنيت ومن ثم عرضها في هذه الصفحات مع مضاعفة السعر الأصلي لمنع بيعها في الصيدليات حسب تعليمات وزارة الصحة..

ضياع المواطن بين منتجات وهمية
واستطردات علي: بعد ان تم سحب اغلب منتجات التنحيف غير الآمنة من الصيدليات ومذاخر الأدوية يلتجئ المواطن الى محال ومراكز التجميل والى الصفحات الإلكترونية من أجل البحث عن هذه المنتجات. موضحة: من خلال الفحص ثبت ان الكثير من منتجات التنحيف تعمل على إضعاف عمل عضلة القلب وخفقانه إضافة لعدة أمراض أخرى.
واستطردت الصيدلانية: يضيع اغلب ممن يعانون من مرض العصر –البدانة- بين مصداقية عمل ادوية التنحيف وبين وهم احلام النحافة ، فأغلب الأدوية التي تعمل على الغدد النخامية تكون ذات تأثير سيئ جدا على المستخدم. مبينة: انها تعمل على التأثير بعمل الهرمونات ، اما الأدوية التي تعمل على الجهاز الهضمي وتؤثر عليه فهي الأكثر أمانا  فعملها يقوم على التخلص من الفضلات والدهون وطرحها خارج الأمعاء بشكل آمن وصحي. داعية وزارة الصحة والبيئة لفرض رقابة إلكترونية على ما يتم نشره في هذه الصفحات الإلكترونية ومحال التجميل ومعاقبة مروجيها بالسجن والغرامات المالية الكبيرة، فبيع السموم على الناس بات بهذه الطريقة سهلا ومشاعا ومربحا لعديمي الضمير.

أمراض متنوعة
معظم ادوية التنحيف ثبت من خلال فحصها المختبري الذي يتم من قبل فرق وزارة الصحة فشلها ومنع بيعها في الصيدليات ، إلا ان بعض مراكز التجميل ومحال الكماليات للأسف تبيعه للناس دون معرفه بالعواقب التي تؤدي بمستخدميه.
 الطالبة الجامعية "هدى احمد" تعاني بعض الإحراجات بسبب معاناتها من زيادة الوزن وعدم استطاعتها اقتناء ماتحبه من الملابس . شاهدت إعلانا إلكترونيا لأحد الأدوية المختصة بالتنحيف ، لذا قررت مراسلة الصفحة وشراء المنتج ، وبعد استخدامه لشهر واحد نقص وزنها وبانت ملامح العلاج الفعالة ، لكن في نهاية الشهر الثاني من أخذ هذا العلاج باتت تعاني من نحول وصداع دائمين ، لذا قررت الجوء الى الطبيب . وبعد شرح الحالة وتشخيصها تبين ان هذا المنتج له تأثير جانبي يعمل على إضعاف الجهاز العصبي على مدى استعماله الطويل. وبعد أن عادت هدى لمراسلة الصفحة وإبلاغهم بما اخبرها الطبيب عن منتجهم الذي يروجون له قاموا بحظرها من متصفحيهم .

أندية رياضية ومراكز تجميل
الصيدلانية "نور أحمد" تحدثت لـ(المدى) عن وجود بعض مراكز التجميل والأندية الرياضية التي تمنح هذه المنتجات مجانا بعد إشتراك المواطن في نواديهم من أجل سرعة خفض الأوزان ولبيان فعالية الرياضة والأنظمة الغذائية التي يعدونها لزبائنهم ، مضيفة ان هذه النوادي تعمل وفق نظام خاص دون الخضوع للمراقبة الصحية والاجازات من قبل وزارة الصحة ودون اشراف صحي . واشارت في ختام حديثها الى سعي وزارة الصحة العراقية لمراقبة النوادي الرياضية ومراكز التجميل التي تبيع وتمنح هذه المنتجات ومحاسبتها قانونيا لما تسببه من ازهاق ارواح تسعى للبحث عن الجمال.