TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بلادُ العُربِ احزاني

بلادُ العُربِ احزاني

نشر في: 1 يونيو, 2016: 09:01 م

مدرس التاريخ  السياسي المتقاعد ابو  زيدون ، على حد وصفه، استشاره ابنه الاصغر   الطالب الجامعي حول  استمراره بعلاقته في العالم الافتراضي مع شابة كندية  طلبت  معلومات  تفصيلية عن شعور العرب تجاه انظمتهم ، لمساعدتها في انجاز بحث حول هذا الموضوع الشائك، الطالبة الكندية وكما ذكرت  في رسائلها الى صديقها  على اطلاع واسع  بالأوضاع السياسية  في المنطقة العربية بكل اضطراباتها وصراعاتها  من خلال الشبكة العنكبوتية ، لكنها ترغب في رصد  ردود  افعال الاوساط الشعبية ومدى  انعكاس  تداعيات الاحداث على شرائح واسعة من المجتمع ، أدت الى بروز حالة من اليأس بين الشباب  دفعتهم الى الهجرة بأعداد كبيرة بحثا عن ملاذ آمن  على الرغم من  كل المخاطر والعقبات في طريق الوصول الى دول اجنبية.  
ابو زيدون شجع نجله على مساعدة  الطالبة الكندية ، الا انه   اختزل الموضوع الشائك بجملة واحدة" بلاد العرب احزاني "  كيف؟ سأل الابن فقال الاب ، المنطقة العربية الوحيدة في العالم  تحاكي الحضارة بالشكل ، لكن عقول الكثير من ابنائها مصرة على التمسك بالماضي  لاعتقادهم بانهم  اصحاب الفضل في نقل حضارتهم  الى الخارج ،حين اسسوا دولة بقوة  السيف تمتد من الهند والسند شرقا حتى بحر الظلمات غربا ، ويمضي الاب قائلا :في البلاد العربية انتهكت حقوق الانسان بارتكاب جرائم بشعة ، اثارت  ذهول المجتمع الدولي  بعرض مشاهد مصورة تظهر قطع الرؤوس ، وفر ابو زيدون  لنجله  الاستهلال المناسب لسرد تفاصيل اخرى في رسالته الى صديقته الكندية .
نشيد "بلاد العرب اوطاني  من الشام لبغدان" للشاعر  فخري البارودي ، رددته الاجيال  السابقة في مدارس معظم الدول العربية المؤمنة،  بان  وحدة العرب ستحقق  عاجلا ام  اجلا على الرغم من تعرض الامة العربية الى مخططات استعمارية امبريالية ، تستهدف سرقة ثرواتها  وجعلها  مجزأة   لتكون خاضعة  لإرادة الدول الكبرى ، ابو زيدون يوم كان تلميذا  ردد هذا النشيد  كغيره من ابناء جيله ، مع تقدم العمر ادرك بان  النهضة العربية تحققت على مستوى  الشعارات والاناشيد والاهازيج المؤيدة  لزعماء الانظمة ، فترك العمل السياسي ،  لوصوله الى  حقيقة بان احلام جيله تبددت بانشغال القوى  السياسية بالصراع على السلطة .
المسافة من الشام الى بغداد خضعت لسيطرة تنظيم داعش ، حروب داخلية في اليمن وليبيا والعراق ، الدول العربية تستورد الاسلحة والمعدات العسكرية  الحديثة بمبالغ طائلة  من  دول صنفتها الشعارات  والاناشيد ، بانها من الد اعداء العرب ، تضخمت الترسانة العسكرية  لحماية  الانظمة من احتمال  اندلاع ربيع عربي جديد  .
الطالبة الكندية  تنتظر مساعدة صديقها العراقي  لإنجاز بحثها ، وصلتها الرسالة اخيرا لتخبرها  بان تناول  قصة ابو زيدون  يكفي لاستعراض  الواقع العربي  بكل تفاصيله ، مع نصيحة بتناول المهدئات  لتجرع  ألم  المرارة، والسلام ختام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram