TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الدعاية الانتخابية تبدأ من المقابر !!

الدعاية الانتخابية تبدأ من المقابر !!

نشر في: 25 يناير, 2010: 07:10 م

بغداد/ وكالاتبين قبور الموتى، وعلى وقع نغمات النائحات على الاحبة الراقدين ينتشر مجموعة من الشباب يوزعون بطاقات خاصة بالمرشحين للاتتخابات النيابية المقبلة وصورهم مع بعض الحلوى المهداة الى ارواح الموتى، هكذا هو المظهر العام للدعاية الانتخابية التي بدأت من القبور في المدن المقدسة.
 فقبل ايام قليلة من انطلاق الحملات الانتخابية في العراق بشكل رسمي بدأت الاحزاب والائتلافات السياسية بالترويج لنفسها مبكرا مستثمرة الزحام الشديد الذي تشهده القبور في مدن كربلاء والنجف اثناء شهر محرم لاسيما في يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع. فعند مداخل مقبرة الوادي الجديد في كربلاء تنشر مجموعة من الشباب وهم يحملون كروتا صغيرة تحمل اسماء المرشحين وصورهم وارقامهم التسلسلية في القوائم يتسابقون لتوزيعها على الاهالي الداخلين الى المكان لزيارة قبور ذويهم، فيما اقدم آخرون على توزيع الحلوى على ارواح الموتى لاهالي الفقيد املا في ضمان تصويتهم لصالح المرشح. ويقول الدفان جواد الكعبي احد اقدم الدفانين في المقبرة ان «المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات في العام الماضي اتبعوا الاسلوب ذاته، اذ استثمروا توقيت انطلاق الدعاية الانتخابية اثناء ايام عيد الاضحى وقاموا بالترويج لقوائمهم في القبور التي غالبا ماتستقطب الناس من مختلف المدن العراقية، حيث يقومون بزيارة الموتى في ايام العيد كجزء من التقاليد السائدة». ويؤكد الكعبي ان «فكرة استخدام المقابر في الترويج للقوائم الانتخابية تبدو اكثر نفعا للمرشحين من الترويج في اماكن اخرى «اذ ان زوار القبور تصل اعدادهم الى مئآت الآلاف في ايام المناسبات الدينية وفي يومي الخميس والجمعة ،الامر الذي يوفر انتشارا اكبر للمرشحين لاسيما وان مرتادي القبور من مختلف المحافظات العراقية. وقرب احد مواكب الدفن القريبة من الباب الرئيس للمقبرة تجمع عدد من الصبية وقاموا بقراءة سورة الفاتحة على الفقيد بعد لحظات من انزاله في القبر، ثم اقدموا على توزيع كروت المرشحين وصورهم على السائرين في موكب الدفن دون ان ينطقوا بكلمة. لكن الموقف استفز احد اقارب الميت فقام بتمزيق الصور والكروت واقدم على اطلاق المسبات على الصبية الذين فروا راكضين بعيدا عن المكان،واتجهوا الى القبور البعيدة حيث يقف اهالي الموتى لقراءة الفاتحة على ارواحهم وتوزيع بعض انواع الحلوى على المارة. ولا تقتصر الدعاية الانتخابية في المقابر على توزيع الكروت والصور، اذ يستخدم المرشحون عربات التنقل داخل المقبرة (الستوتة) في الترويج لانفسهم،بعدما علقوا صورهم عليها وبدأت تلك العربات تطلق صافراتها ذهابا وايابا اثناء نقل الزوار داخل المقبرة للفت انتباه المارة. اسماعيل حسين صاحب احدى العربات يقول ان «المرشحين يقومون باستئجار عربات الستوتة لتعليق صورهم عليها طوال مدة الدعاية الانتخابية ،اثناء عملها داخل القبور او خارجها لشد انتباه المارة «ويذكر «ان اصحاب العربات يتقاضون مبالغ بين 100-150 الف دينار شهريا عن تعليق تلك الصور». ويؤكد ان غالبية اصحاب مركبات الستوتة يستثمرون مركباتهم بهذه الطريقة اثناء الدعايات الانتخابية، ويضيف»في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مطلع العام الماضي امتنعت بعض الاحزاب عن تسديد نقودنا وتنصلوا من وعودهم، الامر الذي دفعنا الى المطالبة باجورنا مقدما هذا العام». ورغم الانتشار الكبير للمروجين للانتخابات ومرشحيها داخل المقابر، الا ان الكثيرين منهم يدركون ان الوعود باختيار المرشح لا تتحقق دائما ،اذ يكتفي الاهالي هناك بإيماءة من رؤوسهم لاقناع المقابل باختيار المرشح المقصود للخلاص من الحاحه فحسب والتفرغ لتوزيع الطعام على ارواح الموتى وزيارة باقي قبور المقربين. وتقول احدى السيدات المسنات التي قدمت لزيارة قبر زوجها «نحن نعد بانتخاب المرشح امام كل من يقوم بتوزيع الصور والملصقات، ثم نقوم برميها بعد مغادرتنا المقبرة». وتضيف «لا اعلم لماذا يسمحون لهم بدخول المقبرة ،فنحن هنا لزيارة قبور اهلنا، وليس لاختيار المرشحين للانتخابات». ورغم غرابة الموضوع بالنسبة للكثيرين ممن يرتادون القبور، الا ان بعض الاهالي يتعاملون مع الظاهرة بمرونة اكبر، اذ يقومون باستلام الصور والملصقات ويحملونها معهم الى منازلهم للاطلاع عليها لاحقا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram