دائما ما أُواجَه بهذا السؤال : لماذا تبحث في الكتب عن موضوعات لعمودك الثامن ، بينما الواقع من حولنا مليء بالاخبار المضحكة والاكثر منها طبعا المقلقة ، بالتأكيد البعض يريد مني ان اكتب عن دوري البرلمان والمباراة المؤجلة بين إسكندر وتوت وسليم الجبوري ، وعن غياب لاعب الهجوم الشهير مشعان الجبوري ، هناك بعض المهازل . ولهذا قرر الجميع ان يريحوا أدمغتهم ، فأغلقوا باب البرلمان الذي تجيء منه الريح .
وأنا أيضا قررت أن أُريح دماغي وأكتب لكم عن " بطر " الأمريكان ، فبالأمس لم يهتم أبناء العم سام بمعركة كسر العظم بين مرشحي الرئاسة ، ولم تعد تصريحات ترامب الاستفزازية تثير الصحافة ، لقد تحولت أنظار الاميركان ومعهم وسائل الإعلام ، الى قضية كبرى هي إقدام حارس في حديقة حيوان على قتل غوريلا ، وفي الخبر تقول صحيفة الواشنطن بوست ، إن القصة بدأت عندما تسلل طفل لم يتجاوز عمره الرابعة إلى الخندق المحيط بالسياج الذي يعزل الغوريلا . ولإنقاذ حياة الطفل، قام أحد العاملين بحديقة الحيوان بإطلاق النار على الغوريلا وقتله ، وهنا حدثت المشكلة . بأي حق تقتل الشرطة هذا الحيوان ؟ ، فيما وسائل الإعلام ركزت أغلب غضبها على والدة الطفل لسماحها بابتعاد الطفل عنها. وطالبت بحبسها .
سيشتمني البعض حتما ، وسيقول آخرون ، يارجل بدأت تَهْرِفُ بما لا تَعْرِفُ ، ولكنني ياسادة أُحاول ان أُلاحق الخبر وأسلط الضوء على الصحيح، وأُلقي بالا إلى الخطأ، صحيح ان البعض لايريد منك ان تدسّ أنفك وتسأل اين اصبحت قرارات لجنة سقوط الموصل، من هم المذنبون؟، ومتى سيقدمون للعدالة؟، كأن هذا ليس من شأنك كمواطن، أو على الأقل بحجة أن هذه قضية سرية تهدد الامن الوطني ولا يجوز أن تكون أخبارها وأسرارها مشاعا متداولا في وسائل الإعلام، وحتما لا يريد البعض أن تسأل عن الإصلاح واسطوانة التكنوقراط ، واين حل بهما الدهر ؟، هذه أيضا أسرار أمن وطني .
أتمنى ـ فقط، و من باب التمني، وليس من باب المطالب ، ان اجد نائبا يقضي عطلته التشريعية مع النازحين ، وان يعرف ان هناك اطفالاً يموتون بسبب الجوع وحصار داعش لأهالي الفلوجة .
تقوم تجارب الحكومات الناجحة على الصدق والمشاعر الإنسانية. فيما يعيش مجلس نوابنا الكسيح على الشك والنميمة والانتهازية .
هناك خلف البحار كانت الصحافة ومعها المشاهير يؤكدون انهم لن يسمحوا بفقد حيوان ، فيما المواطن العراقي يخرج صباح كل يوم مرتديا ضعفه وخوفه وفقره ، ولا يملك سوى امنية واحدة سريعة ، ان يرى باب البرلمان مغلقا الى ابد الدهر ، واخرى " بطرانة " ان يسمح له العبادي بعبور جسر الجمهورية يوم الجمعة .
هل يسمح لنا العبادي ؟
[post-views]
نشر في: 1 يونيو, 2016: 07:05 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
ان دخول الداعش فى العراق تم بالتعاون مع البعثيين فى غرب الوطن-ان الجيش العراقى الدى انسحب كان مطيعا للبعثيين والقوميين العرب فى غرب الوطن واكبر مثال على وجود حصان طروادة فى غرب الوطن هو وبلا شك الانجيفى الاكبر ولم يكن انجيفى الحصان الطروادى الوحيد-بل كا
د عادل على
ان دخول الداعش فى العراق تم بالتعاون مع البعثيين فى غرب الوطن-ان الجيش العراقى الدى انسحب كان مطيعا للبعثيين والقوميين العرب فى غرب الوطن واكبر مثال على وجود حصان طروادة فى غرب الوطن هو وبلا شك الانجيفى الاكبر ولم يكن انجيفى الحصان الطروادى الوحيد-بل كا