أيامٌ قليلة ويرحلون ، ويبقى ما يتركونه من إرث : ثوب على سرير ، لونٌ على ورق ، رسمة على لوحة ، أقلامٌ فقدت أحبارها ، لعبةٌ تشكو غيابهم ، بعد أن تشبعت اجسادهم بالدواء ، وألم الكيمياويات ، ونخرت أوراحهم لا لتجنب الرحيل والموت ، بل لتأخير قطارات الآخرة م

أيامٌ قليلة ويرحلون ، ويبقى ما يتركونه من إرث : ثوب على سرير ، لونٌ على ورق ، رسمة على لوحة ، أقلامٌ فقدت أحبارها ، لعبةٌ تشكو غيابهم ، بعد أن تشبعت اجسادهم بالدواء ، وألم الكيمياويات ، ونخرت أوراحهم لا لتجنب الرحيل والموت ، بل لتأخير قطارات الآخرة من أن تصل إلى محطات براءتهم .
المعرض الخاص بأطفال مستشفى الإسكان للسرطان ، أُقيم على قاعة مؤسسة برج بابل مساء يوم السبت الماضي ، حاملاً عنوان "ملائكة ترسم في برج بابل" والذي شهد مشاركة قرابة الأربعين طفلا بـ 35 عملاً ، بين أطفالٍ حضروا معرضهم وآخرين تركوا ألواحهم معلقة على الجدران وذهبوا إلى مرقدهم الأخير .
بهذا الشأن تحدثت منظِّمة المعرض الفنانة التشكيلية نبراس هاشم عن كيفية انطلاق هذه الفكرة قائلة إن " الفكرة بدأت من خلال معرفتي بصديقي هنريك هنري ، فهو مهتم بأوضاع المحتاجين والنازحين والفقراء ، وأيضاً مهتم بمشكلة الأطفال المصابين بالسرطان في مستشفى الاسكان ." وتذكر هاشم أن حال المستشفى يرثى له وتبين " لقد لوحظ أن المستشفى مكون من طابق واحد مخصص لمرضى السرطان ، كما أن متابعتهم ليس لها خصوص ، بل أنهم يعاملون بشكل عادي بعيد عن الاهتمام ، وهنا قررنا عمل زيارات مكثفة لهم ، وملاحظة احتياجاتهم بشكل اكبر ، فلاحظنا أنهم يفتقرون للالعاب والرسوم وبعضهم غادروا المدارس بسبب وضعهم الصحي ، حيث حرموا من ابسط حقوقهم ." وأكدت هاشم " لقد  لاحظنا ميلهم للون والفرشاة والورق أو اللوحة ، لهذا أقمنا هذا المعرض من اجل اسعادهم بشيء بسيط  ."وبيّنت هاشم فيما يخض الاعمال المشاركة قائلة "إن الأعمال الحالية المشاركة هي لـ 35 طفلا كأعمال فردية وهنالك لوحة كبيرة شارك بها ما يقارب 6 أطفال إضافة إلى رسومات لفنانين كبار ، ستباع اللوحات ويؤخذ ريع المعرض للأطفال المصابين ." في حين ذكر الناشط المدني والمهندس المعماري هينريك هنري قائلاً "إننا تواصلنا مع هذه  الفئة من الاطفال على مدى ثلاثة اشهر وفق المستطاع ، كما أقمنا لهم حفلات كثيرة وقمنا بمتابعة طلباتهم الشخصية ، ونحن مستمرون في محاولاتنا لجلب طلباتهم خصوصا انهم معرضون للموت المفاجئ ." مُشيرا إلى "أن هنالك أطفالا لعوائل فقيرة وهذا ما نحاول متابعته لتوفير أكبر عدد ممكن من المساعدات لهم  ."ويتحدث هنري اليوم على وجه الخصوص فيما يخص المعرض اليوم قائلا "اليوم  اللوحات المعروضة هي لوحات لأطفال توفوا وآخرين على قيد الحياة ، عرضناها وسنستخدم ريعها لخدمة هؤلاء الاطفال المساكين ."ولفت هنري لخططهم المستقبلية قائلاً "لدينا خطط مستقبلية لإنشاء مستشفى خاص بمرضى السرطان ، وقد حصلنا على الموقع والتصاميم ولم يتبق سوى أن نبدأ العمل على هذا المشروع  ."