اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعضها بدعمٍ دولـي... ورش عمل تطويرية تتحول لـ "كروبات" سياحية عائلية

بعضها بدعمٍ دولـي... ورش عمل تطويرية تتحول لـ "كروبات" سياحية عائلية

نشر في: 4 يونيو, 2016: 12:01 ص

الإقامة والتنقلات مدفوعة مسبقاً بالاضافة الى صرف مبلغ يومي يقدر بمئة دولار امريكي كما يمكن تمديد الإقامة الى ايام اخرى، حسب هذا التعريف وافق "رياض" مدرس اللغة الانكليزية على المشاركة في ورشة عمل مدعومة من قبل احدى المنظمات الدولية لغرض تطوير القدرات

الإقامة والتنقلات مدفوعة مسبقاً بالاضافة الى صرف مبلغ يومي يقدر بمئة دولار امريكي كما يمكن تمديد الإقامة الى ايام اخرى، حسب هذا التعريف وافق "رياض" مدرس اللغة الانكليزية على المشاركة في ورشة عمل مدعومة من قبل احدى المنظمات الدولية لغرض تطوير القدرات الذاتية والمعرفية لفريق من المدرسين والمختصين في اللغة الانكليزية تحديداً والتعرف على آخر مستجدات تدريس طرائق اللغة الانكليزية. كما تم اختيار احد الفنادق الفخمة فى العاصمة اللبنانية بيروت لإقامة تلك الورش المستمرة التي سيحاضر فيها اساتذة لبنانيون ... مع كل تلك المغريات تساءل رياض : لمَ لا تقام مثل هكذا ورش في بغداد والمحافظات من قبل تلك المنظمات، ولمَ لايحاضر فيها اساتذة عراقيون ؟!

أقرباء المسؤولين
"عبد الستار فالح" ،موظف حكومي، تحدث لـ (المدى) عن تلك الورش والدورات التي تقام خارج البلد قائلا: بعد عام 2005 دخل العديد من المنظمات الدولية الى العراق ومنها منظمة الصحة العالمية واليونسيف واليونسكو. عازيا سبب دخولها الى المساهمة في إعمار البلاد لا سيما ان العرق كان يفتقر الى الكثير من الحاجات الضرورية ومنها فرص التعرف على آخر المستجدات الحاصلة في مجال الطب والهندسة والتعليم والأساسيات الهامة في تقديم افضل الخدمات للمواطن. موضحاً: ان الكثير من تلك المنظمات وبسبب الوضع الأمني المتردي قامت بتنظيم العشرات من ورش العمل والندوات في دول مصر والاردن ولبنان وتركيا شارك فيها آلاف الموظفين في المجالات المختلفة الطبية والتعليمة والخدمية. مبينا: ان البعض من تلك الورش تحولت الى سفرات سياحية وترفيهية ، بل وصل الامر الى إشراك الإصدقاء والأقارب من المدراء والمسؤولين في تلك الورش بالاتفاق مع المنظمة التي تتتحمل تغطية نفقات الورشة.

اليمن ترفض الورش
الدكتور منذر سلمان يقول لـ( المدى) : قدمت العديد من المنظمات الدولية خطط عمل الى المعنيين في اليمن ، وفي نفس الاختصاصات كما حدث عندنا وكان من ضمن الاتفاق تدريب الكوادر خارج اليمن بسبب الأوضاع الأمنية. مستدركا: لكن أغلبهم رفض المشاركة في هذه الورش وطلبوا ان تكون داخل اليمن وفي اية محافظة يرغبون بها. مشيرا الى ان بعض المنظمات الدولية والبعض ممن يعمل معهم اخذوا ( يتفننون) في اقامة ورش العمل والاتفاق مع الفنادق الكبرى وشركات الطيران من اجل الحصول على عمولات. منوها: أن اية ورشة لاتقل تكلفتها عن (200) الف دولار فكيف بإقامة العشرات من تلك الورش وكم هدر من اموال كان بالإمكان الاستفادة منها في مجالات تطوير اخرى.

فساد مالي وفنادق فخمة
واسترسل منذر بحديثه: في فترة  معينة تم اختيار العاصمة الأردنية عمان من ثم القاهرة تلتها بيروت واحياناً تقام في تركيا والآن في كردستان. متعجبا من تنظيم واقامة هذه الورش في فنادق فخمة جداً. لافتا: الى ان الكثير من هذه الورش كان بالامكان تنظيمه في العاصمة بغداد او محافظات اخرى مستتبة الأمن. مشيرا: الى اهمية الكف عن هدر الاموال المخصصة لتطوير مهارات موظفي الدولة بورش لا فائدة ترجى منها بقدر السلبيات التي ترافقها خاصة الفساد.

مليون دولار على الأقل
منظمة اليونسكو اقامت العديد من ورش العمل للمدرسين المتخصصين في  بيروت وشاركت في هذه الورش أعداد كبيرة من المدرسين لغرض التعرف على افضل طرائق التدريس الحديثة خاصة  في اللغة الانكليزية اذ  تكفلت المنظمة بجميع النفقات السفر والإقامة ومصرف الجيب ما يعرف (بوكت موني) طوال ايام الورشة التي تصل احيانا الى اسبوع مع ايام السفر وحسب احد المشتركين في احدى الورش انها كلفت الجهة المنظمة مليون دولار دون ان تضيف شيئا مهما للمتدربين. موضحا: ان العديد منهم يتفوق على المحاضر بالمعلومات وحتى باللغة.
سمير عبد الله موظف سبق له العمل مع احدى المنظمات الدولية التي لا تزال تعمل في العراق يوضح لـ(المدى): أن مجمل المنظمات الدولية ترفض اقامة اى نشاط تدريبي داخل العاصمة بغداد ويتم اختيار الدول من قبلهم. مبينا: ان هذا الامر كان المشجع الاول لإقبال الكثير من موظفي الدولة على المشاركة في هذه الورش. مشيرا: الى ان اعضاء في الحكومات المحلية والمدراء العامين  اشتركوا في هذه الورش على حساب موظفين اختصاص. متابعا: ولم يكتفِ الكثير منهم بذلك بل اصطحبوا زوجاتهم او احد اقربائهم او اصدقائهم الى هذه الورش من خلال زج اسمه او الاتفاق مع الجهة المنظمة للورشة.

عمولات كبيرة وفوائد مالية
وبشأن من يتحمل مصاريف الشخص المرافق  قال عبدالله : غالبا ماتخصص غرفة لكل مشترك بالتالي تخلص من مبالغ السكن. مضيفا: ان المصاريف الاخرى يمكن سدها من (بوكت موني) الذي يترواح بين 100 الى 200 دولار لليوم الواحد بالتالي تكون السفرة شبه مجانية. مبينا: ان بعض الدوائر تصرف مخصصات إيفاد 30% لموظفيها غير ما تصرفها المنظمة المقيمة للورشة التدريبية.
الموظف لم يستبعد من وجود حصول صفقات من قبل الموظفين العاملين في تلك المنظمات مع بعض الأطراف والحصول على عمولات جيدة. لافتا: الى اختيار الفندق مثلا او المطاعم وحتى شركات السفر اذ كان السفر عبر الأجواء الجوية. كاشفا: احد المحاضرين من الأطباء العالميين رفض الحضور الى العراق لغرض القاء عدد من المحاضرات للأطباء حول برامج الصحة العامة، الامر الذى تطلب إقامة الورشة في القاهرة، علما ان وضع القاهرة ليس بأفضل من وضع بغداد. مشيرا: الى تدخل بعض الاطراف في الامر وتشويه الصورة امام المحاضر الذي رفض الحضور الى بغداد. منوها: ان بعض العاملين او المندوبين لهذه المنظمات يعملون جاهدين على اقامة تلك الورش خارج العراق من اجل الفوائد المالية.

المشاركة لغرض التطوير ولكن
الدكتور الاختصاص فاضل عباس علي اشار بحديثه لـ(المدى) الى أن اقامة مثل هذه الورش له منفعة كبيرة للمشاركين الحقيقيين في مجال تخصصهم وعملهم وقد استفاد الكثير منهم من خلال الاطلاع على اخرى التطورات في مختلف الاختصاصات. مضيفا: لاتعني اقامة هذه الورش في عواصم اخرى ان بغداد غير مؤهلة لذلك بسبب الوضع الأمني. مشددا: ان الكثير منها ينظم حسب وجهة نظر المنظمة المقيمة والداعمة للورش وعلاقاتها في المنطقة او فروعها. مشيرا: الى اعتماد التقارير والمستجدات السياسية والامنية والاقتصادية.
وعن الجدوى من تنظيم هذه الورش في فنادق فخمة بيّن علي: حتى لو اقيمت الورش في بغداد فسيكون اختيار الفنادق الكبرى مقرا للإقامة لاعتبارت عديدة. متابعا: منها توفير المكان الملائم والمريح والذي يجمع كل المشاركين بمن فيهم المحاضرون. اضافة الى سهولة الوصول في الوقت الملائم والمحدد لبدء المحاضرة. مبديا أسفه على مشاركة العيد من غير المختصين في مواضيع الورشة التطويرية على حساب الأخرين ، لافتا الى ان مشاركة هؤلاء لغرض السياحة والاستجمام مجانا. عازيا سبب ذلك الى الفساد المستشري وسوء ادارة بعض القطاعات والمفاصل الادارية في المؤسسات العراقية.

ورش عمل لمهندسي التبريد؟
مثني زيدان احد المشاركين في ورش عمل اقيمت العام الماضي لمهندسي التبريد للعاملين بعض الدوائر الحكومية بيّن في حديثه لـ(المدى) ان الجهة المنظة للورشة تكفلت في جميع النفقات. موضحا: ان لا احد يعرف من المشتركين الجهة الداعمة كما لم يتطرق احد من المحاضرين لذلك. مبينا: ان برنامج الورشة كان لغرض التعرف على اخر التقنيات الحديثة في مجال التبريد وكيفية الصيانة والاختيار الافضل للاجهزة العالمية. كاشفا: ان عدد المشاركين عشرون شخصا اغلبهم على علم واطلاع بكل المعلومات التي تطرق لها المحاضر. متسائلا عن غياب هذه الورش في الوقت الحاضر وهل كانت تمول من الحكومة عبر منظمات دولية. ؟

فائدة علمية وإنفاق الملايين
الدكتور رشيد خلف -استاذ جامعي- بين لـ(المدى) أن اقامة ورش عمل لغرض التعليم يعد حالة حضارية ومهمة للجميع. مستدركا: لكن بشرط أن تتحلى بجميع الخطوات الصحيحة والعلمية لغرض تطوير قدارات المشاركين. موضحا: ان البعض من الموظفين لاهمّ له سوى المشاركة من اجل السفر و(الموني بوكت). مبينا: ان لاحاجة لدفع 100 دولار كمصرف جيب للمشارك في الدورات او الورش في اليوم الواحد عادا ذلك احد ابواب الفساد.  
واستطرد خلف:  شاركت في ورشة عمل التعليم الطبي والبحث العلمي التي أقامتها منظمة الصحة العالمية في محافظة السليمانية . الورشة عن كيفية  تطبيق البرامج الحديثة لا سيما تطبيق المناهج والتعليم الالكتروني والاختبارات الالكترونية وفق المعايير العالمية. مردفا: كان هدف الورشة إعداد ووضع خطة ستراتيجية لدعم كليات الطب العراقية في تغيير مناهجها الدراسية وفق احدث المناهج العالمية وتطوير نظام الاختبارات فيها. مشيرا الى ان اقامة مثل هذه الورش داخل البلد هامة وضرورية ولها فوائد علمية قيّمة. لافتا الى اقامة العشرات من ورش العمل خارج العراق لكن دون فائدة تذكر مع انفاق الملايين من الدولارات.

مساعدات دولية وبرامج عمل محلية
مدير منظمة الصحة الدولية في وزارة الصحة رمزي رسول بين لـ(المدى) ان اساس عمل المنظمات الدولية هو تقديم العون والمساعدة للدول التي تتعرض الى الحروب والأزمات. مضيفا: اذ تجتمع تلك المنظمات بممثلي تلك الدول وتوضع الخطط بما فيها جمع المساعدات والتبرعات من الدول التي توضح على قائمة الداعمين العالمية.  متطرقا: كما يتم اختيار الكوادر العاملة في برامج اية منظمة من المختصين او ممن لديهم خبرة وكفاءة في شؤون التدريب والتطوير.
واضاف رسول: وبسبب الوضع الأمني في العراق وخطورته يتجنب الجميع الحضور الى بغداد وان حضر احدهم فيجب ان تكون له حماية امنية كبيرة. بالتالي يتم اختيار مدن اخرى حسب رأي المنظمة الداعمة التي تحرص على سلامة موظفيها والمشاركين.  مبينا: ان اغلب الدورات والورش الي اقيمت لم تكلف العراق اية مبالغ لأن اغلب تلك المنظمات تقوم بجمع تبرعات من دول مساهمة في منظمات عالمية مثل اليونسكو واليونسيف والامم المتحدة وغيرها.

امتحان نهائي ومكافآت
حامد سلمان -موظف في وزارة التخطيط- ذكر لـ(المدى) : أن اقامة اية ورشة عمل يفترض ان تهدف الى الاستفادة العلمية سواء أكانت داخل او خارج البلد. مستدركا: لكن ارى ان اقامتها في بغداد افرض واكثر فائدة للجميع. مبينا: يمكن تنظيم الورش في الدائرة او المؤسسة المعنية بتلك الورش دون اية تكلفة مادية. منوه: يمكن الاستفادة من المبالغ التي تدفع للسفر والفنادق كأجور تحفيزية للمشاركة في الورشة كما يمكن تقديم جوائز للمتميزين في تلك الورش.  
واضاف سلمان: ان بعض الورش التي اقيمت في عواصم عربية تحولت الى كروبات سياحية للمدارء والمسوؤلين في بعض الدوائر من خلال اصطحاب عوائلهم. داعيا: الى ضرورة وضع شروط المشاركة في هذا الورش وان تنظم داخل البلد من اجل يشارك اكبر عدد من الموظفين. كما طالب الجهات المنظمة بعمل امتحان نهائي حسب درجات محددة يمكن من خلالها معرفة الاشخاص الحريصين على تطوير مهاراتهم والاستفادة من المعلومات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram