لم تطرح أماسي المقهى الثقافي العراقي السابقة في لندن ، خلال الخمس سنوات الثقافية العراقية ،موضوعا له مكانة بارزة في ساحة الإبداع العراقي، وهو الشعر الشعبي العراقي ، الا في امسيته الأخيرة.. ويبدو مرد ذلك لأن المقهى عوّد زبائنه ، طيلة أماسيه التي بلغ ع
لم تطرح أماسي المقهى الثقافي العراقي السابقة في لندن ، خلال الخمس سنوات الثقافية العراقية ،موضوعا له مكانة بارزة في ساحة الإبداع العراقي، وهو الشعر الشعبي العراقي ، الا في امسيته الأخيرة.. ويبدو مرد ذلك لأن المقهى عوّد زبائنه ، طيلة أماسيه التي بلغ عددها الـ(52) ، على العناية بجودة وسوية الموضوع وراهنيته ، والإضافة النوعية التي يقدمها لأبناء الجالية وما تنطوي عليه من متعة وزاد معرفي لهم يكونون متلقين له ومساهمين في اغنائه في آن واحد.
قدم المقهى أمسية عنوانها : (فوانيس الشاعر كامل الركابي) قدم فيها الشاعر القادم من السويد العديد من قصائده .
أدار الامسية الشاعر عواد ناصر، الذي قدم مداخلة مهمة ، تطرق فيها الى الشعر الشعبي في العراق وخصائصه ، أكد فيها على :"أن الشعر الشعبي نوع من الفن باللهجة الشعبية فصارت البوابات مفتوحة للجميع ولكن لم يحظ هذا ، مع الأسف بدراسة تقييمية او بدراسات نقدية تليق بهذه التجربة..".
وعن شعر صاحب الأمسية قال عواد :" .. كما لفتت انتباهي في قصيدة كامل ناحية انتمائها للطبيعة ، وهذا غير موجود في القصيدة الشعبية العراقية السائدة، حتى عند أبرز شعرائها .. لغة كامل الركابي هي ابرز مايميزه ، اضافة الى زاوية نظره الى الموضوعات التي يتناولها ، عدا انحيازه لقضية الإنسان وللتقدم وللسلام وللجمال .. كامل التقط ايضا الزوايا شبه المعتمة والأشياء شبه المنسية ، لتجيء قصيدته على كثير من (الفلترة) والتمدين اذا صحت التسمية بخلاف زملائه من الأجيال التي سبقته او التي لحقته" .
وقد حفلت الأمسية بشهادات قدمها شعراء وفنانون تحدثوا فيها عن سمات شعر كامل الركابي ومنهم الشاعر والفنان طالب غالي الذي تكلم في رسالة وجهها من البصرة للأمسية تناول فيها تجربته في تلحين قصيدة كامل "أريدك" والتي غناها الفنان الراحل فؤاد سالم :
" كامل شاعر متحرك ..يتلفت كالقبرة في كل الاتجاهات ليستوعب اللحظة واللقطة .. الأغنية ..
أريدك نبعة ليّامي واساجيك بدمع عيني
أريدك ... اريدك .. اريدك.
لحنتها وانا منغمر وجدانياً بموضوعها ، وقد غناها المطرب الكبير الراحل فؤاد سالم واضاف لها بعداً جمالياً آخر الى جمال النص الشعري واللحن الغنائي . وقد لاقت نجاحاً وتعاطفاً جماهيرياً واسعاً . وقد لحنت للشاعر قصائد اخرى ومنها: (.شيوعيين . كل نبضة بكلبهم ورد للناس ورياحين).
للحبيب الشاعر كامل الركابي وهو في محراب التكريم والاعتزاز تهنئة قلبية بصراوية حارة بدرجة حرارة 45 مئوية .فهو يستحق التكريم وباستحقاق وبجدارة . متمنياً له العافية اولاً ومواصلة العطاء . وتحية اعتزاز وتقدير للهيئة المشرفة على هذا الامر الذي يُعد مظهراً حضارياً متقدماً والتفاتة ذكية وفاعلة في تكريم مبدعي وطننا وابراز نتاجاتهم ومواقفهم وعطائهم خلال رحلة العمر المليئة بالمعاناة والآلام والتضحيات والغربة .. تحياتي ومحبتي. " / طالب غالي / البصرة .."
ومن اسبانيا ، ارسل الشاعر عبدالباقي فرج رسالة – شهادة متلفزة عرضها المقهى لزبائنه قال فيها:
"كامل يحاول كتابة قصيدة مختلفة تماما ..بشكلها ،بايقاعها، باللغة المستخدمة..ويكاد يقترب نسبيا من قصيدة النثر. " وخلص في نهاية رسالته الى ان : "كامل يكتب قصيدة.. شعبية عراقية جديدة".
وكان الشاعر يقرأ ما بين تلك الشهادات ، قصائده التي تفاعل معها الحضور وفي اكثر من مرة كانوا يطلبون منه اعادتها .
ومن كوبنهاغن استضاف المقهى الشاعر عبد القادر البصري الذي قدم شهادة حيّة وغنية عن شعر الركابي أشّرَ فيها على ميزات يتفرد فيها ، فذكر : " يمتاز شعر كامل الركابي بصور غنية جميلة، وألوان حية وحساسية عالية، وشفافية رائعة..شعر ذو مشهدية عالية ورموز متعددة ومتوالدة ..هو شاعر منتج حقا.. لا تكاد القصيدة عنده تغلق نافذتها ، حتى تفتح نافذة أخرى لقصيدة جديدة.. "، واضاف: "هناك خاصية لدى شاعرنا ، فهو يمتلك عين كاميرا حساسة جدا، تلتقط ما هو عادي وبسيط، لنجده في القصيدة شيئاً آخر شعري."










