TOP

جريدة المدى > عام > فـي صحبة الكتب..من يخاف فرجينيا وولف؟ (14)

فـي صحبة الكتب..من يخاف فرجينيا وولف؟ (14)

نشر في: 5 يونيو, 2016: 12:01 ص

الى صديقي عواد ناصر : ذكرى القارئ العاديفي نهار من نهارات الحرب العالمية الثانية، أطفأت النور، وارتدت معطفها الشتوي الثقيل ليحميها من البرد ، تركت ورقة الى زوجها  تخبره فيها بأن رحلتها هذه المرة ربما ستطول  ، أغلقت باب المنزل وراءها  ،

الى صديقي عواد ناصر : ذكرى القارئ العادي

في نهار من نهارات الحرب العالمية الثانية، أطفأت النور، وارتدت معطفها الشتوي الثقيل ليحميها من البرد ، تركت ورقة الى زوجها  تخبره فيها بأن رحلتها هذه المرة ربما ستطول  ، أغلقت باب المنزل وراءها  ، وسارت باتجاه النهر ، كانت متأكدة من أنها ستفعل شيئاً تتمناه منذ سنوات . الطائرات تحلّق بارتفاعات منخفضة ، منذ الصباح والصداع يطحن رأسها ، تناولت اكثر من حبّة مسكن ، لكن يبدو أن الألم لاعلاقة له بجسدها ، انه شيء خارج إرادة الطبيعة .
تساءلت وهي تنظر الى فلاح يزرع أنواعاً من الخضراوات : " كم هو سعيد " ، أصوات القنابل تأتي من مكان بعيد ، بعد أكثر من ساعة سيعود زوجها ويسأل : أين المدام؟  ستقول له فينسيا : يبدو أنها خرجت كعادتها ، تتخيّل أن زوجها لن يقرأ الرسالة وسيظل ينتظرها على الغداء ، تصل الى حافة النهر  تخطو الى الأمام ، تمد يدها لكي تخلع حذاءها ، لكنها في اللحظة  تغيّر رأيها ، لن تخلعه ، الماء بارد لدرجة لاتحتمل ، تتقدم ببطء يرتطم حذاؤها بأحجار صغيرة  ، تفكر هل هذه الأحجار يمكن ان تشبة الأحجار التي أثقلت  بها جيوب معطفها ، تفكر في الأطفال  وفي زوجها الذي سينتظر على مائدة الغداء ، أين المفر  في كل هذا؟ هل كل ما هو مسموح لها أن تكون مجرد رقم في عائلة فشل كلّ اعضائها ،  أو ربّة بيت تتأكد من إطفاء الأنوار بعد نوم الصغار؟ فجأة  تنتبه الى الماء الذي غمر قدميها ، تتخيل انها تستدير  فتخرج الحجر من جيبها وتعود مسرعة الى البيت لتمزق الرسالة قبل ان يقرأها ليونارد  ، ترى ما الذي سيقوله وهو يقرأ سطورها الأخيرة  : أيها الأعز ، لديّ يقين أنني اقترب من الجنون ثانية ، وأشعر اننا لن نستطيع الصمود أمام الأوقات الرهيبة مجدداً ، فلن أشفى هذه المرة ، بدأت اسمع الاصوات ولم يعد في وسعي التركيز ، لهذا سأفعل الشيء الذي أظنه الأفضل ، لقد وهبتني أعظم سعادة إلى ان ظهر هذا المرض اللعين ، لقد كافحت طويلاً ولم يعد لدي المزيد من المقاومة، أعرف أنني أفسدت حياتك ، لكنك في غيابي سيمكنك العمل ، وسوف تواصل العمل ، اعرف هذا .انت ترى أنني لايمكنني حتى كتابة هذه الرسالة على نحوٍ سليم ، لم أعد استطيع القراءة .ما أود ان أقول هو انني أدين لك بكل سعادة مرت في حياتي ، لقد كنت صبوراً إلى اقصى  حد وطيباً على نحوٍ لايصدق . أود ان اقول إذا كان ثمة من أنقذني فقد كنت انت ، كل شيء ضاع مني إلا يقيني بطيبتك  ، لا استطيع إفساد حياتك أكثر .
يجرفها تيار الماء بسرعة ، تبدو كمن يطير في الهواء ، ذراعاها تنفردان ، شعرها ينساب ، معطف الفراء ينتفخ ، الحذاء يطفو على سطح النهر ، تغمض عينيها للحظات ، ربما لم تكن تريد حقا الوصول إلى أي مكان. ربما كل ما كانت تريده هو أن ينتهي ذلك الصداع والآلام  التي تغرقها في الظلام وعتم  الجنون كل مساء  ، تتخيل ليوناردو يسرع راكضاً في ارجاء البيت وبيده الرسالة ، يصصدم بالخادمة وهو يصرخ  : أظن حدثاً سيئاً لوولف ، ألم تشاهديها وهي تذهب ، اي طريق سلكت ؟  تبدأ الخادمة المسكينة بالصراخ والعويل  وتركض باتجاه الاطفال الذين عادوا من المدرسة ، تفتح عينيها بصعوبة فلا ترى سوى دعائم الجسر التي سرعان ما يرتطم وجهها بها ، لم تعد ترى شيئا ، الأصوات اختفت ومعها ذهب الصداع المزمن الى غير رجعة .
•    في أحد صباحات لندن الباردة العام 1932  ، تصحو فرجينيا وولف على حلمٍ كئيب ، لايزال يتكرر منذ أسابيع ، سوف يقودها هذا الحلم فيما بعد الى ان تجلس لتكتب السطور الأولى من روايتها " السيدة دالاواي " . منذ أشهر وهي حزينة تكافح من أجل السيطرة على عقلها الذاهب بقوة نحو الجنون.
• في أحد مساءات لوس انجيلس عام 1949 تستيقظ السيدة لورا براون  ، تشعر باضطراب وإحباط ، يتملّكها إحساس بالملل ، تحاول ان تجد مبرراً لوجودها ، تحاول ان تحضر مفاجأة لزوجها الذي نسي ان اليوم عيد ميلاده ، لكنها وسط كل هذا الاضطراب لا تستطيع التوقف عن قراءة رواية "السيدة دالاواي" لفرجينيا وولف.
• في العام 1995  وفي نهار لندني مشمس تستيقظ السيدة كلاريسا فون ، اليوم تخطت الخمسين من عمرها ، عليها ان تعدّ حفلاً لتكريم حبيبها ريتشارد ، الشاعر الذي الذي فاز بجائزة كبرى ، لكنه يعيش محنة الموت البطيء إثر اصابته بالايدز.
لقطات خاطفة للنساء الثلاث حاول من خلالها المؤلف البريطاني مايكل كننجهام في روايته "الساعات"  الحائزة على جائزة بوليتزر عام 1999 ان يريط حيوات هؤلاء السيدات بخيوط تتقاطع مع رواية فرجينيا وولف "السيدة دالاواي" ، فالكل يبحث عن لحظات الوجود الحقيقية ، تلك اللحظات التي يحاول فيها الانسان ان يقبض على لحظة من الزمن الحقيقي ، او يجد مبررا لقبول حياته ، فالحياة لايجب ان تتحول الى مجرد ساعات تنقضي هنا وهناك ، بل لابد ان تتخللها ساعة  تحنو فيها الحياة علينا ، وتفتح لنا نافذة أمل وتمنحنا بعضاً من الأشياء التي حلمنا بها . يقول البريطاني كننجهام في جواب على سؤال لماذا السيدة دالاواي :  
" قرأت  السيدة دالاواي   لأول مرة وأنا طالب ثانوي بالمدرسة. كنت بطريقة ما متكاسلاً عن الدراسة، لم أكن صبياً من النوع الذي يختار كتاباً مثل هذا ليقرأه. قرأته في محاولة يائسة لأثير إعجاب الفتاة التي كانت تقرأه في هذا الوقت. أردت، لأغراض عاطفية تماما، أن أبدو أكثر ثقافة مما أنا عليه."   ويضيف  من أجل هؤلاء الذين لا يألفونها، تتعلق بيوم من حياة كلاريسا دالاواي، سيدة المجتمع التي تبلغ من العمر 52 عاما. تخرج في الرواية لتشتري احتياجاتها، وتقابل حبيباً قديماً لم تعد مهتمة به، تنام القيلولة وتنظم حفلاً. هذه هي الحبكة "  "ترجمة أمير زكي - جريدة أخبار الأدب المصرية ".
في "السيدة دالاواي" ، تريد فرجينيا وولف ان تقول لنا أن يوماً في حياة أي شخص يحتوي، إذا نظرنا اليه  باهتمامٍ كافٍ، الكثير مما نحتاجه لنعرف كل شيء عن الحياة الإنسانية. تبدأ الرواية مع السيدة  دالاواي وهي تشتري زهوراً لترسلها إلى رسام صديق لها يعيش حالة انهيار صحي بسبب مرض خطير ، سيقوده في النهاية إلى الانتحار.  وقبله حاولت السيدة دالاواي ان تجرب هذا الفعل – فعل الانتحار – بأن ترمي نفسها من النافذة لكنها فشلت بسبب الخوف الذي سيطر عليها ، في حين ينجح صديقها سبتيموس  من تجاوز فعل الخوف فيرمي نفسه من النافذة نفسها ليموت.  
يكتب هارلود بلوم في مقاله الشهير "كيف نقرأ فرجينيا وولف" الى ان هذه الرواية تعد الأهم والأبرز بين النصوص التي كتبتها وولف ، ورغم انها رواية عصيّة على القارئ للّحظة الاولى ، فهي لاتسرد أحداثاً معينة ، لكنها تتعاطى مع الزمن مثلها مثل جيميس جويس وهو يلخص لنا الحياة في يوم واحد في ملحمته الشهيرة "يوليسيس ".

*********
اتذكر أنني قرأت "السيدة دولاواي" في ترجمتها العربية التي قام بها عطا عبد الوهاب في منتصف الثمانينات ، ولا زلت أتذكر كيف أنني شعرت بالملل ، واعترف أنني فشلت منذ الصفحات الاولى  في التعرف على دهاليز الرواية ، وفشلت محاولاتي للظهور بأنني قارئ جيد للرواية ، أمام تلك السيدة التي تريد ان تشعرنا ان للساعات في حياتنا أهمية كبيرة علينا ان نعرف جيدا كيف نقتنص لحظات الفهم والمعرفة فيها . كنت قارئاً كسولاً  او بتعبير أدق قارئاً عادياً مثلما تصفنا فرجينيا وولف في كتابها الممتع  "القارئ العادي "  - ترجمته الى العربية  الدكتورة  عقيلة رمضان  -  هذا القارئ  الذي دائما ما يبحث عن الأشياء السهلة التي تقدم له بعضاً من المعلومات الضعيفة والبعيدة عن الدقّة . صادفتني  السيدة دالاواي وانا لا املك خبرة في قراءة الرواية الحديثة . قبلها كنت جربت مع "يوليسيس" جيميس جويس بترجمة الدكتور طه محمود طه ، وكان قد اهداني إياها صديقي الشاعر الراحل رياض ابراهيم  الذي كانت له قدرات عجيبة في الدخول الى مغارة الكتب واقتناء ما هو مثير منها . وقد فشلت فشلاً ذريعاً في حل ألغاز الرواية ، وعرفت فيما بعد أنني لم أكن الوحيد الذي ناله التعب فقد سألت الكثير من الأصدقاء : هل قرأتم رواية (يوليسيس)؟ يضحك البعض منهم  وآخرون يقولون ان لم يقرأها سوى القليل ، ، ومررت بالتجربة نفسها وأنا أصارع انفعالات أناتالي  ساروت في ترجمة فتحي العشري .واكتشفت بعد سنوات ان ساروت وقبلها فرجينيا وولف وقبلهما الاستاذ جيميس جويس ، تخلوا بإرادتهم عن السرد التقليدي وألغوا الشخصية والعقدة والرأي والتسلسل الزمني مثلما تعودنا عليه في روايات القرن التاسع عشر ، واعتمدوا بديلاً عن ذلك التكرار والملاحظة الدقيقة للأشياء الصغيرة والأحداث اليومية، وسعوا جميعا الى تغييب التسلسل الدرامي للاحداث. هكذا غيّرتني السيدة وولف لأصبح قارئاً يحمل شيئاً من النباهة ، كما يقولون ..العجيب ان فرجينيا وولف كان لها راي اخر في جيميس جويس حيث وصفت روايته بوليسيس بانها "كتاب أمي، هجين ، كتبله رجل محزن ، اناني ، لجوج ، فظ  ، ومثير  للغثيان".
   **********
حين ولدت فرجينيا وولف في الخامس من كانون الثاني  1882 ، لعائلة ارستقراطية تعيش في ضواحي لندن ، ظن الجميع انها لن تعيش طويلا فقد كانت ضعيفة البنية ، كادت تموت تحت نظر والديها ، سترافقها الأمراض طيلة حياتها وتلزمها باتخاذ احتياطات طبية صارمة . كان هذا المرض فرصة لأن تنسحب الى عالمها الداخلي وتتفرغ لكتبها وأوراقها ، في التاسعة من عمرها كتبت  قصصا قصيرة ،  كتمت منذ الصغر حباً محرماً لوالدها ،  توفيت والدتها وهي في الثالثة عشرة ، فأصيبت بنوبات من الهيستريا ، كانت تخاف الظلام . توفي والدها بعد عامين آخرين فأصيبت بانهيار عقلي، حاولت الانتحار اكثرمن مرة  ، اعتقد المقربون منها ان زواجها يمكن ان يداوي آلام غياب الأب ، تعرفت الى زوجها ليونارد عن طريق اصدقاء مشتركين . عندما طلب الزواج منها استاءت وكتبت اليه رسالة حادة ينقلها لنا ابن اختها "كوينتين بيل" في سيرة حياتها التي ترجمها الى العربية عطا عبد الوهاب:  "اشعر بالغضب من طلبك ،  تبدو أجنبياً للغاية، وأنا مضطربة الى درجة تثير الخوف. كما قلت لك بقسوة.،  لا اشعر بأي انجذاب جسدي نحوك. مع ذلك يغمرني اهتمامك بي" . ونجدها في نفس اليوميات تعترف انها لم تشعر ابداً بمتعة جسدية مع زوجها ، رغم حبها الشديد له .
حار الأطباء في معرفة نوع مرضها وأسبابه  ، وعزاه عالم النفس جاك لاكان في كتابة  "الذهانات" الى الحساسية المفرطة التي لازمتها طوال حياتها والى الخوف من الجنس بعد ان تعرضت للتحرش الجنسي وهي في سنّ السادسة . تقول في رسالة الى شقيقتها : ."كم أعاني. لا أحد يعرف كم أعاني". في يومياتها تكتب :"لو استطيع مصادقة النساء، يا لها من متعة أن تكون العلاقة سرّية وخاصة مقارنة بتلك التي مع الرجال". فضّلت النساء لكنها لم تمارس الجنس مع واحدة ابدا .
أهدت روايتها  "اورلندو"  - صدرت عن دار المدى بترجمة توفيق الاسدي -  الى  احدى صديقاتها  التي جعلتها شخصية متحولة تبدأ حياتها فتىً  ، وتنتهي امرأة . أسرت بكتابتها جيلاً من الكتّاب الذين اعتبروها "منارة الرواية الحديثة " ، تناولت في"الأمواج" ست شخصيات تروي حياتها من الطفولة الى الشيخوخة.، يخبرنا ابن شقيقتها ، بأن كل رواية  كتبتها كانت تثير عندها صداعاً مزمناً وتهيجاً عصبياً وفقداناً للشهية حتى عدّها الاطباء مجنونة ، لكنها تغلبت على حالات الكآبة ومضت تعالج نفسها بالانصراف الى الكتابة ، ويضيف كوينتين بيل: أن لحظات الاكتئاب كانت تعقبها لحظات الإبداع، وان بوسع فرجينيا ان تنتفع من أمراضها " .
كتبت  ثلاث رسائل  وداع ، قالت في واحدة منهن :"إنني أجنُّ ثانية، وأشعر أنني لا أستطيع مواجهة وقتٍ صعب آخر. لن أشفى هذه المرة. بدأت أسمع اصواتاً ولا استطيع التركيز، لذا سأقوم بما يبدو افضل ما يمكن فعله... لا استطيع إفساد حيوات القريبين مني اكثر مما فعلت". رأى زوجها الرسائل الثلاث وركض الى النهر. كان  الحذاء الذي ارتدته يعوم ، تمنت بطلة رواية  " اورلندو "  الا يجدوا جثتها، لكن جثة كاتبة بريطانيا الشهيرة وجدها الاطفال تطفو قرب الجسر ، دُفنت في حديقة منزلها ومثلما طلبت في وصيتها بالعبارة الاخيرة من روايتها  الأمواج   : "عليك ألقي نفسي بلا هزيمة أو استسلام يا موت".

*********
  كان إدورد آلبي قد توّج نفسه واحداً من كتّاب المسرح الاميركي الحديث ، لكن مسرحيته الاخيرة  "من يخاف فرجينيا وولف"  جعلت منه على قمة المسرحيين المعاصرين  ، كان آلبي قد بدأ الكتابة بنصوص قصيرة مثل: الحلم الاميركي ومسرحية العبث المتميزة قصة حديقة الحيوان ، التي عالج فيها  مسألة الفرد الأميركي ، وحاول في اكثر من عمل مسرحي فضح ممارسات الرأسمالية ، لكنه في "من يخاف فرجينيا وولف" وجّه سهام نقده هذه المرة الى النخبة الاميركية المثقفة ، ولأنه مغرم بفرجينيا وولف فقد استحضر شخصية شبيهة لها تعيش مع زوجها حياة مبينة على الكذب  والرغبة في تدمير الذات الذي يؤدي في النهاية الى تحويل الصراع الصامت والحميم  بين الزوجين إلى لعبة استعراضية يصل العنف فيها إلى أقصاه، مثلما وصلت حياة فرجينيا وولف الى اقصاها بعد ان تيقّنت ان لامفر من دخول النهر بجيوب مثقلة بالحجارة  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram