أخيراً صبرنا ونلنا في رحلة قطاف بطاقة التأهل الى البطولة السلّوية الكبرى في القارة "كأس التحدي" أولى ثمار تعاقد اتحاد اللعبة مع المدرب المحترف قصي حاتم بعد رحلة استعداد ناجحة بكل جوانبها الفنية والإدارية والاعتبارية فتحقق حلمنا الذي طال لسنين أبت أن تمنحنا نشوة النصر كالتي شهدتها عمّان النشامى وجه السعد على أسود منتخب السلة الوطني.
عرس سلّوي كبير يستحقه أبناء حسين العميدي رئيس الاتحاد الأكثر مثابرة في إبقاء اللعبة المنافسة الوحيدة لكرة القدم إعلامياً وجماهيرياً ومتعة وصفقات مربحة لنجوم أوفوا بوعودهم على استعادة هيبة "الكرة البرتقالية" لتسحر غرماءها قبل عشاقها وسط منافسين أشدّاء لعل أبرزهم المنتخب اللبناني حامل اللقب وواحد من عمالقة آسيا حيث سقط أمامهم بفارق نقطة واحدة (87-88) عقب مباراة مثيرة لا يمكن أن تفارق مخيلة الأشقاء.
وإذا كان المدرب عادة ما يأخذ النصيب الأكبر من الثناء والإشهار بمنجزه، فالمرة هذه يناصفه اتحاد اللعبة بكل نتائج الانجاز لما خطط اليه الأخير وتدبّر بحكمة، مؤمّناً مستلزمات مشاركة الوطني في بطولة غرب آسيا للأمم وهيّأ أفضل الأجواء في معسكري قطر وتركيا، مستبقاً ذلك بخطوة الاتفاق على قيادته مع المدرب المحترف قصي حاتم صاحب النجاحات الكبيرة في الدوري القطري وعلى مستوى المنتخبات، وكان الأشقاء القطريين متعاونون مع الاتحاد وكانوا سنداً فعلياً لدعم توجهات المدرب بخدمة العراق ، وبان ذلك في السماح لحاتم بالتواجد في المعسكرين، لكن تلقيه مكالمة هاتفية من مسؤولي نادي الغرافة تفيد بعدم السماح لقيادته منتخبنا رسمياً في البطولة ولّد استغراباً شديداً لعدم وضوح الرؤية في موقف النادي، ثم أين الحقيقة في تحرّكات رئيس الاتحاد حسين العميدي واستحصاله الموافقة القطرية بعد إرساله كتاباً بحسب طلبهم، ولماذا جاءت ردة فعل إدارة الغرافة بعكس المتوقع؟
نأمل أن يضع اتحاد اللعبة وسائل الإعلام بالصورة الواضحة عن علاقة المدرب البطل قصي حاتم مع منتخبنا، لماذا بقي جليس المدرجات طوال مدة البطولة تاركاً المهمة لمساعده، بينما ظل يؤدي التزاماته الوطنية تجاه بلده من وراء الكواليس في الوحدات التدريبية فقط بناءً على التزام أخلاقي مع الجانب القطري لكونه مرتبطاً معهم بعقد احترافي؟!
إن مكسب كرة السلة العراقية ليس في المستوى المغاير نحو الأفضل الذي قدّمه لاعبو المنتخب في البطولة فحسب، بل في حرصهم على ترجمة افكار حاتم ومجابهة المضيّف الأردني مع أن الخسارة معه بفارق أربع نقاط (80-84) وسط جمهوره وإعلامه الشغوفين باللعبة لم يشكل إحباطاً للاعبينا، ثم كانت الخسارة المنطقية مع بطل القارة المنتخب الإيراني (59-70) أي بإحدى عشرة نقطة فقط تعني أن هناك تصاعداً في أداء لاعبينا وهضمهم تكتيك المدرب بمبادلة الهجمات على نحو سريع، وشكّل فوزنا على لبنان كما اسلفنا نقطة التحوّل المذهلة في مسيرة سلة الوطني منحته زخماً هائلاً للتواجد في بطولة الأمم المقبلة، وتضاعف الأمل المشروط بالفوز على سوريا وهو ما تحقق بنتيجة كبيرة (84-61) لنحتل المركز الثالث بعد إيران والأردن، ويُكتَب لسلتنا فصل جديد بقيادة ابنها الوفي وثلّة من نجوم الدوري وأعضاء لجنة فنية لم يألوا جهداً من أجل استعادة ماضٍ مجيد استُعصِي تكرار ألقه لصعوبة العمل مع القاعدة وضعف تعاون الأندية مع الاتحاد في هذا المحور.
ويحسب لاتحاد اللعبة أنه أول اتحاد رياضي منذ اعتماد الأولمبية الوطنية دولياً عام 1948 يَكسِر حاجز الخوف بتجنيس لاعب للاستفادة من خدماته مع المنتخب، فكان الأميركي الأصل عراقي الجنسية كيفن كلار المحترف في نادي الغرافة القطري بمستوى الثقة التي منحها حاتم والاتحاد له وتوّجَها بحصوله على لقب أفضل هداف ويتوقع أن يكون دوره أكثر تأثيراً في البطولات القادمة.
وإذ نشدّ على أيدي مسؤولي قناة الرياضية العراقية في تقديم برامجهم المنوّعة وشراء حقوق نقل بعض مباريات منتخباتنا الكروية وعرضها للمشاهدين، فإننا لا نعرف اسباب تجاهلها بطولة سلوية مهمة أثارت اهتماماً لافتاً للقنوات الرسمية للبلدان المشاركة، وكانت فرصة كبيرة لمتابعة ملايين العراقيين مجريات المنافسة عبر شاشتهم الوطنية.
بطل سلّوي خلف الكواليس!
[post-views]
نشر في: 4 يونيو, 2016: 09:01 م