TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اضطراب الهرمون الاقليمي

اضطراب الهرمون الاقليمي

نشر في: 4 يونيو, 2016: 09:01 م

الدولة الفلانية مصابة بانفصام الشخصية ،تعاني اضطرابات عقلية، من الضروري نقلها  الى مستشفى متخصص  لحين اكتسابها الشفاء التام لتفادي مخاطرها على المجتمع الدولي ، مثل هذا التشخيص ، ربما يندرج ضمن قصص الخيال العلمي ، او في احاديث اليائسين من ضمان استقرار أمن المنطقة .
في جسم الانسان مجموعة  كبيرة من الغدد تفرز هرمونات تساعد على اداء وظائف  محددة ، وأي اضطراب يصيبها يؤدي الى نتائج عكسية ،  ويقدم الاطباء نصائح للمصابين بمرض معين  نتيجة قلة او كثرة افراز هرمون من غدة ما،  الى تناول انواع من الاغذية تساعدهم على تحفيز الغدة المصابة ، لتؤدي عملها بشكل  طبيعي ، تضخم الغدة الدرقية ينتشر عادة بين النساء ، لقلة تناول اليود المتوفر  بكثرة في الاسماك  عن طريق الغذاء وبعض العقاقير بالامكان معالجة اضطراب الغدد ، وممارسة  اي نشاط بشكل طبيعي حين يتم التشخيص بشكل مبكر واجراء الفحوصات المختبرية قبل استفحال المرض ومضاعفاته .
في حضارة الاغريق القديمة  الشهيرة باعمال النحت ، والعمارة اعتمد جسد المرأة معيارا لمقاييس الجمال ، الاواني الفخارية والمرمرية الخاصة بحفظ الزهور ، فضلا عن الكؤوس واستخدامها في شرب الانخاب بصحة الألهة وكبار القادة العسكريين للاحتفاء بالانتصارات  تحاكي جسد المرأة بوصفه يحمل صفات التناغم والتكامل والتناسق والانسجام ، والمرأة اكثر تعرضا من الرجل للاصابة  باضطراب الغدد ، فينعكس على قوامها ومظهرها وشكلها ، والجهات والدول الحريصة على الجمال تبنت انظمة سياسية  اعطت للمرأة الدور الفاعل في القيادة  بعيدا عما يعرف  بنظام الكوتا المفروض على الرجال  تطبيقه  وتنفيذه ، بصرف النظر عن مدى ايمانهم بدور النساء في الحياة السياسية والاجتماعية.  
التجارب الديمقراطية الراسخة في  دول العالم المتحضر ، هل عالجت اضطراب هرموناتها ؟ وضبطت ايقاع نظامها  بمراقبة افرازات غددها ؟ السؤال فنطازي ، ولعله يثير الضحك ، لا ينطلق من قاعدة لها اساس في الواقع ،  فحزمة تشريعيات وقوانين وضوابط تضمنتها الدستاتير اعتمدت  في ادارة الدولة ، واذا كانت نظرية الاغريق قبل آلاف السنين صالحة لهم ، فأنها بحد ذاتها تجربة  توفرت لها ظروفها الموضوعية ، فنجحت في مكان وفشلت في آخر.
الاضطراب السياسي  في  بعض دول المنطقة العربية اسبابه معروفة ومشخصة ، فالحاكم او حزبه وبطانته واعلامه الرسمي  سواء اعتمد البعير او المراة معيارا للجمال ، يريد نقل السلطة عن طريق الوراثة من الآباء الى الابناء ثم الاحفاد ، ومبدأ  التداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع من المحرمات ، وخط احمر في كل الاحوال والظروف ، والحاكم في اغلب الاحيان يلجأ الى البحث عن  قوى داعمة من رجال دين ، وشخصيات عشائرية متنفذة ، لتعزيز بقاءه في السلطة ، ويتحالف مع دول كبرى معروفة بقدراتها العسكرية فيفتح لها القواعد بارض بلاده ،تكون مسؤولة عبر ابرام اتفاقيات طويلة الامد عن الحفاظ على الامن  ،بمعنى حماية الحاكم  وافراد بطانته ، واسرته من محاولات الاطاحة بالنظام .
المنطقة العربية اليوم تعاني اضطرابا هرمونيا  نتيحة  اندفاعات  طائفية تغذيها دول اقليمية ، مواقفها تشبه تصرفات المجانين . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram