TOP

جريدة المدى > عام > نصوص: هذا البهاءُ المرُّ

نصوص: هذا البهاءُ المرُّ

نشر في: 6 يونيو, 2016: 12:01 ص

ـ 1 ـبعتمتهاتكتظُّ الحديقةُ بالفراشاتِ والندىوتتعثّرُ أنفاسيـ 2 ـ هذا الهلالُ الرقيقُيبزغُ من الظلِّتحتَ قميصهاساطعاً كبرقٍ ضالـ 3 ـتلكَ الوردةُ التي تُعميمعَ أوّلِ الهمسِ تبتلُّفتتكسّرُ بملمسي الموسيقىـ 4 ـأهمسُ..يختلجُ الهواءُعلى شرشفكِ،وترفرفُمن ح

ـ 1 ـ
بعتمتها
تكتظُّ الحديقةُ
بالفراشاتِ والندى
وتتعثّرُ أنفاسي
ـ 2 ـ
هذا الهلالُ الرقيقُ
يبزغُ من الظلِّ
تحتَ قميصها
ساطعاً كبرقٍ ضال
ـ 3 ـ
تلكَ الوردةُ التي تُعمي
معَ أوّلِ الهمسِ تبتلُّ
فتتكسّرُ بملمسي الموسيقى
ـ 4 ـ
أهمسُ..
يختلجُ الهواءُ
على شرشفكِ،
وترفرفُ
من حريرِ أنوثتكِ
أضلعي
ـ 5 ـ
بين لغزكِ وجنوني
كالهرِّ المشتعلِ بالرغبة
تتقلّبُ روحي
ـ 6 ـ
إصبعكِ
كجناحِ فراشةٍ
يهيّج الغابةَ..
غابتي العميقةِ الدكناء
ـ 7 ـ
ذلكَ عشّكِ
ينتظرُ عندَ الغروبِ
حشدَ عصافيري
ـ 8 ـ
وأنتِ على أريكةِ عزلتكِ
أجيئكِ
بحنينٍ رقيقٍ كندى الغابة
برهافةِ قصيدةِ غزل..
ببروقِ حلمٍ يترشرشُ
على شبابيكِ الليل
كوني لي
كَرْمةً تنبئ عن خمرةٍ أبدية
لأكونَ طيفَكِ السكران
يراقصُ ليْلَكَ ثوبكِ وأزهاره
دعي لي النورَ الذي يضرِّجُ اسمكِ
دعي لي نهارَكِ الناحل
وتأوّه المساءِ..
دعي لي لوحةَ جُنينةِ النرجسِ،
موسيقى نشرةَ الأنواء،
أغنياتَ ( أنغام )،
ميناءَ بطنكِ الشاحب،
برعمَ الخبلِ،
وفستقَكِ
ـ 9 ـ
تأوهكِ البريُّ..
شَعْرُكِ اللاعبُ في
هواءِ نشوتي..
عَرَقُ رقبتكِ الفاغم..
تموّجاتُ خصركِ
على إيقاعي..
لهبُ الكرنفال
المشعّ
في ما تبقى....
أما البريقُ بعينيكِ
فوحشيٌّ جداً،
يذكِّرُ
بليلِ الغابات
ـ 10 ـ
أجيءُ..
يزهرُ البستانُ على سريرِكِ
وينهضُ
الليلُ فتياً
كذئبٍ صغير..
أجيءُ همساً يُقشِّرُ
تفّاحَ انتظارِكِ..
أجيءُ ندىً يبللكِ
حتى الجذور..
أجيءُ...
ينضجُ خوخُكِ  
بلهفتي المضيئة،
وزَبَدُكِ الفائرُ
تجرفه أمطاري
ـ 11 ـ
زهرتُك التي في الأقاصي..
الشمسُ التي تخبِّئينْ..
الفاكهةُ
الساقطةُ سهواً
منْ جنّةِ الربِّ..
هذا البهاءُ المرُّ..
هذا النبعُ تغتسلُ بهِ الرغباتُ..
هذا السرُّ النبويُّ..
هذهِ الإيقونةُ
وقدْ صُلبتْ عليها نجمتي..
هذا الممرُّ المظلمُ المنقّى
إلى الخلاصِ..
هذا المباركُ بقدّاسي
ـ 12 ـ
خذي
بِرِيقِكِ ما تساقطَ
منْ شهوتي
خذي
برهافةِ جِيدِكِ
رعشةَ روحي
خذي
شهقةً النورِ
بينَ نهديكِ
خذي
على ميناءِ بطنِكِ
ما أمنحُ منْ رحيقْ
خذي
بأجَمَتَكِ المظلمة
جمالَ عصفي
خذي
إلى الدلتا
هياجي القرمزي
خذي
إلى رحمِكِ
أمواجي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram