TOP

جريدة المدى > مواقف > تلوث :العراق.. مستويات عالية من التلوث الإشعاعي والمواد السامة

تلوث :العراق.. مستويات عالية من التلوث الإشعاعي والمواد السامة

نشر في: 26 يناير, 2010: 05:36 م

ترجمة : عمار كاظم محمد هناك أكثر من اربعين موقعا في إنحاء العراق كافة ملوثا بمستويات عالية من الاشعاعات النووية والمواد السامة ومع ثلاثة عقود من الحروب والاهمال والتي تركت البيئة هناك حطاما في اجزاء واسعة من البلاد كما وجدت ذلك دراسة عراقية .
 وفي المناطق والبلدات القريبة من المدن الكبيرة مثل النجف والبصرة والفلوجة تمثل ما يقرب من 25 % من المواقع الملوثة والتي تزامنت مع تزايد ظهور اعراض الاصابة بالسرطان والتشوهات الولادية لدى السكان خلال السنوات الخمس الماضية . وكانت هذه الدراسة المشتركة والتي اعدتها وزارات البيئة والصحة والعلوم وجدت أن الخردة المعدنية للمعدات والتجهيزات العسكرية القديمة في وحول بغداد والبصرة تحتوي على نسب عالية من الاشعاع المتأين والذي يعتقد انه بقايا اليورانيوم المنضب والذي استعمل كذخيرة اثناء حرب الخليج الاولى عام 1991ومنذ بداية الغزو عام 2003 . وقالت وزيرة البيئة نرمين عثمان « ان المستويات العالية من المواد السامة في الاراضي الزراعية في جنوب العراق بشكل خاص كانت على نحو متزايد العامل الاساسي في انخفاض المستوى الصحي لحياة الناس في افقر مناطق البلاد. المناطق الملوثة في العراق واضافت الوزيرة قائلة « اذا نظرنا الى البصرة ، فهناك تلوث شديد في بعض المناطق حيث أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في ذلك ، فأولا لقد كانت تلك المناطق ساحة معركة لثلاث حروب كبيرة هي حربا الخليج والحرب العراقية الايرانية حيث استعملت العديد من انواع القنابل فيها يضاف اليها تفجير أنابيب النفط لذلك فان اغلب التلوث استقر في وحول البصرة ، وقد انتقل هذا التلوث في النهاية ليستقر في رئات الناس وفي الغذاء الذي يتناوله الناس . المواد السامة كانت ذا نسبة عالية جدا في تلك المناطق ما سبب مشاكل واسعة النطاق في النظام البيئي و على الصحة العامة « . المجموعة الحكومية التي اعدت الدراسة ركزت مؤخرا على مدينة الفلوجة المنكوبة بالحرب غرب بغداد حيث ابعدت الحالة الأمنية غير المستقرة فيها العلماء عن اجراء الفحوصات منذ أن بدأ فيها القتال العنيف بين المتمردين والقوات الأمريكية عام 2004 . تقول وزيرة البيئة «لقد تم اكتشاف منطقة واحدة لحد الآن لكن توجد هناك مناطق أخرى سنحاول اكتشافها قريبا مع وجود المساعدة الدولية « وكانت الغارديان قد نشرت في شهر تشرين الثاني الماضي دعوى بعض الاطباء المحليين فيها عن ارتفاع هائل في التشوهات الولادية في المدينة . وخصوصا تشوهات الحبال العصبية وادمغة المواليد الجدد « وتضيف وزيرة البيئة قائلة « نحن نعلم بهذه التقارير لكن يجب علينا أن نكون حذرين في الوصول الى استنتاجات حول الاسباب « مضيفة « أن الوضع الصحي في المدينة ليس جيدا وليس هناك نظام لتصريف المجاري هناك بالاضافة الى الكثير من النفايات الراكدة ما يسبب أمراضا تؤثر على الجينات بشكل مباشر لكننا على أية حال على علم بان هناك الكثير من اليورانيوم المنضب قد استعمل هناك ، فنحن نحاول ضبط ومراقبة هذه الحالات ونحاول جمع قاعدة بيانات حولها بأسرع ما يمكن « وتواصل الوزيرة « لقد كان لدينا تعاون مع برنامج الامم المتحدة للبيئة وتم تسليمهم تقاريرنا في جنيف حيث تمت دراسة 500 موقع ملوث بالمواد الكيماوية واليورانيوم المنضب ،منذ ذلك الحين وحتى الآن اكتشفنا 42 موقعا قد تم الاعلان عنها كونها « عالية الخطورة « بسبب المواد الكيماوية السامة واليورانيوم». هناك عشر من تلك المناطق قد تم تصنيفها من هيئة الطاقة الذرية العراقية كونها تمتلك مستويات عالية من الاشعاع تتضمن ثلاثة مواقع نووية سابقة في منطقة التويثة على اطراف جنوب شرق بغداد بالاضافة الى مراكز البحوث السابقة حول العاصمة والتي قصفت أو تم تفكيكها خلال الفترة الواقعة بين حربي الخليج . وقال رئيس الهيئة عدنان جرجيس « حينما وصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة هذه المواقع قلت لهم اننا حتى لو كان لدينا افضل العلماء في العالم لغرض المساعدة فانه لا يستطيع أحد منهم أن يعتبر العراق نظيفا قبل عام 2020 « وقالت بشرى علي أحمد مديرة مركز الاشعاع في بغداد يمكن أن ينجو 80 % وقد ركزنا على المواقع التي تلوثت بسبب الحروب ولدينا خطط لمسح مواقع أخرى لكن المشكلة لدينا حينما توجد مثلا دبابة محطمة ثم جرى سحبها بعد ذلك ، لاننا نجد دائما اشعاعا في مكانها وهو ما يحتاج الى فترة لتطهير مثل هذه المواقع « .« مواقع النفايات تمثل بالنسبة لنا قلقا اساسيا وكذلك الاماكن المقفرة المليئة ب «سكراب» السيارات الصدئة قرب بغداد والمدن الاخرى حيث ان المنطقة ما بين بغداد والبصرة جميعها تمثل مدخلا غير مفحوص بالنسبة للأطفال والزبالين» . وتضيف وزيرة البيئة نرمين عثمان قائلة « لقد ازاد تدهور البيئة في العراق بالجفاف ونقص المياه الحاد في أنحاء البلاد كافة حيث شهدت نقصا يبلغ 70 % في حجم الماء المتدفق عبر نهري د

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram