كان الفيلسوف سقراط يحث ويحض تلامذته ومريديه — الذين إعتادوا حضور مجلسه في باحة المعبد— : إسألوا . وبسبب أرائه المحرضة غير المألوفة ، وبسبب إزدياد عدد المريدين ، حكم عليه بالموت ( الفريد ) . اقول الفريد ، لأنه أرغم على تجرع كأس السم على مرأى ومسمع من الجمع ، رغم ما يقال عن سجانه الذي زين ومهد له فرصة الفرار . لكن الفيلسوف آثر تجرع كأس السم ، متجاهلا كل فرص الهرب.
ماذا كان سقراط — قبل مئات السنين —يحث تلامذته على تعلمه ؟ . ذاك العلم الذي أرعب الأباطرة - آنذاك - ليصدروا عليه حكما بالموت؟؟.
حزم من أراء مستنيرة كان سقراط يحاول بثها وتعميق مغزاها في أذهان مريديه ، بعد ان يضعها في برشامة صغيرة ، كانت منخسا ومقرعة للآباطرة وعروشهم الطاووسية ، تتمثل بكلمة متناهية في الإيجاز والبلاغة و الجلالة :: إسألوا .
إسألوا ، ولا تكفوا عن السؤال ، حتى يتهرأ جلد الطغاة ، وتحظوا بالإجابة الشافية .
إسألوا : فقد سبق للفيلسوف أن إعترف ، بأن دل على أساتذته وأشار إليهم : هؤلاء هم أساتذتي ومفاتيح معرفتي : ماذا ؟، لماذا ؟، متى؟، كيف ؟ ، أين؟. حتام ؟( حتى متى ) .
وسموا طبع العراقي ب (المشاكس )و ( المتمرد ) وما دروا ان هذي جبلة في طبع البشر، عامة وخاصة ، لو جثمت على صدورهم أرزاء وأثقال تنوء عن حملها الجبال .
وسموا العراقي بالأنانية ، واللجاجة في الطلب ، والإلحاح المستديم على نوال الحاجة رغم انف الظروف والمتغيرات ، وما أدركوا انها طبائع متأصلة في نفوس البشر عامة إذ يهفو واحدهم للأمن ، وتأمين سبل المعيشة ، وتعميم العدالة ونشر مبدأ تكافؤ الفرص لإبن الغفير وإبن الوزير سواء بسواء . وسموا العراقي بالتطرف والمغالاة وهذي طبيعة متأصلة ، لا سبيل لإنكارها :::
لاحظ احد الولاة —في باحة لنقل الرمل والحصى لتشييد منارة — ، أمراً لافتاً للإنتباه ، كان كل عامل يحمل عدلا من الحصى والرمل على كتفه ليلقيه في باحة البناء ، إلا عاملاً منهم آثر ان يحمل على كتفيه عدلين (حملين ) ، همس الوالي لأصحابه : لا بد إنه عراقي !!، وصح توقعه ، فقد كان حامل العدلين عراقي المنبت والأبوين .
……..
معظم ، أكاد اقول كل سكان الإرض يطمحون للأحسن ، ويسعون للأجود ، ويتوقون للأجمل ، فلماذا يستكثرون على العراقي حمل حملين لعظم الإحساس بالمسؤولية . أو ينكرون عليه توجيه سؤال لجوج : من أين الطريق نحو الخلاص ؟
الأسئلة .2
[post-views]
نشر في: 5 يونيو, 2016: 09:01 م