الكتاب : يوميات كلاريتاتأليف: كلارا بيتوتشيترجمة: عادل العامل(سجلت عشيقة موسوليني، كلارا بيتوتشي، تفاصيل شخصية جداً عن علاقتها بالدوتشي في دفتر يومياتها. و تُظهر يومياتها المنشورة مؤخراً موسوليني كرجلٍ معادٍ للسامية و مدمنٍ على الجنس كان يجد هتلر " محبوباً جداً " ــ و كان يعاني بين الفينة و الفينة من العنَّة.)
لقد نُشرت هذه اليوميات في تشرين الثاني الماضي للمرة الأولى، و أثارت في الأقل دهشة واحدة من سليلات الدكتاتور الفاشي، حفيدته أليساندرا موسوليني، التي علقت عليها قائلةً " هذه المرأة كانت ستُدان اليوم بتهمة المطاردة خلسةً "، و هي تصرّ على أن " و لا كلمة " مما كتبته بيتوتشي عن جدها صحيحة. و لم يكن آل موسوليني قد أبدوا رأياً حسناً بشأن كلارا بيتوتشي، المرأة الوحيدة التي كانت مخلصة لموسوليني حرفياً حتى النهاية المريرة. و قد كان أبوها طبيباً في الفاتيكان، وتحمّست و هي مراهقة في مشاعرها نحو الدوتشي، و صارت عشيقته في سن 19. و في عام 1936، بعد انفصال لمدة سنتين، أصبحت خليلة موسوليني الدائمة و الرئيسة، و الوحيدة المخولة لأن تكون في الحرس الشخصي، وسائقة والسكن في البلاسو فينيسيا Palazzo Venezia. و كانت تدعوه " بين Ben "، ويشير هو إلى نفسه، بتواضع شديد، بـ " عملاقك ". و كان يشكو إلى كلاريتا، المؤتمنة على أسراره، على الدوام من الجزمة المحكمة التي كان عليه أن يحتذيها. و قد تم تحويل نصٍّ ذي طابع عاطفي من قصتها إلى فلم في عام 1984، من تمثيل كلوديا كاردينالي. كان موسوليني مسكوناً بالجنس كما بالسلطة. و حتى يوم إزاحته من السلطة، في يوم 25 تموز 1943، كانوا يأتون له بامرأة كل يوم، في كل مساء "، كما يستذكر خادمه الخاص كوينتو نافارا. و كانت النساء يُسجَّلن في كتاب الضيوف باعتبارهن " زائرات فاشستيات ". و مر عليه وقت، كما يقول موسوليني، كانت لديه فيه 14 امرأة، و كان يأخذ ثلاث أو أربع منهن في كل مساء، واحدة بعد الأخرى. و لكن في ما بعد، كان يؤكد لكلارا أنها المرأة الوحيدة، قائلاً " حبي، لماذا ترفضين تصديقي ". وقد ظل ذات يوم يحاول إقناع كلاريتا بأن لا تكون غيورة، و نجحت جهوده، كان موسوليني نفسه غيوراً بشدة و يضع مَن يراقب له كل حركة منها"،، و كان عمرها آنذاك 29 عاماً. و كانت بيتوتشي تكتب يومياتها هذه لتقضي الوقت بانتظاره. فكانت تكتب بسرعة و غزارة، كاتبةً 2000 صفحة تقريباً في عام 1938 وحده. فقد كانت الكتابة " علاجاً " بالنسبة لبيتوتشي، وفقاً للناشر مورو ساتورا، " و ذلك لأنها كانت تقضي أيامها من دون أن تفعل شيئاً عدا أن تعيش لموسوليني". لقد كانت هناك في السنوات الأخيرة مطبوعات مشكوك فيها تصوّر موسوليني كرجل مدفوع، شخص مأساوي أجبره هتلر على اضطهاد اليهود. غير أن ملاحظات بيتوتشي من عش حبهما تترك القليل من الشك في أن موسوليني كان معادياً للسامية تماماً. فقد أسرَّ موسوليني لبيتوتشي في آب 1938 " لقد كنت عنصرياً منذ عام 1921. لا أدري كيف يمكنهم أن يعتقدوا بأنني فقط أقلّد هتلر، الذي لم يكن قد ولد آنذاك حتى. إن على الواحد أن يمنح الإيطاليين إحساساً بالعنصر، بهذا لا ينجبون مهجَّنين، بهذا لا يدمّرون ما هو جميل فينا ". و بعد عودته من مؤتمر ميونيخ في عام 1938، استدعى الدوتشي عشيقته كلاريتا و قال لها " إن الفوهرر محبوب جداً. إنه شخص عاطفي قلبياً. عندما رآني، كانت هناك دموع في عينيه. إنه حقاً يحبني كثيراً". وعلى كل حال، فإن موسوليني كان مثاراً جداً لنوبات غضب هتلر. " كان الشرر يتطاير من عينيه، و بدنه يرتعش و لا يتمالك نفسه إلا بصعوبة. و قد بقيتُ، من ناحيتي، هادئاً تماماً ". ففي رأي موسوليني، كان هو مَن أنقذ المؤتمر. " كنت على الدوام الشخص الذي يعيدهم إلى موضوع البحث، كانوا يضيعون في النقاش. إن هتلر يُعجب بي بإخلاص ". و قد ذهب موسوليني و بيتوتشي، بعد المؤتمر، في إجازة إلى الساحل. و بينما كان يتصفح الصحف الفرنسية، تغيرت أحواله فجأةً و صار في مزاج سيىء. قال " هؤلاء اليهود المُقرفون، ينبغي تدميرهم جميعاً. سأقيم حمّام دم بالطريقة التي فعلها الأتراك يوماً. سأعزلهم و أسجنهم. و سيعرفون قبضة موسوليني الفولاذية. إنه الوقت الذي يدرك فيه الإيطاليون أنه ما عاد بالمستطاع استغلالهم من قبل هؤلاء الأفاعي ". بعدها بأسابيع، دفع بقانون عنصري جديد يبيّن أن " الزواج المختلط " باطل. وحين اعترض البابا بيوس السادس، اشتعل غضباً. " لم يسبق أبداً أن تسبب بابا بكثير من الضرر للدين كهذا البابا. لقد فقد الآن العالم كله تقريباً ". و استمر يقول " إنه يقوم بأشياء شائنة. كيف يمكنه القول: إننا و الساميين سواء؟ لقد تقاتلنا معهم لمئاتٍ من السنين، و نحن نكرههم ". بعد إطاحته في عام 1943، قام موسوليني، بمساعدة من هتلر، بتأسيس دويلة دمية هي جمهورية سالو على بحيرة غاردا. و بقيت كلاريتا هناك في روما، لكن الاثنين اجتمعا مجدداً في الآخر، و بعد فرارهما و إلقاء القبض عليهما من قبل الأنصار الإيطاليين، تم إعدام
كلاريتـــا و الــــــدوتش المهـــــووس بالمتعـــة و السلطـــة
نشر في: 26 يناير, 2010: 05:44 م