الكتاب: ألكسندر سولجنستين كان والديتأليف: إغنات سولجنستين ترجمة: ابتسام عبد الله سولجنستين كواحد من الكتاب الذين يدور الجدل حولهم، ما تزال مؤلفاته يعاد طبعها مرات عديدة وتلقى النجاح باستمرار. وفي هذا الكتاب الذي صدر مؤخرا، يكشف ابن أغنات، ذكرياته عن والده ونشأته في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعبر اغنات عن سعادته لنشر كتاب والده،
في" الدائرة الأولى" بطبعة جديدةاضيفت إليها تسعة فصول وكان هذا الكتاب قد تم تهريبه إلى الغرب عام 1968،ولم ينشر آنذاك بأكمله ِخوفا من الرقابة السوفيتية. والكاتب الروسي الكسندر سولجنستين توفي في آب 2008 عن 89، وانقسمت الآراء حول منجزاته، كما هو الحال اليوم. هل كان وريث مكانة تولستوي وبطلا؟ أم كان روسيا رجعيا؟ وفي كتاب أغنات، نجد انه كان في الـ 18 شهرا من عمره عندما غادر إلى زيوريخ مع والده الذي نفي إلى تلك المدينة، ثم غادر الطفل مع عائلته إلى فير مونت – الولايات المتحدة الأمريكية، ليعيش فيها عقدين من الزمن. وكان سولجنستين الأب، ضد الثقافة الغربية، بل انه حاول منع اغنات من تنمية مواهبه الموسيقية. يعود السبب الى أن النظام التعليمي في الاتحاد السوفيتي، كان يرغم كل طفل على تعلم العزف على آلة موسيقية واحدة، على الرغم من عدم ميله إليه. ذالك الأمر ولد عقدة لدى الأب، الذي مع ذالك، اضطر للانحناء إلى موهبة (أ غنات) الفذة بعد توصيات ووساطات عازفين كبار لهم شأنهم وهو اليوم قائد اوركسترا وعازف ماهر على البيانو. ومن ذكريات اغنات أن والده بعد صعوبات في الكتابة و بعد عودته الى روسيا، تمكن من إنهاء العمل الأهم في حياته وهو كتاب " العجلة الحمراء"، الذي يتناول بشكل ملحمي الثورة (ترجم جزء منه إلى الانكليزية)، مفضلا عدم الاستمتاع بحياته، اوالسفر الى أي مكان. ويتحدث اغنات عن المزرعة التي كانت تعيش فيها العائلة، حيث أحيطت بأسوار شائكة، وكان والده يتلقى في عام 1971، مكالمات هاتفية مجهولة متواصلة تهدد حياته وعائلته. كان يعلم أنها صادرة عن الاستخبارات الروسية، ومع ذلك لم تساوره المخاوف. ذلك أن تلك الجهة قادرة على الوصول أليه، إن شاءت على الرغم من الأسوار،التي وضعت كما قال بشكل رمزي. ولسولجنستين ثلاثة أبناء. اثنان منهما آثرا العيش في روسيا مع والدتهما، الأول بيرموليا 38 الخبير في المعادن الثمينة والثاني ستيفان -36 يعمل في الطاقة. أما اغنات فيعيش في نيويورك مع زوجته الأمريكية، مع انه أقام عددا من الحفلات الموسيقية في موطنه الأصلي روسيا، حيث ذكريات طفولته. ويقول اغنات في كتابه، ان روسيا كانت معهم، منطبعة في ذاكرتهم في المنفى. وكانت العائلة برفقة الوالد، تحتفل برأس السنة، حسب التقويم الروسي أما عن الصورة التي تشكلت عند الأبناء عبر أحاديث وقصص والدهما أو أصدقائهما فكانت عن بلد يعيش الناس في ظروف قاسية وصعبة، ولذلك تعتبر العودة إليها قرارا صعبا ولكنه متوقع أيضا. وهذا الأمر يعيد النقاد إلى فكرة خاطئة وهو أن سولجنستين لم يجد روسيا الأسطورية التي كانت في باله. أن سولجنستين هو الرجل الذي قاتل في الحرب العالمية الثانية، الذي أمضى ثمانية أعوام في المعسكرات،الذي نفي إلى إطراف الصحراء وقد تمت معالجته من السرطان في روسيا. كان يعرف روسيا أفضل منه.ويعلق اغنات عن ذلك بقوله " انه نموذج كبير، ليس فقط كمبدع كبير، بل كانسان استثنائي. وان يكون للمرء والد مثل ذلك شيء كبير وإنا وأخوتي مهما حاولنا لا نستطيع الوصول إلى مستواه. أن الناس لم تفهم العالم الذي جاء منه إن أفكار الكسندر سولجنستين و مؤلفاته قد أسرعت في انهيار الاتحاد السوفيتي وفي كشف مساوئ المرحلة الستالينية ومعسكرات الغولاغ. أن سولجنستين، على الرغم من كتبه تلك لم يقف مع الثقافة الغربية، بل هاجمها في محاضرته الشهيرة التي ألقاها في جامعة هارفرد عام 1978 متعلقا بجذور الروسية على الدوام. عن النيويورك تايمز
سولجنستين المثير للجدل دائماً
نشر في: 26 يناير, 2010: 05:49 م