اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > قراءة لمسرحية "يا رب"

قراءة لمسرحية "يا رب"

نشر في: 7 يونيو, 2016: 12:01 ص

اثارت مسرحية "يا رب" التي صفق لها الكثير من الحاضرين جدلاً هامساً لما تحمله من جرأة واضحة في الخروج عن المألوف شكلاً ومضموناً ..ونحن إزاء نص مسرحي خاص للكاتب علي عبد النبي الزيدي الذي يحمل عذابات الشكوى لله الواحد الاحد للخلاص من آفة الموت والقتل الت

اثارت مسرحية "يا رب" التي صفق لها الكثير من الحاضرين جدلاً هامساً لما تحمله من جرأة واضحة في الخروج عن المألوف شكلاً ومضموناً ..ونحن إزاء نص مسرحي خاص للكاتب علي عبد النبي الزيدي الذي يحمل عذابات الشكوى لله الواحد الاحد للخلاص من آفة الموت والقتل التي تلاحق الحياة بسرعة فائقة الخطورة..

المسرحية تجربة جديدة للمخرج الشاب مصطفى ستار بطولة الفنان فلاح ابراهيم والفنانة د. سها سالم والفنانة زمن الربيعي..وفي زمن تجف فيه العروض تتوالد الافكار والدعوات الجديدة لدى المسرحيين الشباب للخروج من المأزق اللامنتج للمسرحيات بعد سأم الاشكال المبتذلة البائسة من العروض التي لا تمت بأدنى صلة مع الذائقة الجمالية للعمل المسرحي .. جاءت مسرحية "يا رب" وهي تلوح بالشكل الجديد الذي عرفناه منذ زمن ليس بالقصير.وهو اسلوب توظيف الصورة في المسرح ، فقد اعد المخرج شريطا استهلاليا للتمهيد عن ما سيعرض على خشبة المسرح والذي أجاد الأداء فيه الفنان المبدع سنان العزاوي .. وان ما يمكن الاشارة اليه ان المدخل الاول بدا بقراءة مقطع طويل من القران الكريم باداء مثير ولافت حد البكاء..وهو غير مالوف حقا في اغلب الطقوس المسرحية المحلية الامر الذي يفصح عن جرأة واضحة في الاشتغال على ما كنا نظن ونعتقد ونؤمن به انه من المحرمات ذلك هو توظيف شخصيات الأنبياء مع درايتنا ان مئات الافلام والمسرحيات تناولت حياة الانبياء نفذت في الغرب وبجرأة عالية جدا..وان اختيار شخصية النبي موسى عليه السلام من الخطوات التي نالت الاعجاب برغم الثوب الحديث الذي البسها فيه المخرج بقصد يدعو له في رسالته الفكرية..اما اسلوب مخاطبة جلالة الله سبحانه وتعالى وباسلوب فاق حدود الدعوات ليصل حد التساؤلات والاستفهامات فأمر لا يخلو من حذر ولكنه خال من التجاوزات..اما القضية الكبرى للموضوع وهي مناجاة وتساولات ودعوات الأم التي جسدتها باقتدار الفنانة المبدعة سها سالم للخلاص من قتل الابناء فهي صرخة تحملها حتى الأتربة التي تمشي عليها الأمهات..ورغم الجرأة التي سجلتها مسرحية "يا رب" شكلا ومضمونا اود الاشارة الى بعض الملاحظات :
1.يجدر بجهة الانتاج ان تؤمن امكانية فضاء مهيب يحمل ملامح الجلال والاكبار للوادي المقدس وان يصمم على وفق الاستشارة الفكرية والحرفية.
.2خلا العمل من حركة الفعل والانفعالات الظاهرة واكتفى باداء القاء وتبادل الحوار بين الممثلين وهم في حالة جلوس باستثناء بعض حالات التغيير والوقوف والقليل من الحركة وبما يسجل ان نسبة الحوار طغت على الحركة..وفي هذا ربما تقصد المخرج للتخلص من بطولة الاجساد والالوان والاشكال وحركاتها الكبيرة.
3.كان الايقاع بطيئاً جداً قد يعتقده المخرج متناغماً مع الأجواء المهيبة والقضية المطروحة ولكن عليه ان يخفف من وطاة الزمن الطويل بقدر معقول..
4. ابتعد المخرج عن الموسيقى التصويرية بما يسجل الحاجة الضرورية لها في حين استخدم في الشريط مع اداء الممثلة سها سالم خطاً صوتياً خفيفاً مرادفاً وهو تلاوة للقران الكريم وعلى طريقة الباكراوند وهو غير محبب اصلا لانه ليس بموسيقى ولا مؤثرات صوتية..
5. كنا نتمنى ان لا تكون ملابس الممثلين حديثة هكذا رغم ان العمل ليس تاريخيا وانما هو قراءة لواقع حالي ولكنه يشير الى حالة تاريخية..
6 .في وسط المسرحية ..تبدل اداء الممثلين من اللغة الفصحى الى العامية وبأسلوب ساخر وبمنتهى البساطة والطرافة بما نعتقده امرا لا يناسب ولا يليق بمقام الموضوع وشخصياته المقدسة من أجل حفنة من تخفيف الايقاع ..
7 . كان اداء الممثلين الفنان فلاح ابراهيم والفنانة سها سالم بمستوى تسجيل حضور كبير على المسرح نظرا للوعي المسرحي الكبير والمعرفة الحرفية العالية التي يتمتعان بها جراء التجربة....بالاضافة الى حضور الفتاة الانيقة مسرحيا زمن الربيعي. 8.حملت المسرحية رسالة فكرية عالية رافضة لقوى الموت والدمار وداعية الى الحياة والسلام ولاجئة الى الله العلي القوي العظيم. بقي ان نسجل التقدير والاعجاب للمسرح العراقي الذي يجب ان يلج كل المواضيع والفضاءات والزوايا وان يرتقي الى مستوى التأهل في الخلق والابتكار وتجاوز الحدود والقواعد ولكن بقدر عال من المعالجة الفكرية والجمالية ..تحية اعجاب وتقدير لكل المبدعين المتالقين في مسرحية "يا رب"....والى مزيد من التجارب والنجاحات..........

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي

سلطة المسرح ومسرح السلطة في العراق

المخرج المسرحي وخلفيته الثقافية

نقد الرياء الديني في مسرحية طرطوف لموليير

حول مسرحية تشيخوف الكوميدية (الدب)

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram