إعداد/ علي النعيمي مهما تكلمنا عن عدد أندية الدوري الحالي فأننا لن نغادر هذه الجزئية ما لم نتفق من حيث المبدأ على أن تلك الزيادة لها سلبياتها وايجابياتها معاً لكن بنسب متفاوتة ، فأكثر النقاد أشادوا بنتائج بعض الفرق الوافدة التي أحرجت أندية عريقة في المسابقة والبعض الآخر رأى أن تلك الزيادة سترهق الأندية لاحقاً وستؤثر على خارطة الدوري ومواقعها في المجاميع.
في المقابل فان هذه الكثرة العددية واكبها استقطاب كبير للاعبين حيث فتحت الأندية أبوابها بسخاء للكثير من المواهب وشهدت الملاعب الشعبية هجرة رسمية ايجابية صوب الأندية المختلفة وقد تعرفنا على أسماء لفتت أنظارنا باستحقاق إلا أننا نشير هنا إلى ظاهرة خطيرة يجب أن ينتبه لها جلّ مدربينا وهي أن هؤلاء اللاعبين الذين وفدوا من ملاعبنا الشعبية يعانون من سوء في النواحي التدريبية وبحاجة ماسة إلى صقل وتطوير مهاراتهم الفردية كون أن اغلبهم لم يتدرج بشكل أكاديمي ابتداءً من الأشبال إلى الشباب ، بل لا تزال سحنة الفرق الشعبية طاغية على ملامح أدائهم ليس فقط من خلال اعتراضهم بالقفز البهلواني احتجاجاً على قرارات الحكام فحسب ، بل لمسنا خللاً واضحاً في صلب التكنيك عند استقبال الكرات وطريقة لعب المناولات وهذا ما يجعل من مهمة المدربين مضاعفة بضرورة عمل تمارين إضافية.كما نرجو من نقادنا الأعزاء أن يركزوا على هذه الظاهرة أثناء تحليلهم للمباريات وتسليط الضوء على التكنيك الفردي وأدائهم في الملعب فالسواد الأعظم من لاعبي الدوري جاؤوا من فرق حاراتهم الشعبية وبحاجة الى عملٍ تثقيفي وبشقيه النظري والتطبيقي وأن سلوكياتهم أيضا هي الأخرى بحاجة إلى تشذيب مع توضيح مغزى التنافس الحقيقي.جزماً..أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المدربين ومساعديهم في تلافي الهفوات بغية رفد منتخباتنا الوطنية باللاعب المثقف الذي يسهّل مهمة إي مدرب في المستقبل من حيث فهم اللعب وتطبيقه وحفز نوازع المدربين المهنية أنفسهم بجعلها في حالة تحدٍ دائم مع الذات وما تخلقه معوقات التدريب من ظروف لإثبات هويتهم وبصمتهم المهنية مهما ساءت الأوضاع من اجل النهوض بواقعهم التدريبي علماً بأن صقل تكنيك اللاعبين لا يحتاج الى دورات تدريبية، كما يدعي بعضهم علناً في كل لقاءاتهم الصحفية بقدر اهتمامهم على التكرار في التمارين الذي يؤدي الى خلق التطبّع الفني والذهني لدى اللاعب ، فما بالنا إذا كان هؤلاء الفتية مارسوا الكرة من باب الهواية واليوم تراهن عليهم فرقهم ، وغداً ربما سيكونون بمعية المنتخبات الوطنية.نكرر نداءنا من جديد بأن الأمر يستدعي من مدربينا وقفة جادة بعيداً عن خصلتي العنت والتظاهر بالمعرفة بأن كلما تدهور الجانب الفني لكرتنا صرخوا بأن الأمر تحت كنترول حكماء التدريب والحصيلة لا استجابة تذكر ولا معالجة ملموسة حتى بدأنا نشعر بمرارة الإحباط بأن كلامنا بات هواء في شبك من دون أن ينصتوا لنا أو يستمعوا قولنا اللهم إلا ما رحم ربي.
رؤى بلا حدود: نداء إلى..!!
نشر في: 26 يناير, 2010: 05:55 م