نظم ملتقى جيكور الثقافي جلسة تائبين للشاعر البصري الراحل صبري هاشم الذي توفي في مغتربه الالماني. مقدم الجلسة الشاعر عبد السادة البصري افتتح الجلسة بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد الطاهرة، ثم تحدث عن سيرة الفقيد وما عاناه من مضايقات في ا
نظم ملتقى جيكور الثقافي جلسة تائبين للشاعر البصري الراحل صبري هاشم الذي توفي في مغتربه الالماني. مقدم الجلسة الشاعر عبد السادة البصري افتتح الجلسة بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد الطاهرة، ثم تحدث عن سيرة الفقيد وما عاناه من مضايقات في العراق من قبل السلطات البعثية بسبب انتمائه السياسي ليضطر بالتالي الى الهجرة للخلاص، مشيرا الى مشاركته الفعالة مع حركة الانصار الشيوعيين وجهوده الثقافية. معربا عن ألمه وحزنه على فقدة في هذا الوقت الذي كان يروم فيه زيارة العراق والبحث عن فرصة ملائمة لذلك. بعده تحدث الناقد مقداد مسعود عن علاقته السياسية والاجتماعية بالفقيد قبل ان يترك مدينته البصرة التي احبها كثيرا ومنّى النفس في العودة اليها او زيارتها ولكن الظروف حالت دون ذلك . وقال انه يشرفني انني كنت مسؤوله الحزبي، منوها الى علاقته الاجتماعية مع الفقيد واستمرارها حتى بعد رحيله من العراق وفراق مدينته والأهل والأحبة قسراً الى الكويت ومنها الى عدن والى جبال كردستان ملتحقا بفصائل الأنصار الشيوعيين التي كانت تقاتل نظام البعث.
اما الدكتور صادق البلادي فقد ارسل رسالة قرأها الشاعر صبيح عمر قال فيها : فجعنا في شهر نيسان الماضي برحيل الشاعر والروائي ابن البصرة صبري هاشم ، فما اسرع انقضاء ومرور الايام، وقد ضمن رسالته ورقة للكاتب يحيى علوان صديق الفقيد في برلين بعنوان "غريد ابقى صداه ورحل"، نقتطع منها:
ثكلان انا .. ! انت تعرف يا صاحبي كما يعرف غيرك اني ما كتبت في رثاء احد، رغم ان سنّة الحياة شاءت وستظل تشي بما لا قدرة لي على رده فقد غيبت عني عددا من الصحب، وحزنت لفقدهم ولكن لم يتهيأ لي ان أرثيهم ... فبقيت ألوك الحزن حتى احتبس صديد الألم في صدري، لذلك ما سأقوله ليس رثاء، بل نجوى، فأنت مسافر / قادم من الريح من طلع النخيل ومن حقول النعناع فأذن لي ان اخرجك مني كي أراك واغفر لي عجز حروفي لأن فيك من سحر العبارة ما يرجف زغب القطا ويرخي الشد في وجه العبوس.. سأحاول ما استطعت، خلافا لطقوس التأبين المعهودة، التي لا اجيدها، ان ابقيك خارج دائرة فعل الماضي الناقص. فأنت مني ولا يليق بك الموت، كما لا يليق بفراشة.
قل لي من انت يا صبري
غامض ؟
تعجز عن الاجابة ؟
الأنك بصري اصيل، كلما اشتد وضوحك اشتد غموضك المضيء كما قال يومها ؟! ابن النظّام ام لأنك جئت من هناك، من طفولة ماء، شاخ على مواويل البردي وبساتين النخيل، حيث شيّد شاعر مجهول اول بيت للشعر يؤوي الكلمات ؟!
وبسبب ظرف طارئ تعذر حضور القاص حسين رشيد لكنه بعث بمشاركته التي اكد فيها بشكل خاص على كتابات صبري التي تدخل القلب بدون استئذان واسلوبه الرائع في الكتابة حسب وصفه، مشيرا الى عشقه للعراق ومدينته البصرة التي طالما اراد زيارتها ، لكن حالته المادية والصحية حالت دون ذلك مثلما حال عدد من اعضاء اللجان التحضيرية لمهرجان المربد دون زيارة مدينته التي أحبها وحنّ اليها ايضا في اكثر من دورة حيث كان اسمه يرفع بحجة عدم معرفتهم به وبالتالي تسببوا في عدم تحقيق حلم كان يراوده لزيارة البصرة منذ 25 عاماً. كما عاتب رشيد اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين لعدم نعيه. مبينا: واستمرت ملازمة المرض له ما جعله مقيماً في المستشفيات الالمانية لكنه استفاد بالمقابل من كتابة اجمل رواياته فيها "كحديث الكمأة وهوركي ارض آشور" واكثر من ثلاث مجاميع شعرية. فكانت كل اعماله الروائية والشعرية ذات رؤى انسانية عامة، وكان اسلوبه السردي يضع القارئ أمام جمالية وقوة الابداع. في ختام الجلسة قرأ شقيق الراحل محمد شفيق قصيدة رثاء كما شكر ملتقى جيكور على تنظيم الجلسة التأبينية.