بينغلا/ سلام المناصير قبل أن أصل إلى أنغولا.. كانت لدي فكرة واضحة عن هذا البلد الإفريقي الخارج من الاحتلال البرتغالي عام 1975 والناجي بمن بقي من آثار وتداعيات الحروب الأهلية التي عصفت بالبلاد طويلا.جهزت نفسي لكل شيء ووعدت عواطفي وإحساسي باني لن أتأثر مهما كانت قوة الصور التي ستراها عيناي.. قدماي حطتا بسلامة وأمان في العاصمة رواندا ثم التوجه إلى لوبانغو وبينغلا..
الحال قد يختلف من مدينة إلى أخرى عندما ترى تحسنا ولو ملحوظاً.. ولكن ما تتفق عليه أن أنغولا جهزت ملاعبها بأفضل هيئة وصورة .. ملاعب دولية على طراز عالمي وأخرى للتدريبات وهي لا تقل شأنا من سابقاتها سوى في عدد المدرجات ونوعياتها.أنغولا البلد الغني بموارده والفقير بشعبه سخرت حكومته جلّ ما تملك من أجل أن تكون ناجحة في استضافة أول بطولة في تاريخها.. نعم أنغولا بلد يفتقد الكثير من مقومات الحياة الطبيعية ولكن الملاعب والمنشآت التي تضيف حالياً كأس إفريقيا 2010 تمنيت لو أننا نمتلك واحدا منها، وكي لا أكون طماعا تمنيت لو أننا نملك ملعبا مثل ملاعب التدريبات المنتشرة في مدن أنغولا الشمالية والجنوبية!راجعت نفسي قليلا وقلت: لماذا تتحسر يا سلام، فمدينتك البصرة ستشيد في وسطها قلعة رياضية شامخة رصدت لها ملايين الدولارات وبمساحة تكفي لثلاث مدن وليست واحدة!السعادة والغبطة المزعومتان لم تدماً طويلاً.. فالحزن والحسرة مع زفرات الألم والحرقة تعود عندما سمعت أن المدينة الرياضية قد لا ترى النور!ماذا حدث بالضبط لهذه المدينة التي يشبهها أهل البصرة بمدينة الأحلام لأنهم تعودوا على الوعود منذ القدِم ولم يروا الا السراب بعينه.. أكثر من ثلاث سنوات والاسطوانة تتكرر.. عام لاستقبال العطاءات وعام آخر لبناء السياج وعام جديد تتوقف فيه التخصصات ليعلن بعدها عن تلكؤ في العمل والشركة المنفذة توقف عملها وتفاديا للإحراج فانها عللت ذلك لمناسبة أيام عاشوراء.. وبعدها بأيام قليلة ان لم نقل ساعات يأتي التصريح من وزارة الشباب والرياضة يحذر فيه من تأخر إقرار موازنة عام 2010 والمدينة الرياضية الخاسر الأكبر جراء مماطلة أعضاء مجلس البرلمان الموقر!أصبح كل شيء واضح ..المدينة المنتظرة مهددة بتأخر الانجاز، وربما التأجيل سنوات طوال.. والثغر الذي لم يعد باسما كما كان يبدو أن أمنيته قد لا تتحقق في العامين المقبلين باستضافة الأشقاء.. لأن دورة الخليج الحادية والعشرين عام 2013 لن تقام في البصرة ما لم ترَ المنشآت والملاعب التي عرضت في الخرائط والتصاميم في دورتي أبو ظبي ومسقط النور والوجود معا لأن المسؤولين في دول الخليج وافقوا على طلبنا لعاملين أساسين: الأول ضرورة قيام العراق بتضييف الملتقى الخليجي بعد سنوات من الابتعاد والعزلة، أما السبب الثاني، فهم اقتنعوا بمقترحنا بعد أن شاهدوا وانبهروا ما عُرض عليهم من تصاميم في غاية الروعة لما تمثله الصور المعروضة في الكراسات المقدمة من تطور كبير وتقدم لافتين للانتباه لم يحدث هكذا في البلدان المتقدمة للغاية!فهل كنا مخطئين عندما استبشرنا خيرا؟ وتفاؤلنا ذهب إلى ابعد من حدود المعقول عندما أعلنت الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الشباب والرياضة بتشييد أول مدينة رياضية في بلاد الرافدين التي من خلالها ننتظر استضافة دورة كأس الخليج الحادية والعشرين (نتمنى ان تقام في موعدها ومكانها).آخر الكلمات أقولها بمرارة وألم واهديها لكل المعنيين بالموضوع: رجاءً لا تقتلوا الحلم.. رجاءً اصدقوا في وعودكم ولو مرة واحدة.. اقطعوا من مصاريف نفطنا من أجل مدينتنا.. اتركوا أرثا يشكركم عليه الأجيال القادمة.. افعلوا شيئا تتفاخرون به اليوم قبل الغد.. دعونا نفتخر بين الآخرين بأننا شعب يستحق ملعبا جميلا لكرة القدم.. حققوا حلمنا الوحيد، ونعدكم بأننا لن نبالغ ولن نطمع بالمزيد. إعلامي رياضي في قناة mbc
هل يعيد ملعب خليجي 21 البسمة لثغر البصرة؟
نشر في: 26 يناير, 2010: 06:01 م