TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا أنتم مصدومون ؟

لماذا أنتم مصدومون ؟

نشر في: 7 يونيو, 2016: 07:25 م

انقسمنا أمس بين سيلفي ناصر القصبي ، وصدمة آلاء حسين  ، الاول يحتاج مني وقفه أخرى لما طرحه من افكار جريئة ربما للمرة الاولى يتوقف امامها المشاهد العربي وجها لوجه  ، والبرنامج الثاني الصدمة الذي دفع البعض لأن يكتب متفاخرا على صفحته في الفيسبوك : " هذه هي الغيرة العراقية " وهو يتفرج على مشهد  تمثيلي يصور كيف ان شاباً يحاول الاساءة الى أبيه امام الآخرين ، الامر الذي يدفع احد  المارين الى  توجيه اللكمات الى الممثل الذي يؤدي دور الشاب ، المشهد التمثيلي اعتبره البعض غريبا على بيئتنا ، فنحن  مجتمع يخلو من الاخطاء ومحصنون ضد الكراهية ،  لاننا امة علمت الناس القراءة والكتابة والفروسية  والنخوة ، وايضا كيف يُقتل الانسان على الهوية ، وكيف يُشرد الجار لانه شيعي ، ويُهجر المواطن لانه سني ، وتسرق داره لانه مسيحي ، ويقتل في وضح النهار، لأنه إيزيدي ،  وفوق هذا كله فان فنحن نعيش في ظل ساسة يتمتعون بقدرة عجيبة ، أن يدخلوا أيديهم في جيوب الناس ويأخذوا ما بها.
منذ سنوات انخفضت الحصانة الانسانية في العراق الى الهاوية وتفككت اواصر المجتمع ، ومن لم تفرزه الطائفية ، فرقته عصابات السياسيين ، ويبدو ان البعض لايريد ان يصدق ان المجتمع تصدع ، ، لأن الذي يربط بين الناس هو المحبة والسلام والالفة ،  وغياب التعصب وحضور الضمير.. والكثير منها تبخر للاسف .
مضحك أن يطلق كل من شاء صفة  الغيرة العراقية على مشاهد تمثيلية لمجرد أنه شاهد شابا يتلاكم مع الآخر ، دون ان ينتبه الى ان الشاب الملاكم يمارس نفرض الواقع بذراعه التي سميت " النخوة " .
في واحد من الحوارات الجميلة مع بارك اوباما سألته  مراسلة الواشنطن بوست حول رأيه بما يجري في  العراق ، فأجاب بكل وضوح   : " آه، العراق  ، النزاعات هناك ليست من القرن الماضي. إنها من القرن السابع "
لا نزال نتحدث عن الغيرة بتفاخر ، ونكاد ننشغل كل يوم في مغامرات التحليل الاجتماعي عن طبيعة هذا المجتمع الودود المتسامح  ، ونتقافز في الفضائيات في برامج  النخوة ، وننسى أننا أدرنا ظهورنا لما يحدث من خراب ، ومن أوصلنا إلى مشهد مطاردة الجار الشيعي ، والهروب من مقابلة الصديق السنّي ، ومن قبله مشاهد تفجير الجوامع ونبش الحسينيات .. لماذا ننسى أنّ كراريس الساسة وضعفنا ولا أُباليّتنا  تعلمنا كل يوم ان لاشيء أمضى وأنفع من طعنة نجلاء في أجساد من لا ينتمون الى طائفتنا ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. د عادل على

    الكراهيه الطائفيه فى العراق جنون مطلق لان الكراهيه تحرق وتفرغ مخازن الطاقه ويحرق اليابس والاخضر اما الحب يولد طاقات عظيمه ومجانا-----الكراهيه الطائفيه انتحار بطىء للطرفين--------------منبع الكراهيه الطائفيه هو الجهل--------الحل هو ثقافه ثقافه ثقافه ث

  2. بغداد

    أستاذ علي حسين هذولة النشامى المقبورون في زوو الغبراء ( النشامى في قاموس اللغة العربية معناه الثيران ونشمية معناه ثورة مثل النشميات حنان وبنت نصيف) هم من حطموا جميع الأعراف والقيم الأنسانية والأخلاقية في نفوس المجتمع العراقي حتى مسخوا المجتمع وحولوه الى ن

  3. ابراهيم الشمري

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم. .كتابتك اﻻستاذ الكريم ذكرتني بدعوة تقدم بها نوري كامل الى الامم المتحدة لكي تقوم بالحجر على السعودية بأعتبار ان سياستها الخارجية تشبه تصرفات السفهاء فشرع اﻻسلام للقاضي ان يحجر على السفيه كي لا يؤذي المجتمع برعو

  4. د عادل على

    الكراهيه الطائفيه فى العراق جنون مطلق لان الكراهيه تحرق وتفرغ مخازن الطاقه ويحرق اليابس والاخضر اما الحب يولد طاقات عظيمه ومجانا-----الكراهيه الطائفيه انتحار بطىء للطرفين--------------منبع الكراهيه الطائفيه هو الجهل--------الحل هو ثقافه ثقافه ثقافه ث

  5. بغداد

    أستاذ علي حسين هذولة النشامى المقبورون في زوو الغبراء ( النشامى في قاموس اللغة العربية معناه الثيران ونشمية معناه ثورة مثل النشميات حنان وبنت نصيف) هم من حطموا جميع الأعراف والقيم الأنسانية والأخلاقية في نفوس المجتمع العراقي حتى مسخوا المجتمع وحولوه الى ن

  6. ابراهيم الشمري

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم. .كتابتك اﻻستاذ الكريم ذكرتني بدعوة تقدم بها نوري كامل الى الامم المتحدة لكي تقوم بالحجر على السعودية بأعتبار ان سياستها الخارجية تشبه تصرفات السفهاء فشرع اﻻسلام للقاضي ان يحجر على السفيه كي لا يؤذي المجتمع برعو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram