الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 27
الرئيسية > أعمدة واراء > جوابٌ لكلِّ الأسئلة..!

جوابٌ لكلِّ الأسئلة..!

نشر في: 7 يونيو, 2016: 07:31 م

تَعِبَ الناس من التوقّف أمام أحاديث يُدلي بها هذا المسؤول أو ذاك من الحكومة أو البرلمان أو الكتل السياسية، ومحاولة حلّ ألغازها والتعرّف على خلفياتها، أو ما يريده المسؤول من إدلائه بالحديث. ولو كان المواطن من المتتبّعين لأحاديث قادة البلد ومسؤوليها، لاندهش أيّما اندهاش، بالجُرأة التي يتمتع بها مسؤولونا وقادة ما صارت دولة بقدرة قادر، فالمتتبّع الذي تغريه الشاشة ليواصل على مدى بضعة أيام برامج التوك شو، أو التصريحات السيّارة قبل أو بعد نشرات الأخبار، سيكتشف جرأة المسؤول العراقي، بل وجسارته في الانتقال من موقف الى نقيضه، ومن حَبكةٍ تبدو مُحكمةً حول قضية خطيرة مثل جريمة سبايكر أو سقوط الموصل أو الهروب الجماعي لأوباش داعش. ويكاد المواطن وهو يتابع حديث المسؤول أن يتلمّس خيوط القضية وأدوات الجرائم المرتَكَبة ، ويصير الى يقين بأنَّ حبل المشنقة سيلتفُّ حول المجرمين قريباً. ولكنَّ المواطن يشعر بالاختناق وكأنَّ الحبل يلتفُّ حول عنقه هو في اليوم التالي، وهو يستمع لحديث نفس المسؤول في قناة أخرى، ليؤكد أنّ أيادي خفية تُحرّك "الإعلام المشبوه" ليُلفّق حكايات لا يصدّقها العقل حول جرائم، الهدف منها التسقيط السياسي، لرموزٍ وطنية لها باعٌ طويل في حماية الوطن والدفاع عن حياضه، وتكريس الحريات العامة وصيانة الدستور، والنيل من هذه الشخصيات، إنما هو مسمارٌ في نعش الدولة والعملية السياسية!
ومن هذه الحكايات، ما يَحار المواطن في تصنيفها، إذ تجمع بين المتناقضات في الفن المسرحي، فلا هي كوميديا سوداء، أو تراجيديا رمادية، أو رقصة الخشّابة البصريّة. ولكن لا داعي للمبالغة، فليس في العراق منذ أن سُمّي بـ " العراق الجديد" ما يثير الاستغراب، أو يدخل في باب المبالغة. كيف يُمكن أن يكون الأمر كذلك ، إذا كان العراق مذ صار جديداً لم يُصبح دولة بلا لا "لا دولة" ولا حتى دولة فاشلة، لأنَّ هذه المواصفات كلها بحاجة الى "دولة" لكي تصبح لا دولة أو فاشلة ..!
في تصريحات لعضو اللجنة القانونية في البرلمان "المُعَطَل" يقول فيها: لقد اكتشفنا مدى ضعف أجهزة الدولة الأمنية والسياسية والقضائية وعدم استعداد الجهات المعنية بتنفيذ أوامر إلقاء القبض، وان الحكومة العراقية لا تأبه لدماء العراقيين وليست حريصة على محاسبة المقصّرين والمتسبّبين في إراقتها .!
ولا يكتفي المسؤول في السلطة التشريعية المسؤولة عن القانون بـ" نفيه" للدولة، بل ينقل كلاماً عن رئيس جهاز الادعاء العام قاسم الجنابي كلاماً أدلى به أمام اللجنة القانونية البرلمانية يتناول أسباب التأخّر في حسم ملفّات سبايكر، وسقوط الموصل، والهروب الجماعي، جاء فيه " إن حسم تلك الملفات يتطلب وقتاً طويلاً واستقراراً أمنياً وسياسياً وقضائياً" ..!
فهل من عَجَبٍ أو مساءلة قانونية لمن يقول بملء الفم: نحن لا دولة، ولا فاشلة، وعلينا أن نتسلّح بالصبر الجميل، ولا صبر أيوب ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"يومياتهم 20 مليون دينار" .. 6 آلاف موظف في العراق يحتكرون ثلث الرواتب

مدراء المدارس يقدمون طلبات إعفاء جماعي.. والمعلمون يلوحون بمقاطعة أمرين!

السيد الصدر يوجه اتباعه بتحديث بطاقة الناخب!

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

قاعة الإبراهيمي تضيف معرضاً شخصياً للتشكيلي الرائد سعد الطائي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

 علي حسين ظلّ الكتاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون وضع تصور للدولة العادلة، لم يوفق أفلاطون في حل اللغز حتى وهو يخصص للموضوع كتابا بعنوان "الجمهورية" تاركا المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي...
علي حسين

قناديل: مقالةٌ عن المقالة !!

 لطفية الدليمي لِما يزيدُ عن الخمس عشرة سنة وأنا مواظبةٌ على كتابة مقالة أسبوعية في (المدى). اليوم سأروي بعضاً من مسرّات وشجون كتابة المقالة. حتى عام 2009 كنتُ أكتبُ مقالاتٍ متفرّقة في موضوعات...
لطفية الدليمي

قناطر: أغنيةُ أبي

طالب عبد العزيز حزينٌ، لأنني ما زلتُ ألتذُّ بسماع الموسيقى القديمة، وأقرأُ الاجملَ في كتبي القديمة، وأشاهد الأفضل من الأفلام القديمة، وأتذكرُ الاحسنَ المتحضرَ من الأمكنة؛ والمدن القديمة، وحزينٌ جداً لأنَّ النظام السياسي –الديني-...
طالب عبد العزيز

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

حسن الجنابي انتقل القاضي الدولي كريم خان في عام 2021 الى منصب رفيع آخر هو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وسيستمر في المنصب لمدة تسعة أعوام أي حتى عام 2030. وواضح أن الرجل...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram