اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رمضان ؟ وا،،عجبي.

رمضان ؟ وا،،عجبي.

نشر في: 8 يونيو, 2016: 09:01 م

كنّا صغاراً- إخوتي وأنا - لم نبلغ سن البلوغ بعد، ومع ذلك كان الوالد التقي يزيّن لنا صوم رمضان ، ويمنّينا بهدية وعيدية دسمة: دينار ورقي يدسّ بجيوبنا صبحية  العيد.
كنا نمتثل لرغبة الوالد، طائعين او مرغمين — لا فرق — والدينار الورقي  وطرق صرفه  دون حسيب او رقيب يداعب خيالنا .
كنتُ حين يشتد القيظ في الظهيرة  البصراوية. ويستفحل  (الشرجي ) في الجو حتى ليتعذر عليك جرّ النفس، أتوجه لصنبور الحنفية المنصوب في زاوية الحوش ، للوضوء تمهيدا واستعدادا لصلاة العصر . … كان الماء المتدفق ملاذي للخلاص من وحش العطش ، كنت أعبّ ما أستطيع، مردّدة بصوت عال، وأحيانا بنبرة موسيقية ليسمعني من يمر في الجوار :: اللهم اسقني من حوض الكوثر، — ثم حسوة ماء.
اللهم  اسقني من الكوثر — جرعة أخرى .
اللهم …..
……….
كان شهر رمضان مميزا في بيوت  وأسواق البصرة  ، وفي بيت أبي بالذات ، حيث يجري تحضير الغلة  للهريسة والطبيخ ، وتهيئة الطحين ، وهرس البهارات والتوابل . و،،و،،،،
اليوم إذ أستعيد ذكريات قديمة حميمة ، وألمح بعين خبير ما آلت اليه الأمور من  متناقضات ومفارقات ، أعجب ، حد ان يتناهى العجب من حدقات عيوني ::
عجبي لمن يصوم رمضان تقى واحتسابا ، ويصلي الصلوات الخمس ، ثم لا يتورع عن اغتصاب ما ليس له من مال او رياش او عقار .
عحبي لمن يصوم رمضان ، أو يصلى النوافل فجرا . ليبرر سرقاته ضحى . ويدلّس في الظهيرة ، ويبالغ في النفاق عند حلول المساء .
عجبي لمن يصوم ويتظاهر بالتقوى ، وطيّ ضلوعه تتوالد عناكب وعقارب الجشع والطمع والرغبة في إيذاء الغير .
عحبي لمن يُصلّي او يرتضي السكنى في ارض مغصوبة عجبي …..لمن يصوم  مباهاة دون إدراك مغزى الحديث النبوي البليغ كم من صائم ِليس له من صيامه إلّا الجوع والعطش عجبي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram