إياد الصالحي في الوقت الذي حرص الدكتور عادل فاضل أمين عام اللجنة الاولمبية الوطنية على تضمين عبارة ( زيارتنا الى لوزان كانت ناجحة بكل المقاييس وليست لها صلة بموضوع حل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، اذ لم يتم التطرق اليه لا من قريب ولا من بعيد )
كما جاء في بيانه الهاتفي بعد يوم من لقاء جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، فانه (أي فاضل) منحنا مشكوراً شهادة صريحة لا تقبل الشك بما أكدناه سابقا بان عدم جدية الاولمبية في إظهار ما يدين عمل اتحاد الكرة المنحل تبطل قرار حله وتشكك بنواياها في الأزمة! هل يُعقل ان رئيس لجنة اولمبية يفترض ان يُعامل جميع الاتحاد المنضوية تحت لوائها بالعدل والحق ويتصرّف إزاء ملف كل منها بما يضمن مصلحة العراق أولاً ثم اللعبة ثانياً، يلتقي رئيس المرجعية الرياضية في العالم ولم يبحث معه سبل الخروج من عنق زجاجة معاقبة العراق دوليا من (فيفا) على خلفية حلّ اتحاد شرعي بلا تهم مسندة الى وثائق او خروق مادية ملموسة؟ ترى مَن المعني المباشر بصيغة البيان المثيرة للجدل والاستغراب وغير المقبول بتاتاً "على حدّ وصف إعلامي رياضي معطاء بشخصيته الباسقة ومنوّر ببدر حكمته في ظلمة الكرة؟! حقيقة ان مشكلة اتحاد كرة القدم المنحل من اهم المشكلات في الساحة الرياضية اليوم، وكان حريّ بحمودي ان يُطلع روغ بأدق تفاصيل الأزمة ودوافع اتخاذ القرار وإشعاره بضرورة ان تقدم الاولمبية الدولية طلباً مفصلا بحيثيات القضية الى (فيفا) ليتسنى لجميع الأطراف حلحلة المشكلة وبحث سبل انفراجها لا ان تبقى سائبة يتعلق بحبالها اكثر من (بلياتشو) في سيرك الضحك على ذقون الجماهير المراقبة لحفل السجال الغاضب وترنح النوازع الشخصية التي تتكالب من اجل اسقاط الآخرين! لا ادري ان كانت الاولمبية الوطنية صريحة في التعامل مع الأزمة من دون مخاتلة ام انها تماطل في إضاعة الوقت وتراهن على مفاجآت يُقدِم عليها الطرف الثاني؟ فإذا كانت حريصة على الإسراع بعدم تهاوي ثقة الرياضيين والإعلاميين ببرنامجها الوطني الذي وعدتهم به، ينبغي عليها مواجهة الجميع بمنتهى الصدق والشجاعة وعدم إخفاء أي خيط من الحقيقة لان الأزمة الرياضية اليوم اكبر تأثيراً في الوسط الرياضي بيد انه لا يبالي باطلاع حمودي وفاضل على المتحف والمكتبة الاولمبيتين في لوزان او التفاخر بارتياح روغ من برامجنا في قضايا المرأة والرياضة والتسويق الرياضي وتطوير كفاءة اللاعبين والمدربين، لاننا نعرف (البير وغطاه) ونقدّر المصاعب الجمّة التي تواجه الاولمبية للارتقاء بهذه البرامج، لكننا توقعنا ان تمارس الاولمبية دورها بتنقية الأجواء في الداخل قبل سعيها للترويح في زيارات بروتوكولية لم يحن أوانها، حتى ان رئيس اللجنة الاولمبية ضرب رقماً قياسياً بين رؤسائها السابقين بعدد مرات ايفاداته في الأشهر الثمانية الماضية منذ توليه منصبه بحسب إحصاء المكالمات التي نجريها مع زملائنا في المكتب الإعلامي بين الحين والآخر لتثبيت موعد مع الرئيس للاستفسار منه شخصيا عن هذه القضية وغيرها وبيان أسباب العراقيل الجمة التي عطلت مفاتيح حل الأزمة بين أهلها وأبقت (كرة الثلج) بعيدا عن حرارة التوافق! ان بيان لوزان فضح (في الأقل) عبارة: لم نناقش قضية الاتحاد المنحل لا من قريب ولا من بعيد! فمن أين أتى خطاب الاولمبية الدولية الذي ناشد العراق بوجوب التعاون مع فيفا وعدم التدخل في الاتحادات التابعة له الا بعد التنسيق معه، وهل ان الاولمبية الوطنية تبرّأت من قرارها (السيادي) الى درجة انها أهملت ملف الأزمة ولم تجابه روغ شخصيا بأوراق وحجج القرار رداً على خطاب مؤسسته بالشكل الذي يدفع عنها تهمة العصيان عن نهج وسياسة مرجعيتها؟ إن مناجاة الرياضيين للاولمبية بان تكون (أمّا) للجميع لم يأتِ من فراغ بعد سنوات طوال من المعاناة والظلم والقحط، وكأني بهم يرددون قول الشاعرة والتشكيلية اللبنانية باسمة بطولي في ديوانها الاخير (عربات الصدى): لا أريد ان أتخيلك الا كشمس بين عين وعين تفكر بالطلوع .. توزع كرم الأرض بالتساوي.. لا جائع ولا مظلوم.. وتعلّم العالم ان القوة يجب ان تكون للحق لا ان يكون الحق للقوة!
مصارحة حرة: عربات الصدى من لوزان
نشر في: 26 يناير, 2010: 06:12 م