اخترعت لنا جبهة الاصلاح البرلمانية وبواسطة سيلفي مشعان الجبوري الشهير وليس مسلسل سيلفي ناصر القصبي معركة الاعتصام ، ولأننا شعب طيب فقد صدّقنا أن مشعان يذرف الدموع على مظلومية الشيعة ، وصفقنا لمحمد الصيهود وهو يتحدث عن عشائر الرمادي ، الجميع كشّر عن ابتسامة التسامح ، وأعلن عن تأسيس قائمة عابرة للطوائف ، لإثبات ان السادة النواب لم يكونوا يوما دعاة للطائفية ، ولم تتوسخ أيديهم بجرائم الشحن المذهبي والعرقي ، وأن المواطن هو السبب في كل ما جرى ويجري من شقاق ، لأنه فضّل طائفته على وطنه ، الغريب أنّ المزايدة السياسية لا تزال مستمرة لإثبات ، أنّ السياسي العراقي قائد في المعركة ضد الطائفية .
يكرّر ساستنا في كلّ أزمة سياسية نفس الخطاب : " فلتسقط الطائفية " ، لكن ، منذ 13 عاما لم يجرؤ سياسي عراقي ان يرفض هذه الطائفية ، بأن يقول لزملائه دعونا من خرافة المحاصصة ولنختار رئيس وزراء من خارج الكتل السياسية ، لم يبق أحد إلا وخاض حربه من أجل المنافع ، وباسم الدفاع عن المكوّن انقسموا إلى جبهات وأحزاب تتقاتل وتتنافس في ما بينها ، واستضعف السياسيون العراق فحوّلوه إلى خرائب ، وجعلوا منه مختبراً لعُقدهم وهلاوسهم وأحلامهم المريضة .
من سيلفي مشعان الى سيلفي ناصر القصبي ، هناك امور كثيرة لايريد احد ان يسمعها ، فكيف يمكن للسياسي منتخب ان يتخلى عن طائفته من اجل مواطنين من طائفة اخرى ، صلاتهم لاتشبه صلاته ، ودعاؤهم يختلف عن دعاءه ، وعطلهم لاتتوافق مع عطله ، وعيدهم مختلف وصيامهم غير متفق عليه ، كوميديا ودراما وسيريالية وعبث وجنون يريدون منا ان نصدقه ، في لحظة يجد فيها السياسي انه يحمل توكيل الطائفة وليس توكيل الوطن . الناس يصدّقون، او يشعرون بالذنب لانهم ظنوا سوءا بالسياسي المسكين ، ويفسرون خراب حياتهم بالابتعاد عن الطائفة ، لا بسيطرة ساسة مفسدين يصرون على ان يُعيّشونا في أوهام الآخرة بينما هم يعيشون بنعيم الدنيا وبذخها !
بالامس كأنّ البعض منا فوجئ بحلقة سيلفي التي قدمها السعودي ناصر القصبي ، كأننا نواجه الواقع الطائفي لأول مرة ، وكأننا لم نعش منذ سنوات في ظل " وهم " أمراء الطوائف الذين كانوا ولايزالون يحددون لنا موقفنا من الآخر ونظرتنا الى الطائفة الاخرى ، بالامس تصور الكثيرون انهم لم يدخلوا جبّ الطائفية ، وحجّتهم في ذلك أنهم متسامحون ، لأنّهم يقبلون وجود الآخر ، و يبتسمون في وجهه .
صار السياسي العراقي يَقتل ويسرق باسم الطائفة ، ويحرض على الوطن في الفضائيات وهو يُكبِّر، ويخرب البلاد وهو يلتقط سيلفي .
مسلسل سيلفي من مشعان إلى القصبي
[post-views]
نشر في: 8 يونيو, 2016: 07:10 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
الطائفيه ليست صناعه وطنيه ولهدا الكل ابرياء سنة وشيعه-الانسان ادا توفرت له الحاجات البدائيه فهو كالحيوان الاليف طبيعة الانسان انسانيه وليست وحشيه-----الطائفية فى العراق خارجيه وصنعت من العثمانيين والصفويين-------ايران كانت سنيه ولكن الشاه عباس قرر تغيير