TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مسلسل سيلفي من مشعان إلى القصبي

مسلسل سيلفي من مشعان إلى القصبي

نشر في: 8 يونيو, 2016: 07:10 م

اخترعت لنا جبهة الاصلاح البرلمانية وبواسطة سيلفي مشعان الجبوري الشهير وليس مسلسل سيلفي ناصر القصبي  معركة الاعتصام  ، ولأننا شعب طيب فقد صدّقنا أن مشعان يذرف الدموع على مظلومية الشيعة ، وصفقنا لمحمد الصيهود وهو يتحدث عن عشائر الرمادي ،   الجميع كشّر عن ابتسامة التسامح  ، وأعلن عن تأسيس قائمة عابرة للطوائف ، لإثبات ان السادة النواب لم يكونوا يوما دعاة للطائفية ، ولم تتوسخ أيديهم بجرائم الشحن المذهبي والعرقي ،  وأن المواطن هو السبب في كل ما جرى ويجري من شقاق  ، لأنه فضّل طائفته على وطنه ، الغريب أنّ المزايدة السياسية  لا تزال مستمرة لإثبات ، أنّ السياسي العراقي  قائد في المعركة ضد الطائفية .
يكرّر ساستنا  في كلّ أزمة سياسية نفس الخطاب : "  فلتسقط الطائفية  "  ، لكن ، منذ 13 عاما لم يجرؤ سياسي عراقي ان يرفض هذه الطائفية  ، بأن يقول لزملائه دعونا من خرافة المحاصصة  ولنختار رئيس وزراء من خارج الكتل السياسية ، لم يبق أحد إلا وخاض حربه من أجل المنافع ، وباسم الدفاع عن المكوّن انقسموا إلى جبهات وأحزاب تتقاتل وتتنافس في ما بينها ، واستضعف السياسيون العراق فحوّلوه إلى خرائب  ، وجعلوا منه مختبراً لعُقدهم وهلاوسهم وأحلامهم المريضة .
من سيلفي مشعان الى سيلفي ناصر القصبي ، هناك امور كثيرة لايريد احد ان يسمعها ، فكيف يمكن للسياسي منتخب ان يتخلى عن طائفته من اجل مواطنين من طائفة اخرى ، صلاتهم لاتشبه صلاته  ، ودعاؤهم يختلف عن دعاءه  ، وعطلهم لاتتوافق مع عطله ، وعيدهم مختلف وصيامهم غير متفق عليه  ،  كوميديا ودراما وسيريالية وعبث وجنون  يريدون منا ان نصدقه ، في لحظة يجد فيها السياسي انه يحمل توكيل الطائفة وليس توكيل الوطن  . الناس يصدّقون، او يشعرون بالذنب لانهم ظنوا سوءا بالسياسي المسكين  ، ويفسرون خراب حياتهم بالابتعاد عن الطائفة ،  لا بسيطرة  ساسة مفسدين يصرون على ان يُعيّشونا في أوهام الآخرة بينما هم يعيشون بنعيم الدنيا وبذخها  !  
بالامس كأنّ البعض منا فوجئ بحلقة سيلفي التي قدمها السعودي ناصر القصبي ، كأننا نواجه الواقع الطائفي لأول مرة ، وكأننا لم نعش منذ سنوات في ظل " وهم " أمراء الطوائف الذين كانوا ولايزالون يحددون لنا موقفنا من الآخر ونظرتنا الى الطائفة الاخرى ، بالامس تصور الكثيرون انهم لم يدخلوا جبّ الطائفية ، وحجّتهم في ذلك أنهم  متسامحون  ، لأنّهم يقبلون  وجود الآخر ، و يبتسمون  في وجهه .
صار السياسي  العراقي يَقتل  ويسرق  باسم الطائفة ، ويحرض  على الوطن في الفضائيات وهو يُكبِّر، ويخرب  البلاد وهو يلتقط سيلفي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    الطائفيه ليست صناعه وطنيه ولهدا الكل ابرياء سنة وشيعه-الانسان ادا توفرت له الحاجات البدائيه فهو كالحيوان الاليف طبيعة الانسان انسانيه وليست وحشيه-----الطائفية فى العراق خارجيه وصنعت من العثمانيين والصفويين-------ايران كانت سنيه ولكن الشاه عباس قرر تغيير

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram