TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "بلبل" صريح العبارة

"بلبل" صريح العبارة

نشر في: 10 يونيو, 2016: 09:01 م

المحكمة الاتحادية حددت الإثنين المقبل موعدا لإصدار قرارها بدعاوى الطعن بدستورية جلستي البرلمان في شهر نيسان الماضي ،لحسم الانقسام داخل البرلمان بقرار يكون ملزما  لطرفي النزاع ، تكرار التأجيل بحسب وجهة نظر السلطة القضائية ، يأتي في اطار حرصها على الالتزام بمسؤوليتها في تفسير القضايا  الخلافية طبقا للدستور، فيما ابدى احد اطراف النزاع  تحفظه على التأجيل بتصريحات وردت على لسان اكثر من نائب ، بان المحكمة تعد "طبخة" لصالح طرف ضد آخر في اشارة الى حصول  رئيس البرلمان سليم الجبوري على قرار الاحتفاظ بمنصبه .
سبق عقد جلسة المحكمة الاتحادية يوم الاربعاء الماضي نشر معلومات عبر وسائل اعلام محلية تفيد بان قرار المحكمة،  يتجه نحو إلغاء الجلستين موضع الخلاف ، الحالة العراقية تستوعب التدخل السافر في شؤون القضاء ، من جهات سياسية تعتقد انها بتصريحاتها تستطيع ان تخلق توجها لدى الرأي العام يجعل صاحب القرار القضائي  يذعن لرغباتها ، فتعطي مثلا حيا بان مبدأ الفصل بين السلطات مجرد شعار للاستهلاك المحلي ، مع  التأكيد ان لاسلطة على المتنفذين تستطيع الحد من هيمنتهم على كل مفاصل الدولة.
 قرار المحكمة الاتحادية سيصدر  في كل الاحوال يوم الاثنين المقبل او في اي موعد آخر ، لكن السؤال المهم ، هل تستقبله القوى السياسية  بروح تعبر عن ايمانها بقرارات المحكمة الاتحادية ام انها سوف تبحث عن "دربونة" اخرى لإثبات وطنية مواقفها وحرصها  على  تلبية مطالب الشعب العراقي .
 تكرار تأجيل اصدار قرار المحكمة،  فتح  الباب امام طرح العديد من  التساؤلات والتأويلات في وقت تتطلب الاوضاع العراقية تفعيل عمل السلطة التشريعية ،  لتجاوز الازمة  السياسية، يمكن ان  يسهم القضاء بقرارته المتعلقة  بحسم الخلاف في  ايجاد قاعدة عمل مشتركة ،لعلها تكون بداية خط شروع جديد ، لانقاذ البلاد من السقوط في منزلق خطير .
 في خمسينيات القرن الماضي حمل السائق بلبل اجازة السوق برقم خمسة ، في مناسبات الاحتفال باسبوع المرور على مدى السنوات الماضية قبل وفاته  كان  المرحوم بلبل  يحصل على لقب  السائق المثالي ، لانه لم يرتكب مخالفة واحدة ، عمل على خط الميدان  ساحة النصر منذ كانت الاجرة خمسين فلسا ، جرب حميع السيارات من الدوج ابو عليوي الى "الفولكا البعيرة" فضلا عن ذلك له مع شارع الرشيد ذكريات ، حيث كان ينقل المتظاهرين المحتجين ضد السلطة مجانا الى مكان آمن لانقاذهم من ملاحقة رجال الامن ، فكسب احترام وتقدير المنتمين لتنظيمات سياسية  ،  يقف امام الجميع بمسافة واحدة ،  شعوره الوطني دفعه الى التعاطف مع المتظاهرين لاعتقاده بانهم يدافعون عن شعبهم لم يكن يهتم بالأفكار والتوجهات والشعارات ،  اهتمامه ينصب على حماية الشباب من الاعتقال  ، العاملون على الخط من زملائه سائقي السيارات  لطالما حذروه من مساعدة المتظاهرين ، لكنه  كان يردهم  بلازمته الشهيرة بصريح العبارة  مستقبلنا يصنعه هؤلاء الشباب،  الاوضاع في العراق اليوم بأمسّ الحاجة الى  من يقول الكلام ويصدر القرار بصريح العبارة.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram