عودتنا مجلة الثقافة الجديدة بتنوع موضوعاتها ، إلا أنها فاجأتنا بعددها الـ382 لشهر أيار عام 2016 بما قدمته من مناقشات وبحوث ومقالات خاصة بالشأن الاقتصادي متعمقة به ، وقد صدرت المجلة بحلتها الجديدة مُحتفلة بمرور 80 عاماً على الإصدار الاول ل
عودتنا مجلة الثقافة الجديدة بتنوع موضوعاتها ، إلا أنها فاجأتنا بعددها الـ382 لشهر أيار عام 2016 بما قدمته من مناقشات وبحوث ومقالات خاصة بالشأن الاقتصادي متعمقة به ، وقد صدرت المجلة بحلتها الجديدة مُحتفلة بمرور 80 عاماً على الإصدار الاول لها.
حيث يُفتتح العدد بموضوعة "الحركة الإحتجاجية ... والرهانات المأمولة والآفاق المفتوحة" مستندين خلالها إلى قول لينين "قد تمر عقود ولا يقع فيها شيء يذكر ، وقد تأتي اسابيع تقع فيها عقود ." يُذكر أن ما يؤكد الرهان هو الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في نهايات تموز 2015 واستمرارها حتى الآن ، والتي دللت على أنها ليست حركة عابرة أو طارئة أو قابلة للتدجين بل هي نتاج جملة من الاسباب والعوامل التي أدت إلى بروزها في شكل حركة مطلبية تدافع عن مطالب مجتمعية تعبر عن مصالح قطاعات واسعة من المجتمع تضررت من النظام المحاصصي الذي تسبب في الانسداد والاستعصاء السياسي ، وفتح مجالا امام كل اشكال المحسوبيات والتهميش والإقصاء والظلم الاجتماعي الذي تفننت في ممارسته مجموعات من زبانية هذا النظام .
وأكدت هيئة التحرير من خلال كلمتها أن النخب الثقافية قادرة على أن تلعب دورا في بناء خياراتها ، مُبينة أن التأسيس الصحيح لتجذير الحراك المجتمعي وإحداث التغيير المطلوب سيكون عبر تدشين حوار واسع وعميق بين النخب .
في حين قدم الباحث الاقتصادي د. صالح الياسري ذاكراً أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات نوعية عميقة في البنية الاجتماعية والطبقية ، وتزايد الوزن النوعي وأهمية العديد من الفئات وتعاظم دورها في تحديد اتجاهات التطور ، ولكن بالرغم من الدور الذي بدأت تلعبه هذه الفئات فهي ما زالت بدون تحديد واضح ، ويبدو أن هنالك فجوة بين الواقع الملموس لهذه الفئات وبين رؤية الفكر النظري لها الذي بدا احياناً عاجزا عن توصيفها بدقة وتحديد هويتها ، ذاكراً أن من إحدى ثمرات هذه الفجوة بين الواقع وفكر الواقع ظهور العديد من المصطلحات ، كلها تريد أو تحاول توصيف هذه الظواهر والعمليات منهجياً ، ولهذا تزداد الحاجة إلى دراسات أكثر انضباطاً ومنهجية للتكوينات الاجتماعية ولتحليل أكثر ملموسية للبنية الاجتماعية والوزن النوعي لكل طبقة وفئة بشكل صحيح.
كما ناقش العدد موضوعة "صناعة الطاقة في العراق" والتي قدمها الدكتور كريم مجيد السبع ذاكراً أن العراق شهد نمواً إقتصاديا في بداية القرن الماضي ونمواً بطيئاً بمجمل مرافقه البسيطة آنذاك ، واستمر لذلك بوتيرة متصاعدة ومستقرة نسبياً بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة .
كذلك يناقش رئيس المهندسين الاقدم والحقوقي في وزارة الموارد المائية الدكتور يعقوب يوسف يوسف ، البروتوكول الخاص بملحق معاهدة حسن الجوار بين العراق وتركيا لعام 1946 ، والخاص بتنظيم شؤون الانتفاع بمياه دجلة والفرات وروافدهما ، من خلال قراءة فنية قانونية .
ولم تخلُ المجلة من موضوعات المرأة ، فقدم جاسم هداد عرضاً لبحث حول نشوء مفهوم الحقوق السياسية للمرأة في العراق وتطوره ذاكراً ان المجتمع العراقي كغيره من بين دعاة التطور والتجدد واللحاق بركب الحضارة والامم المتقدمة وبين دعاة الدفاع عن العادات وشريعة السلف الصالح الداعين إلى إبقاء المرأة تابعة للرجل وقابعة في عصور الظلام والتخلف .
وعن الجوانب البيئة ومشكلات البيئة ناقش الدكتور كاظم المقدادي موضوعة تجاهل أثر اسلحة الحرب ودورها في الكارثة البيئية والصحية في العراق ، مُعتبراً إياها خيانة علمية ووطنية.