اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الموصل تعيش بين وطأة الإهمال والخوف

الموصل تعيش بين وطأة الإهمال والخوف

نشر في: 31 أكتوبر, 2012: 11:00 م

الموصل ، مدينة حُلم العراقيين في الزمن الماضي ، حيث غاباتها الشهيرة التي شهدت حفلات الأعراس ، وحكايا الحب البريء ، وشلالاتها ذات الرذاذ الشفيف المنبعث من ألوان قوس قزح  ، وصبايا جامعة الموصل حيث يتهادين  بكبرياء في حدائق الجامعة  ومقترباتها ، وحمام العليل الذي  كان مشفى لأهالي المحافظات ، مدينة التين والكرزات ، والغناء والشعر ... كيف هي الأن ؟ هل ربيعها  استمر ربيعاً  أم طالته وحشة كهوف العقول الهرمة ؟
زميلتنا " إيناس طارق " كانت هناك ، وعادت مهمومة ، فماذا كتبت؟
لم أُفكريوماً أن أستقل مركبة فضائية  لأخترق جدار الصوت ، أو أقفز من فوق سطح الكرة الارضية كما فعل النمساوي فيلكيس ، بل فكرت أن أزور مدينة الموصل ، وأنقل كل ما أراه صراحة منذ اللحظة التي سلكنا بها طريق الموصل بغداد الذي تبلغ مسافته 360 كم مترمربع ،وكل نصف كيلو متر، تستوقفك سيطرة تابعة للجيش وأخرى للشرطة الاتحادية !!
الطريق يحتاج الى 6 ساعات للوصول الى المحافظة ناهيك عن التوقف للاستراحة الاختيارية في احدى المطاعم الخارجية التي تعطيك انطباعاً سيئاً عن ما وصلت له السياحة في العراق ، فلا نظافة  ورائحة نتنة تزكم الأنوف نتيجة حرق النفايات المتراكمة ، حمامات حـدِّث ولا حرج علماً ان هذه المطاعم تعــد نفسها "درجة أولى"  وقد بُنيت بعد عام 2003 وهي غير مجازة !
تجاوزنا الطرق الوعرة والأتربة  والسيطرات ،  وها نحن في  مدينة الشرقاط  (115 كم) جنوب محافظة نينوى ، وتعد  مركزاً لقلعة آشور التاريخية ، وقد حللنا فيها مرغمين .. كيف ؟
3 عبوات على الطريق
لقد اضطررنا للوقوف في احدى السيطرات في مدينة الشرقاط بسبب وجود 3 عبوات ناسفة زُرعت على الطريق الخارجي يوم 29/10/2012.
الجيش ينتشر بسرعة ويطلب من السيارات النزول على الطرق الترابية المحاذية للشارع العام وطال الانتظار لمدة ثلاثة ارباع الساعة حتى انفجرت العبوات التي خلفت وراءها عاصفة ترابية وتدميراً لشارع بمسافة 3 أمتار ..  رجال الجيش يفتحون الطريق بعد ان اطمأنوا الى خلو الطريق  من عبوات اخرى وقاموا بنشر بعض قطع الإطارات  القديمة المرمية امام  موقع الإنفجار، حتى لا يتفاجأ السائق القادم  بأن الطريق اصبح مغلقاً وحتى إشعار آخر.
اسـم مبهم
الشرقاط لمعلومات القارئ العزيز تحتل موقعاً جغرافياً تتوسط ثلاث محافظات فهي تقع الى جانب نينوى ، وكذلك على بعد (125 كم) شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وعلى بعد (135 كم) غرب محافظة كركوك ، وهي مدينة بُنيت على بقايا مدينة آشور التاريخية، وأصل اسمها لا يزال مبهماً وغير معروف، فالبعض يقول انه يعود إلى الكلمة الآشورية (آشور كات) أي بوابة آشور، والبعض قال هو اسم آشوري (شيركاتا) وتعني (مدينة الذئاب)،  وكانت تُسمى على لسان شيوخ المنطقة بـ(المحطة) لأنها كانت محطة من محطات قطارات سكك الحديد العراقية.
الملا عثمان الموصلي
ثم واصلنا الرحلة .. ونحن الآن امام  بوابة الموصل التي خُطـَّت في وسطها  آية قرانية كريمة "يونس لمن المرسلين " وبعد اجتياز البوابة بمسافة  نحو عشرين متراً ، لا تتوقع ان تستقبلك "فكسات" ترحيب او زهور زُرعت على جانبي الطريق ، بل تطالعك  قطع صواريخ متفجرة سابقا ، وهذا يجعلك تشعر بأنك قصدت منطقة عسكرية ما زالت في حرب لم تنتـهِ.
دخلنا المدينة بعد ان عبرنا الدوار الاول  من الجهة اليمنى تقع ساحة الشاعرعثمان الموصلي الذي يقف وحيدأ في حديقة بالكاد زُرعت أرضها "بالثيل" ومن الجهة  اليسرى محطة الموصل العالمية التي طواها النسيان واصبحت عبارة عن بناية محطمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، وداخل هذه المحطة المنسية ترى عربات  قطار منسية ، ملأ الصدأ  عجلاتها  ، وهب العجلات التي لم  تعرف الكلل  منذ تأسيسها عام 1938 ، ومعروف ان هذه المحطة ، كانت لا تهدأ إبان الحروب السابقة ، وتحمل ذكريات طلاب وعسكر استقلوها من مختلف شرائح المجتمع.
بعدها  كانت وجهتنا  منطقة الزنجيلي  ، وهي المنطقة  التي فُجـِّرت فيها عام 2010 سيارة مفخخة وأدت الى هدم عمارة مع سكانها بالكامل وتلتها عمليات  تفجيرعدة عام 2011 أعنفها خلـَّف 210 قتلى وجرحى  ، وهذه المنطقة يسكنها الناس البسطاء والموظفين ، ما زالت صورة الدمار والعمليات العسكرية ترسم ملامح مدينة خاضت حرباً ضروساً مع رجال القاعدة ، وما زال الوضع كما هو عليه .
تجوال لا يخلو من الخطورة
لم يكن تجوالنا  في المدينة سهلاً نتيجة الطرق المقطـَّعة الى أوصال ، وكثرة الحفريات وكأنها مدينة مهجورة  لكن سكانها  ويا للعجب  يرضون بالأمرالواقع المزري ، نفايات مرمية على الأرصفة المحطمة ،جيش منتشر بصورة مخيفة وكأنك تدخل ثكنة عسكرية ، اتصلنا بأحد الاصدقاء وسألناه، كيف نصل إليه ونحن الآن في منطقة تدعى "الرفاعي "قال بالحرف الواحد: (اُخرجوا منها بسرعة )  لم نكن نعرف السبب ، أخبرناه بعد ذلك  إننا وصلنا منطقة اسمها الوادي ، صوت الصديق اصبح مرتجفاً وقال : (ارحلوا من هذه المناطق بسرعة )   وصدق الصديق ، فالوضع في هذه المناطق لا يبعث على الراحة والإطمئنان نتيجة رؤية اشخاص يسيرون بملابس قصيرة ولحاهم طويلة وينظرون إلينا "بازدراء"!
الساعة اصبحت الرابعة عصراً ، ومغادرتنا  من بغداد كانت  الساعة التاسعة صباحاً ، وفي هذا الوقت ، كنا في منطقة "الهرمات" وهي تنقسم الى 3 مناطق أولى وثانية وثالثة ، وتقع قرب منطقة الاقتصادي والوادي ، ومنطقة الوادي لا يدخلها الجيش او أية قوات عسكرية بسبب كثرة الأدغال والحشائش وكثرة العصابات المتواجدة فيها، بعد ذلك  كان لابــدَّ لنا من استراحة ، استعداداً ليوم جديد !
أقدم أسواق الموصل
في اليوم الثاني تجولنا في المدينة ومحطتنا الاولى كانت "سوق السرجخانه "  الواقع في شارع نينوى وهو من اقدم الاسواق الموصلية وتعــدّ الاسواق لأي زائر الواجهة الرئيسية للمدينة ، لكن الانطباع الاول يعطيك صورة عن مدى الفوضى والتسيب والإهمال والفوضى والتجاوز المتعمد من قبل الباعة المتجوليين  اصحاب البسطيات الذين حوَّلوا أرصفة الشارع الى محالٍ ،  حتى انهم غطوا اكثر من نصف الشارع بالجوادر ، ولا يمكن للمواطن او المرأة العبور والمشي إلا بشق الأنفس وأغلب اصحاب المحال يعرضون  بضاعتهم  خارج المحل ... واجهات عمارات وأبنية مهدمة بسبب كثرة تعرضها الى اطلاقات نارية ... الازبال ترسم لوحات لشارع  انقرض بعد ان كان يحتضن ويشهد الكثير من الفعاليات والمهرجات الفنية والشعرية!
أهلـُها يشكون
 الصحافة في المحافظة غيرمرغوب بتواجدها ولولا اننا نتكلم لهجة أهلها "الموصلية" لما استطعنا التجوال والحديث مع الناس الذين يخافون التكلم او حتى البوح بمعاناتهم وحسب قولهم يخافون أن "يتعرضوا للقتــل !"
يقول أبو نشوان وهو رجل كبيرفي السن وتجاوز العقد الخامس وكان يبيع "عرق السوس " وهو مشروب شعبي: سوق نينوى او السرجخانه ، التجوال فيه يؤلمك فاصحاب المحال يتجاوزون على الأرصفة يقابلهم اصحاب البسطيات الذين يدفعون ايجار الارض المقابلة للمحال التجارية ،وأصبح الأمر (حـدِّث ولا حرج) وحتى هذا الوضع جعل عمليات السرقة والتحرش بالنساء ظاهرة السوق واغلب الأهالي يمنعون اُسرهم  من القدوم إليه بسبب هذه التصرفات ،الوضع مزرٍ ومتعب ولا يبعث على الطمأنينة .
اما أبو عثمان  وهو صاحب بسطية وخريج كلية التربية منذ 7 سنوات متزوج ولديه 3 أولاد  قال: اذا رُفعت التجاوزات سوف "تموت عوائلنا من الجوع" ،هل تريدون قطع أرزاقنا ماذا نفعل؟ هل تريدون ان نصبح مجرمين ونقتل الناس من اجل الحصول على المال لتوفير لقمة العيش لأطفالنا ، وفـِّروا لنا سوقاً في اي مكان وسوف نرحل .
واضاف ابو عثمان: التجاوزات على الأرصفة في منطقة المجموعة وكذلك سوق السراي وليس السرجخانه فقط إذن لتعمل المحافظة على توفير سوق يضم الجميع ، نحن نعلم ان وضع السوق اصبح مثل القرية، الالتزام بالنظام فقدناه في حياتنا والشعب يحتاج الى إعادة تثقيف.
سوق السراي
انتقلنا مشياً على الأقدام  ، لأن هذه الوسيلة اسرع بالوصول من ان تستقل عجلة ، والسوق يبعد عن شارع نينوى مسافة نصف كيلو او اقل ،تستقبلك العربات  التي تكون اكثر من البشر ولا تستطيع الولوج  إلا بشقِّ الأنفس وبصعوبة ، فالشارع عرضه نصف متر وأصحاب المحال على الجوانب يفرشون بضاعتهم المختلفة مثل الكراتين والأكياس وجميع انواع الأغطية البلاستيكية ،اضافة الى الأزبال .
لم نستطع الدخول لأن اصحاب " العرباين"  قالوا لا تدخل النساء الى هذا السوق ، لأن مساحته صغيرة ويفضَّل الابتعاد لأن الناس هنا لا يرحبون بالنساء حسب قولهم !
سوق الدوَّاسة  
هذا السوق يستقبلك أصحاب محاله بعرض "التراكسودات" والملابس الرجالية فقط  والوضع فيه لا يُطاق بسبب  كثرة المطاعم المنتشرة على رصيفه  والمتمثلة ببائعي اللحوم المشوية والدجاج واللحم بعجين الموصلي ... هذه الصورة ننقلها عبر مرورنا بالسيارة ، لأن الأمرلا يختلف عن سوق السراي في منع دخول النساء!
أحد المسؤولين الأمنين برتبة رائد بالشرطة الاتحادية كان معنا في بعض المناطق والاسواق، وقد  فضَّل اصطحابنا خوفاً من تعرضنا لأذى بأي شكل كان حسب تعبيره  ورفض ذكراسمه تجنباً لتعرضه للعقوبة ..  قال لنا  : لو ان جميع اهل المحافظة يكتبون فإنه لا يُجيبهم  أحــد ،  فالمحافظ في وادٍ ومجلس المحافظة فى وادٍ آخر وبينهم المواطن والمدينة ضاعت ،  وسحقت حقوقها ... حتى القانون هنا يحتاج الى رجال أشداء لا يخافون ، ولكن بكل صراحة المسؤولين هنا لا يتجرَّؤون إلقاء القبض على العابثين والمتجاوزين على املاك الدولة ، وأغلب العابثين يطلبون الأتاوات من اصحاب البسطيات والمحال ولا أحد يوقفهم ومَن لم يدفع يُقتل او يُفجـَّر بيته  ... الأمر في المحافظة متعب والوضع الأمني متأزم والضحية رجال الأمن والمواطن .
واضاف محدثي : لقد تم  فعلا إزالة جميع البسطيات من باب الطوب واصبح الطريق سالكاً وتم فتح ساحة للباعة الجوالين  قرب جامع الصابونجي وتم نصب البسطيات الخاصة بهم برغم جميع المشاكل التي تعرضنا لها وعندما اتجهنا  باتجاه سوق السراي والسرجخانه حيث تم تهيئة ساحة لهم  واجهنا معارضة شديدة من بعض أعضاء مجلس المحافظة وبعض المسؤولين بحجة قطع أرزاق الناس مع العلم ان معظم اصحاب البسطيات هم يعملون لدى اصحاب المحال الذين أخرجوا بسطيات لهم.
مرقد النبي يونس
مرقد النبي يونس (عليه السلام) من أكثر الأماكن التي يزورها السكان والسياح الزائرين للمدينة ويحرصون على تأدية مناسك الزيارة ، وهو  يقع على الضفة الشرقية من نهر دجلة حيث ينتصب الجامع فوق ارض مرتفعة نسبياً تدعى "تلة النبي يونس" يمكن الصعود اليها عبر سلالم  طوال ، وقد عُرف أيضا باسم مسجد التوبة ،  ولحقت بالسور الخارجي أضرار طفيفة بعد انفجار عبوة ناسفة قرب المسجد في عام 2010.
يقول أبو عمر وهو أحد رجال الدين المشرفين على الجامع الذي سمح لنا بالتحدث معه لدقائق معدودة : الزائرون كانوا يستطيعون الصعود بسياراتهم الى المقام لكن الانفجارالذي حدث بسبب عبوة ناسفة عام 2010 والقبض على امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً كانت تريد تفجيرالمقام على الزائرين ،هذا الامر كان سبباً بغلق طريق السيارات والبقاء على صعود السلالم حفاظاً على أروح الناس .
عيــن كبريت
المنطقة التي تقع فيها عين كبريت أُغلقت منذ أكثر من خمس سنوات ولم يعد بإمكان أهالي المحافظة وأبناء بقية المحافظات الذين كانوا يقصدون الوصول إليها بسبب غلق الطرق المؤدية وخصوصاً الطريق الذي كان يمر من قرب مرقد الإمام عون الدين بالقرب من مقر دائرة صحة نينوى بعد إنشاء مقر للشرطة فيها فاُغلقت بالكامل حسب حديث بعض الناس بالمدينة الذين كانوا يرفضون التحدث وذكر أسمائهم حسب قولهم: الوضع بالموصل (مو أمان والقاعدة تقتل الأبرياء) !
عين كبريت  التي وصفها ابن بطوطة في إحدى رحلاته بأنها النبع الذي يُعالج كل الأمراض الجلدية، حيث تعــدّ أغنى وأكبر ينبوع معدني في العالم، وذلك لأن مياهها تحوي الكثير من المعادن المذابة، إضافة إلى مادة الكبريت، وتلك المعادن تساعد على معالجة الأمراض الجلدية والتقرحات الظاهرة، إلى جانب فوائدها الكبيرة والأكيدة في معالجة بعض الأمراض الباطنية، وحدث أن قام فريق علمي أواخر عام 1999بإجراء بحوث ثانوية في مياه عين كبريت وتوصل إلى أنها أفضل عين تحتوي على كميات جيدة من المركبات الكبريتية في العالم ، وهو ما يمكن أن يساعد في علاج أمراض مثل الروماتزم والتهاب المفاصل، وبعض الأمراض الجلدية  كالطفح الجلدي، الأكزيما والصدفية، وثبت ذلك من النسبة العالية من المرضى الذين تحقق لهم الشفاء.
العودة إلى ديارنا
في نهاية الجولة لمدينة الموصل صادفتنا مناطق سكنية وضعها يمكن وصفه بالمريب والمخيف نتيجة طفح مياه الصرف الصحي واختلاطه بالماء الصافي ، ان كان صافياً وصالحاً للشرب والاطفال يعانون بالمناطق الفقيرة من  امراض عــدة وهذا ما شاهدناه في منطقة أهرامات تموز حيث أغلب سكانها من الفقراء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram