من النادر جدا في الدوائر الحكومية ان يجد المراجع موظفا "بوجه فليح " الابتسامة لاتفارق شفتيه ، يؤدي عمله من دون اي تذمر او استياء ، يتعامل مع المراجعين بلطف ، على استعداد لتحمل غضبهم ، بروح رياضية تعبر عن ايمان مطلق بأن الموظف خادم شعبه ، مهما كان موقعه ومنصبه ، هل صادف المراجع مثل هذا الموظف في دوائر الدولة ؟؟ لاحاجة للاجابة عن السؤال ، تكفي زيارة احدى الدوائر للخروج بانطباع عام بأن بعض الموظفين ، يشتركون بصفات واحدة ، وجوه ملتحية ، وشم في الجبهة ، خواتم في الاصابع ، يرددون عبارات متشابهة خادم مولاي ، معاملتك تحتاج الى توقيع الحجي ، بعد أذان الظهر التوقيع .
الدائرة الفلانية جعلت من احدى الغرف مكانا للصلاة ، لمن يرغب من المراجعين ، اما المسؤولون ، فيؤدون صلاة الظهر في غرفهم ، ولكنهم بين آونة واخرى يحملون الابريق للحفاظ على الوضوء ، وقضية "البركان" تعد واحدة من ابرز العوامل اللوجستية في تطوير الاداء الاداري ، وانجاز معاملات المراجعين في اقرب وقت ممكن ، البركان كادت تكون سببا في اندلاع أزمة سياسية بين العراق والنمسا ، شلون بروح ابوك ؟ احدهم يسأل من يسرد الحكاية ، خلال زيارة وزير الخارجية الى النمسا على رأس وفد يضم كبار موظفي الوزارة ، طلب الوفد توفير عدد من "البركان " جمع "ابريج " ، وبعد بحث في الاسواق بمساعدة موظفي السفارة توفرت "البركان " فشعر الوفد بأنه حقق اول منجز دبلوماسي بجعل المسؤولين في الدولة المضيفة يحترمون تقاليد ضيوفهم .
الاطراف المشاركة في الحكومة معظمها من الاحزاب الدينية لها وزاراتها ومؤسساتها، ماركة مسجلة باسمائها ، بمعنى انها احرص من غيرها على خدمة ابناء الشعب ، من خلال انجاز معاملات المراجعين قبل حلول موعد صلاة الظهر ، فيحصل المدير العام على الاجر والثواب ، مع رضا الناس حينذاك سيتفرغ لحمل "الابريج" للتطهر من النجاسة.
في صحيفة خليجية ذكرت الكاتبة سارة العكاش ان دائرة الأراضي والأملاك في إمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، تقدم خدمة رائعة لمراجعيها. جهاز آيباد مزوّد بكاميرا أمام المراجع يسجل كل ما يدور بينه وبين الموظف. وحين ينتهي المراجع من معاملته يقوم بتقييم الخدمة بالضغط على زر معين من خلال أيقونات استبانة "راضٍ – غير راضٍ ولم تتم خدمتي – الموظف سيّئ"، وبمجرد الضغط على الزر يرسل التقرير مباشرة إلى قسم الجودة والتقييم، فإن حدث واختار المراجع زر "الموظف سيّئ" يتصل مباشرة قسم التقييم والجودة ويطلب من الموظف توضيح الخلل بعد الرجوع للتسجيل ومشاهدة الصوت والصورة، وطريقة تعامل الموظف مع المراجع وكيفية خدمته، ثم تتم محاسبته على خطئه. وكل ذلك يتم خلال دقيقتين ، لا يابه ابو ابريج .
"ابريج" دبلوماسي
[post-views]
نشر في: 11 يونيو, 2016: 09:01 م