كان الفيلسوف اليوناني سقراط يقول لتلامذته : إن ما يميّز الإنسان عن باقي المخلوقات ، هو قدرته على فهم الآخر ، منذ سنوات نبحث في ما نكتب عن سياسيّ يفهم مطالب الناس ، والنتيجة لا أحد ، السياسيّ لايسمع سوى صوت المقرّبين منه ، كتبتُ أمس عن قيمة الوطن وأهمّيته أمام ما يسمّى بهيبة الأحزاب ومقرّاتها ، فعلّق عدد من القرّاء على ذلك بأنني أُنظّر للاستبداد والفساد ، وأنّ هناك جهات سياسية تقف وراء ما كتبته ، وكنتُ أرجو من الشاتمين والمعترضين أن يبحثوا عن الذين أستشهد بهم ، وسوف يجدون أنهم من شجعان الوطنية والتسامح .
المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة لهذا الحزب أو الدفاع عن هذه الطائفة أو الولاء لهذا الزعيم ، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من " هلوسات " السياسيين ، بعض المعلّقين أمس يظنّون أنني من المرحّبين بمشاهد الحرق والتخريب ، ولم يسأل أحد منهم نفسه منذ متى لم نسمع صوتاً لسياسي أو مسؤول حزبي يُندّد بما يجري من انتهاك لآدمية العراقي ، منذ متى لم نشاهد صورة لسياسيّ عراقيّ يحمل السلاح دفاعا عن حرمة بلده ؟ أعطيكم مثلا ، بالامس انتشرت صورة لمحافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق ، وهو يحمل المسدس بيده ، ويقف أمام بناية حزب الدعوة يتوعّد كلّ مَن تسوّل له نفسه الاقتراب من المقر ، سيقول البعض حسناً هذه صورة ، ولكن ألم تشاهد صوراً لرجال ينتمون الى التيار الصدري وهم يخطّون على بعض المحال " يُغلق نهائياً "
الصورتان ياعزيزي القارئ في منتهى الهمجية ، ، ونطرح سؤالاً مهمّاً هو
أين الحكومة التي يقودها حزب الدعوة نفسه ، حتى يضطر للاستعانة بصلاح عبد الرزاق ورفاقه ، ويترك شوارع بغداد نهباً لعبارة " جهات مجهولة " ؟
لستُ مع الهجمات التي تتعرض لها مقارّ الأحزاب السياسية ، ولا ضدّ مَن يخرج للتظاهر للمطالبة بالإصلاح . فأنا سأظلّ أنادي في القانون حلاً وحيداً ونهائياً، نقف أمامه جميعا لنتمتّع بحقوقنا كاملة ، وايضا لندفع ثمن أخطائنا كاملة، نسعى من خلاله لردّ ما نهب منا ، ولا يجوز ان نستبدل القانون بجامع او حسينية او مقر حزبي.
ياعزيزي القارئ المعترض نحن نعيش في ظلّ ساسة ، لايتحدثون في الموضوع الصحيح ، ولايجيبون عن السؤال المهم: تسألهم عن ملفّ الموصل فيحدّثونك عن شجاعة الإيرانيين في الذود عن العراق ، وحين تسألهم : لماذا لم تنتفضوا حين أحرق داعش قبل أيام 15 فتاة إيزيدية ، فيردّ أحدهم بأنك لا تعرف المؤامرة التي تقودها الصهيونية ضدنا .
أيها القرّاء المعترضون علينا جميعا أن نخوض معركة ضد التطرّف والعنصرية والطائفية ، عندما نفعل كلّ ذلك سنكون وقتها عراقيين.. من فضلكم كونوا عراقيين فقط .
من فضلكم كونوا عراقيّين
[post-views]
نشر في: 11 يونيو, 2016: 07:13 م
جميع التعليقات 2
بغداد
أستاذ علي حسين الحقيقة هناك جهل رهيب منتشر بين العراقيين بحيث من جهلهم اصبحوا اعداءاً لأنفسهم يعني بصراحة أقفلت ابصارهم وعقولهم واسماعهم بحيث وصلوا الى درجة لا يفهمون الكلام الوجيه ولا يستسيغون من ينصحهم ويحاول ان يريهم طريق الصواب ، يعني انت تكتب كلام غا
saad alwan
وصلنا لمستوى متدني اخلاقيا بحيث لا نفرق بين المعيب والمشرف !الا نخجل ويخجل معنا صلاح عبد الرزاق من وقفته امام مقر حزبه ويلوح بالسلاح ؟ اين نحن من العالم الذي يحل مشاكله على الطاولات ؟ لا تزعل استاذ علي فنحن شعب لا نستحق الحياة . ولا تبالغوا في مدحكم رجاء