TOP

جريدة المدى > عام > أمل خضير : الطرب العراقي يعاني من غياب البرامج التي تستقطب الأصوات الجديدة

أمل خضير : الطرب العراقي يعاني من غياب البرامج التي تستقطب الأصوات الجديدة

نشر في: 13 يونيو, 2016: 12:01 ص

عطاء استمر قرابة الثلاثة واربعين عاماً قدمت خلالها الكثير من الأعمال ، التي امتازت بين رصانة الكلمة وعذوبة وشفافية الألحان ، وجاء صوتها الندي يُلامس مشاعر كل من استمع لها ، لم تقتصر موهبتها على الغناء الذي احترفته ، فنجدها احترفت مواهب أخرى حيث 

عطاء استمر قرابة الثلاثة واربعين عاماً قدمت خلالها الكثير من الأعمال ، التي امتازت بين رصانة الكلمة وعذوبة وشفافية الألحان ، وجاء صوتها الندي يُلامس مشاعر كل من استمع لها ، لم تقتصر موهبتها على الغناء الذي احترفته ، فنجدها احترفت مواهب أخرى حيث  قدمت عددا من البرامج الاذاعية ، والمسرحيات إضافة إلى موهبتها في الرسم ، تعاملت مع أغلب ملحني العراق في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي منتجة العديد من الاغنيات التي سكنت الذاكرة ، والتي ما تزال تردد إلى يومنا هذا ، من أشهر ما غنت "أحاول انسى حبك ، من الشباك ، يالعلمتني الهوى ، عيني وبعد عيناك " وغيرها الكثير ، وما يزال بعض المطربين يعيدون توزيع أغنيات أمل خضير التي يبدو أنها تجدد نفسها كالعنقاء بعد كل احتراق .
  لأمل خضير عطاء مستمر ينبض مع حياتها فهي حاضرة في الكثير من الحفلات والمهرجانات كونها أولاً من أعلام الطرب العراقي إضافة إلى حضورها كفنانة مازالت قادرة على العطاء ، وخلال حوار لـ " المدى " مع أمل خضير نجدها مطربة غير مجاملة في جانب الفن:
- برأيك لماذا تغيب الاصوات الطربية النسائية عن المشهد الغنائي بعد الثمانينات في حين إن الطرب العراقي شهد الكثير من الاصوات النسائية العملاقة قبل هذه الفترة ؟
الأسباب كثيرة ومتعددة ، أولها هو تهميش المرأة في مجتمعنا ، والمساس بسمعتها فيما إذا عملت في وسط طربي او فني أو ثقافي وحتى إعلامي ، ذلك لأنها محاربة اجتماعياً ومرفوضة ، حتى أن فرصها منحسرة على أعمال وظيفية محددة ، وبمجرد أنها تحاول الخروج عن هذا السياق ستهاجم ، السبب الآخر هو غياب البرامج التي تستقطب الاصوات الجيدة  ، ففي وقتي كان هنالك برنامج استاذ فاروق هلال وكانت مثل هذه البرامج تساعد كثيراً في خلق جيل من الفنانين والمطربين بشكل عام ، كما يجب الاشارة الى سبب ثالث وهو التجارة فالفن والغناء على وجه التحديد اصبح اليوم تجارة كل من يملك امكانية مادية جيدة يستطيع تسجيل بعض الاغاني وتقديمها ، بغض النظر عن النوع .
- عملتِ في بداية السبعينات في برامج "القوات المسلحة" ، كما قدمتِ عدة عروض مسرحية ومارست فن الرسم ، فكيف حافظتِ على هويتك الطربية مع ممارسة هذه الفنون المختلفة ؟
لا أعتقد أن تعدد المواهب الفنية يفقد الفنان هويته الأساسية وخصوصاً إذا كان هذا الفنان يمارس بقية المواهب على إنها هواية ، ويحترف موهبة واحدة فقط وهذا ما ركزت عليه لكي لا أفقد هويتي الطربية ، كما أنني مارست هذه المواهب مدة من الزمن وبعدها انسحبت تجنباً للتشتت  .
- تعاملتِ مع اسماء كبيرة من الملحنين العراقيين ، فمن منهم وجدتِ معه هويتكِ الغنائية ولماذا ؟
لقد تعاملت مع كبار الملحنين في العراق ، او بمعنى أصح  أنني تعاملت مع جميع الملحنين العراقيين عدا الاستاذ طالب القرغولي وكان وقتها قدم لي لحن أغنية "ياروحي كذاب الهوى" إلا أن هنالك بعض الظروف التي حالت دون ذلك ، أما انا شخصياً فأرى ان أهم من تعاملت معهم في الواقع جميعهم مهمين بلا استثناء لانهم قدموا لي أجمل الألحان لأجمال الاغنيات ، أمثال "احاول انسى حبك" وبعض الاغنيات التي كان لها أثر عميق في داخلي لانها تعكس حالة اعيشها ، كما أن اختياري كان دقيقا مع هؤلاء الملحنين .
- كيف ترى أمل خضير الأغنية العراقية الشبابية  ؟
" ليش هو أكو أغنية عراقية اليوم !!! " قد يصدفنا صوت واحد بالمليون اليوم يملك خامة تستحق الغناء ولكن للأسف هذا الصوت لا يوظف بالشكل الصحيح فنجده يتعامل مع كلمات وألحان مبتذلة وهابطة، وبهذا ضيع هذا الصوت ، بالرغم من اننا نمتلك عددا من الملحنين الشباب والشعراء الجيدين ، إلا أن الاصوات الشابة اليوم وإن امتلكت الخامة الصوتية الجيدة نجدهم متوجهين إلى الاغاني الهابطة الضعيفة التي لا تمتلك قيمة ولا رسالة .
- ما هو تقييمك لإعادة توزيع أغنياتك من جديد اليوم ؟
إذا كانت إعادة تقديم اغنياتي بموافقتي وضمن أصوات أوافق عليها أنا فهذا أمر يسعدني ويدل على أن أغنياتي تلائم جميع الأذواق وتوافق كل الأزمنة ولكن البعض يقوم بالتعدي على حقوقي ، وذلك من خلال أخذ اغنياتي دون علمي ولا حتى إبلاغي فأفاجأ بأن هذا أو ذاك يغنيها ، وأنا شهدت الكثير من حالات التعدي على حقوقي عربيا وعراقيا للأسف .
- غنيتِ  للراحل عباس جميل ، ما هي أهم الاغنيات التي غنيتها له وماذا اضاف لك التعامل معه ؟
نعم التعامل مع عباس جميل مميز فهو ذو روحية خاصة ومحبّة ، كما أنني كنت من المحظوظات بتعاملي معه ، قدم لي اربع اغنيات ، كانت اقربها لي "اتوبة من المحبة وأبو عيون" ، لكن ليس جميل هو الوحيد الذي كنت شغوفة بالتعامل معهم بل كان هناك محمد جواد اموري ايضاً وهو تقريباً من أكثر من تعاملت معهم من الملحنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram