الغربة ، الوطن ، الهجرة والمنفى ، المغامرة والركود ، وانتقالاتٌ كثيرة في بحور حياتنا المضطربة قد تجبرهُ على اللجوء إلى الورق ليخلق مفاهيمه وعالمه وبيئته ، ليخلق أجواءه التي تمنحهُ المزيد من التعاسة ، ذلك أن لا كاتبا يستطيع خطّ حروفه إلا بتعاسة
الغربة ، الوطن ، الهجرة والمنفى ، المغامرة والركود ، وانتقالاتٌ كثيرة في بحور حياتنا المضطربة قد تجبرهُ على اللجوء إلى الورق ليخلق مفاهيمه وعالمه وبيئته ، ليخلق أجواءه التي تمنحهُ المزيد من التعاسة ، ذلك أن لا كاتبا يستطيع خطّ حروفه إلا بتعاسة ، وليكن بين المحترفين بالتعامل مع الحروف ، والرقص على سطور الكلمات ، والإبداع بنحت اجساد الجُمل .
انتقل في عالم الحرف من قاصٍ إلى روائي ، فانتقم من الواقع بخلق أبطاله الثائرين على التأريخ والحضارة ، محاولين إنقاذ المستقبل من تيار المجهول الجارف لكل شيء ، فبين قصص " ثمار البلوط" ورواية "نجمة البتاويين" نجدهُ قد تناول تأريخ العراق المعاصر في الخمسين عاماً الماضية ليحل ضيفاً على سطور صحيفتنا ، وفي حوارٍ أجرته " المدى" مع القاص والروائي شاكر الأنباري ، نجد أن أحبارهُ اختلطت بين كتابة الحروف ورسم وطن.
- رغم الكم الكبير من الروائيين العراقيين إلا أن الرواية العراقية ما تزال عاجزة عن الوصول إلى القارئ العربي وعاجزة عن التأثير ؟
في العقود الأخيرة شهد العالم ظاهرة غير مسبوقة على صعيد السرد، ألا وهي تصدّر الرواية وانتشارها في العالم كله، ولم يحدث الانتشار كميا فقط، بل تعدى ذلك إلى تنوع الأساليب الروائية، ومغامرة التجريب والبحث، حتى بات من الصعب إدراج ذلك تحت نمط معين طبقا للمواصفات القديمة التي أسسها أساطين الرواية الكلاسيكيين، إذ صارت الكتابة الروائية تستوعب الفنون جميعا، كالتشكيل والسينما والفلسفة والمقال والبيئة العلمية، مما أخرجها من بلاغتها القديمة القائمة على الحكاية، والعقدة، والشخصية، والسرد الخطي، لتصبح حقا أم الفنون جميعا. ومع انتشار مفهوم جديد للكتابة الروائية مثل ذاك، وسرعة الوصول إلى القارئ، عبر تطور لافت للإتصالات الحديثة، وغزارة الترجمة بين لغات العالم، بدا وكأن جميع شعوب الأرض تتجه إلى التعبير عن نفسها بواسطة الرواية، كما لو أنها حلت محل الآيديولوجيا، الإنسانية منها والدينية، لتتبوأ الخط الأول في التعبير عن هواجس الفرد اليومية، وهمومه ونظرته للكون والحياة، ومعنى وجوده على هذه الأرض. ولا يشذ الأمر عربيا وعراقيا، فمن روائيين كانوا يحصون على الأصابع قبل ثلاثة أو أربعة عقود، إلى مئات بل وآلاف الروائيين العرب والعراقيين. التنوع في نمط الكتابة، وسرعة الانتشار، أوحى لممارسي مهنة الكتابة هاجس سهولة الدخول إلى جنة الرواية، وهذا ما حصل لاحقا، فشهدنا انفجارا لافتا لنشر الرواية، وعلى صعيد العراق خرجت إلى النور مئات، وآلاف الروايات في الحقبة الأخيرة، بعد أن أزيل عائق الرقابة، وتحول مزاج القراءة من الشعر نحو السرد. صار القارئ أمام روايات من مختلف الأنواع، الركيكة والمحكمة، البسيطة والمعقدة، الصادقة والكاذبة، السطحية والعميقة، المكتوبة عن مهنية ودراية بهذا الفن، والمكتوبة بجهل فاضح وواضح، ولهذه الظاهرة ربما علاقة بما يجري من تحولات على صعيد المجتمع وأفراده، وهمومه، وهي قد تأتي محلية الهوى فلا تلامس قارئا آخر سوى ابن البيئة تلك، أو تحمل المشترك الإنساني فتلمس تجاوبا كبيرا من قبل القارئ العربي البعيد. والعالمي ربما. وما تزال الرواية العراقية في بدء مشوارها، وهذا ما جعلها تحمل أمراض التأسيس من انغلاق، وانفعالية، ومباشرة، ومحلية خانقة، رغم أن عينات من الرواية العراقية كتب لها الانتشار في البيئة العربية، سواء عبر الجوائز أو المشاركة الكبيرة في معارض الكتب، كما ترجمت روايات عديدة إلى لغات أوربية وإن كان بشكل محدود. وهي في النهاية تحتاج إلى شيء من التأمل، والاسترخاء، وهذا سيأتي مع الوقت، ومع وصولها إلى القارئ، فالحاكم على نجاح الرواية هو الزمن وليس تقييم اللحظة الراهنة فقط.
- ألا ترى أن مواضيع الرواية العراقية مكررة وإن القارئ لا يريد الإطلاع على الخراب لأنه يعيشه، فلماذا تصر الرواية العراقية على أن تكون سياسية خطابية ؟
قد يكون هذا الحكم تعميما على النتاج الروائي العراقي، فهناك تجارب روائية لا تندرج في التصنيف ذاك، ولا تأتي جودة الرواية من مواضيع تناولها بل من كيفية بناء تلك المواضيع، ولا أظن أن هناك مواصفات محددة للرواية الناجحة، فنحن أمام حرية مطلقة لاختيار الثيمة وأسلوب صبها في نص روائي، ولا يمكن تجاهل الوشائج العميقة والمعقدة بين موضوع الرواية والواقع الذي يلدها. فالكاتب لا يكتب من الخيال فقط، ولا يصوغ الفراغ موضوعا لرواياته، وليست هناك رواية عالمية ناجحة، شرقا وغربا، لم تبن عوالمها من واقع محسوس، ولنأخذ أمثلة على ذلك، نجيب محفوظ، فؤاد التكرلي، دوستويفسكي، كونديرا، أورهان باموق، هوراكي موراكامي، ابراهيم الكوني، حنا مينه، بول أوستر، وغيرهم وغيرهم، كل هؤلاء بتعدد أنماطهم الروائية كانوا أبناء مجتمع وزمن محددين، وهذا أيضا ينطبق على الواقع العراقي. لدينا الإرهاب، الطائفية، التمزق الأسري والمجتمعي، الهجرات، الحروب، المقاومة للطغيان والفساد والديكتاتوريات، التظاهرات، التحولات الروحية للمرأة تحت عنف المجتمع وتدينه الكاذب، السجون، المعاناة اليومية للفرد، وغير ذلك الكثير مما تزخر به البيئة العراقية، ويمكن أن يصبح مادة أولية لفن الرواية. وحين تصبح تلك المادة موضوع اشتغال للروائي، تأتي براعة الكاتب بعدها لكي تقتنص الجانب الإنساني، والحكمة، وبؤرة الصراع، والفضاء الروحي لصيغة فن يضيء تلك العتمات ويرتقي بروح القارئ نحو الفهم والمتعة والجمال. وهذه ربما رسالة الفن عموما، منذ النشأة الأولى وحتى اليوم. حين يضع الكاتب قارئه أمام نفسه في مرآة الفن الشاسعة، لا يعني أنه يعيد عليه الظروف البشعة ذاتها، إلا في الروايات الهابطة والمباشرة، بل يتواصل معه بنمط آخر من الوشائج، حاثا في روحه ملكة العقل والضمير والحكمة، بعملية معقدة، بطيئة، لن يتنبأ أحد بنتائجها، ورسالة الفن تختلف كليا عن رسالة السياسي أو رجل الدين، فهؤلاء حواة على مسرح الحياة.
- في "نجمة البتاويين" تكلمتَ عن الشخصية المهمشة التي تسكن قاع المدينة هل ترى أن هذه الرواية استطاعت تمثيل وتجسيد الشخصية البغدادية ؟
لم يعد مفهوم الشخصية البغدادية قائما بعد التحولات الحادة والعاصفة في المجتمع العراقي، المدن تختلف لكن المعاناة متشابهة، وبيئة الرواية تتناول البشر الذين يعيشون في مكان محدد هو بغداد، لكنها لا تفترض وجود نسق مكاني وزمني واضح الملامح، بل هي ترصد المشتركات الجديدة بينهم، وكيفية عيش تلك المشتركات، كالرعب، الاختطاف، المرأة، العبث اليومي نتيجة فقدان الأمان، وفوضى الأحداث، غير المعقولة أحيانا، وهي ترصد الانهيارات في القيم الاجتماعية، والخلل، والتمزق في الشخصيات التي كتب عليها أن تعيش في حمأة زمن قاتل، وفي مكان متآكل ومخرب نتيجة الحروب والاحتلال والديكتاتورية والهيمنة الدينية والذكورية على الشارع، واقصاء شرائح المجتمع بعضها لبعض. الرواية حاولت على الأقل العبور على كل هذه الظواهر والمفاهيم والأفكار، والقارئ بالتأكيد هو من سيحكم على نجاح الرواية في ايصال رسالتها، وكانت الرواية تحاول تبني الواقع ذاك كمادة أولية لفضائها، للوصول إلى الرؤية الفنية، دون أن تنطلق من أحكام مسبقة. أي تصعيد الواقع إلى دائرة الفن، بعيدا عن الانشاء الوصفي، وقد يكون الانشاء واحدا من أمراض الرواية العراقية الحديثة، والعائق أمامها في الوصول إلى قارئ بعيد، لأن الانشاء استعادة، وتكرار لما سبق، أما الوضوح، والصلادة، والتحديد، فابتكار يحسب للكاتب، أي كاتب، وهو ما يعطيه الفرادة. حاولت رواية نجمة البتاوين تقديم الكارثة البغدادية، والعراقية عموما، على طبق من الألم والعبث واللاجدوى، إلى قارئ يتأمل في ما يجري حوله أو قريبا منه، لأن ما يجري لا يصدق، وفوق الاحتمال البشري.
- عملتَ في الصحافة لفترة ، فماذا أضافت الصحافة لكتاباتك ؟
عشت لأكثر من خمسة عشر عاما عن طريق الكتابة للصحافة، في دمشق وبيروت والعراق، سواء كاتبا في مجال النقد الثقافي أو موظفا في مؤسسات اعلامية وثقافية، وهي تجربة ممتعة كون الكاتب يظل على تماس يومي مع ما ينشر من كتب أو مقالات، وعلى تماس يومي مع النصوص، خاصة في مجال التحرير حيث يصبح الكاتب أكثر احتكاكا مع اللغة، مع المفردة والجملة وتسلسل الأفكار وعمقها وفرادتها، إضافة إلى اطلاعه على مطبخ التحرير، وهو الكواليس الخلفية للنشر، مع علاقة ومتابعة لصحف في بلدان متعددة، والاطلالة على كم كبير من الأساليب الكتابية، والوصفات الصحافية في التحقيق، والمقال، والحوار، والخبر، والمنوعات. وهذا يوسع من روح الكاتب في تقبل التنوع والاختلاف، وفي كيفية تحايل الكاتب على الرقابة الرسمية أو الاجتماعية، وكانت وما زالت ربما في عدد من البلدان العربية رقابة صارمة ترصد الكلمة والجملة وتفتش عما وراء السطور. وفي الصحافة يمكن رصد اللغة المقموعة بوضوح، المقموعة من قبل التابوات الدينية والاجتماعية والأخلاقية، أو من قبل السلطة السياسية مباشرة، وكون الصحافة تتعامل مع اليومي، عموما، وتتوجه إلى مختلف مستويات القراءة، فالمعروف أن لغتها وطريقة بنائها للجملة والموضوع تميل إلى البساطة والوضوح والسلاسة، وهي مقومات من الضروري أن يعتاد عليها أي كاتب. فالروائي، والشاعر، والسارد، ينبغي أن لا يغيب عن ذهنه أنه يتجه إلى قارئ مجهول، قد يكون ساذجا أو ناقدا أو متوسط الوعي، فالاحتفاظ بوشائج مع واقع القراءة بتنوعه وتغيره ضروري للكاتب، حتى لو كان من النخبة التي تتعامل بالابداع فقط. الاحتكاك مع اليومي، اللحظي، سريع الزوال، أفادني في مجمل نشاطي الابداعي، فاللغة بالنهاية هي من الناس وموجهة إلى الناس.
- كتبتَ القصة القصيرة ولكنها لم ترسخك كقاص ، هل تحنّ إلى معاودة الكرّة ؟
كتابة القصة كانت مرحلة من حياتي، لقد بدأت قاصا، وهو الحقل المرغوب والمنتشر في ساحة السرد العراقي للعقود الأخيرة من القرن الماضي، في حين لم تكن كتابة الرواية شائعة في العراق، لذلك كان كتاب الرواية معدودين، وتحولي إلى كتابة الرواية جاء بشكل طبيعي، بعد أن توصلت إلى أن القصة لم تعد كافية للتعبير عما أريد طرحه، من أفكار وتحليل وشخصيات، وأمكنة ولعب فني، واستيعاب للتحولات التي عشتها من هجرة، ومنفى، وحروب، وتشرد، ومغامرات. كتبت خمس مجاميع قصصية، أدخلتني إلى عالم الكتابة السردية، وعرفتني إلى فضاء الثقافة والمثقفين، ولا أفكر اليوم بموضوع لقصة، إذ أنني رحت أستوعب القصص التي تخطر في ذهني، أو أسمعها، أو أقرأها كخبر أو معايشة، في تضاعيف الرواية، الأمر الذي جعلني أشعر بحرية أكبر في ممارسة الكتابة. القصة تظل مقيدة ضمن سياقات محدودة، بينما الرواية خرجت من كافة الأطر والقيود والمواصفات، حتى وصلت إلى مفهوم الفضاء الروائي، أي عجن، ودمج الحكايات والأمكنة والأفكار والتداعيات في خلطة فنية ضمن فضاء روائي واحد، وهذا ما لا يتوافر للقصة في وقتنا الحاضر، علما أن القصة تراجعت في معظم دول العالم، وتمثلتها الفنون الأخرى وعلى رأسها الرواية.
- أنت تنحدر من مكان مضطرب وما زال حتى هذه اللحظة ، هل انعكس ذلك فيما كتبت ؟
من وجهة نظري فالعراق كله مضطرب، وهو جسد واحد لا يمكن إبقاؤه صحيحا معافى بوجود مناطق مضطربة أو إخفاقات بنيوية في مكان ما منه، طبعا إذا ما فكر المرء بروح الوطن، لا روح المنطقة أو الطائفة أو الدين أو القومية، فالخلل يشمل الجميع. وما وجود مناطق مضطربة إلا دليل على اضطراب الجسد العراقي كله، منذ سقوط النظام حتى هذه اللحظة، ولم يصل العراقيون إلى الحياة التي كانوا يحلمون بها، ومعظم رواياتي تناولت هذا الجانب من الواقع، وقد أنهيت رواية جديدة عن نزوح قرية بعد سيطرة الإرهاب عليها، وتستعيد شخصيات الرواية حياة ماضية زالت ولم تبق سوى ذكرى في رؤوس قاطنيها، الذين توزعوا مدن العراق هربا من الموت، والرواية تستعيد الأمكنة، والحكايات، والأحداث، طوال أكثر من نصف قرن، حتى الوصول إلى زمن الهجرة، وهو تاريخ مليء بالحروب والقتل والمواجهات والعذاب، وهو ما يحدث أول مرة في حياة القرية إذ لم يسبق لها، وتحت مختلف الظروف، مواجهة أزمة بنيوية مثل هذه. والسؤال الكامن خلف الأحداث هو: من أوصلنا إلى مصير مثل هذا؟ الديكتاتورية، الاحتلال، الأحزاب الطائفية الدينية، الارهاب، أم كل ذلك مجتمعا؟ وقد يمتد السؤال ليشمل ما يجري في العراق كله، وربما المنطقة كذلك.
- بين "ليالي الكاكا" و "نجمة البتاويين" هل تشعر أن هناك تطوراً في السرد أو في اختيار الفكرة ؟
كتبت "ليالي الكاكا" قبل خمسة عشر عاما، وكانت الأحداث غير هذه التي تجري حولنا، رغم أن ثيمتها الأساسية هي الهجرة، والمنفى، وتشظي الشخصية العراقية في الأماكن والدول، بمواجهة حروب متعاقبة ونظام شمولي أوصل البلد إلى نقطة اللاعودة، وخلخل انسجامه الإجتماعي وأمانه. الحروب عادة تقضي على كل توق للإستقرار والمدنية، عدا عن تأثيراتها العميقة في البشر، وتناولت رواية ليالي الكاكا هذا الجانب من حياة العراقيين، فبطل الرواية يضيع بين الأمكنة والأزمنة، من أوربا إلى كردستان العراق إلى القرية التي نشأ فيها، والبطل خلال الرواية يحاول قراءة الأحداث بدقة للوصول إلى معنى ما لما يجري، حيث الأحداث تضرب في بحر اللاعقلانية والفوضى، وليس من السهل تنظيم كل ذلك ذهنيا لإعطائه قراءة ذات بعد معرفي وإنساني. الملابسات بعض الأحيان أكبر من قدرات البشر، وهذا ربما هو المشترك بين الروايتين، أي ليالي الكاكا ونجمة البتاوين، فالشخصيات تعيش اليومي من الأحداث لكي تصل إلى الفهم، والفهم يقود إلى التغيير، أي تغيير الأحداث والفعل بها، أو على الأقل تغيير البنية الداخلية للقارئ، رغم أن شخصيات رواية نجمة البتاوين أكثر تشاؤما، ويأسا، من شخصيات ليالي الكاكا، إذ انغلقت دائرة اليأس ولم يعد ثمة أمل، على الأقل للجيل الذي أنتمي إليه. وهي ليست دعوة للركون إلى الحاضر المؤلم، والأسود، إنما سباحة في بحره المضطرب، وعكسه في مرآة فنية لتلمس بشاعته، والوصول إلى رفضه وتجاوزه. أصبحت خلال هذه الفترة الزمنية بين الروايتين أكثر ملموسية في تعاملي مع الحدث والشخصيات والمكان، بعد تجربة المعايشة اليومية في المدن، بعد سقوط النظام وعودتي إلى البلد في العام ألفين وثلاثة.