اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريـبــورتـــاج:الألغام.. كائنات وحشية نائمة تحت التراب تقتل بلا هوادة

ريـبــورتـــاج:الألغام.. كائنات وحشية نائمة تحت التراب تقتل بلا هوادة

نشر في: 13 يونيو, 2016: 12:01 ص

قصص وروايات ساقتها مشاهد البؤس والحرمان وما أكثرها في عراق الموت، والألغام التي تشكل احد اهم مهددات الحياة في الكثير من المناطق العراقية وعلى رأسها محافظة ميسان. رغم كل الإجراءات التي تبدو شكلية مع حجم المشكلة الأزلية.آلاف من المواطنين الذين دفعوا ثم

قصص وروايات ساقتها مشاهد البؤس والحرمان وما أكثرها في عراق الموت، والألغام التي تشكل احد اهم مهددات الحياة في الكثير من المناطق العراقية وعلى رأسها محافظة ميسان. رغم كل الإجراءات التي تبدو شكلية مع حجم المشكلة الأزلية.

آلاف من المواطنين الذين دفعوا ثمن هذه الجريمة يروون قصصاً مفعمة بالألم والحسرة لهم ولعوائلهم وبالمعاناة الدائمة لا لشيء سوى انهم ارداوا ممارسة حياتهم الطبيعية في هذه الارض الخلاء او رعوا اغنامهم في اعشابها دون علمهم ان من زرع تلك الالغام اراد الموت لمن يقترب منها او يمر بجوارها، وهي الالغام بحقولها المليئة بالموت والدمار ترسم لوحة مأساوية موضوعتها "لا للحياة".
محافظة ميسان احدى المحافظات العراقية التي دارت في اطرافها اشد المعارك ضراوة خلال حرب الثماني سنوات (1980-1988) ومن ضحايا الألغام والمقذوفات الحربية.
المواطن "عبد الامير" من سكنة منطقة الطيب يقول: صوت واحد اسكت كل الأصوات وحبس الأنفاس، صوتٌ مدوٍ رهيب، انفجار قوي اقتلع التراب والحجارة وترك سحابة دخان في الهواء وبعد لحظة صمت انطلقت صيحات الناس وصرخات الفَتَيَين اللذين فقدا ساقيهما وقُتل أخوهما الأصغر. مضيفا: لم اسمع في حياتي صوت انفجار كالذي سمعته في تلك اللحظة، فالصوت كان عاليا والصراخ بعده كان مخيفاً ولم أتوقع أن أرى أشلاء ولديّ متناثرة والاثنين الآخرين يتصايحان من الألم.
تزاول عائلة عبد الامير الرعي في مناطق الطيب وتتحرك باحثة عن أراضٍ خصبة ولا ذنب للرعاة الصغار سوى أنهم ضلوا طريقهم داخل حقل ألغام متروك من الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
ويشكل الرعاة والمزارعون النسبة الأكبر من أهالي المنطقة التي يبلغ تعدادها نحو 2000 نسمة إضافة إلى مزارعين ورعاة يأتون موسمياً من بعض أقضية وقرى ميسان وينتشرون على مساحة تقدر بـ 36 ألف كيلو متر مربع.
فيما يحمّل "عبد الرضا ماهود" مسؤول تجمع المعاقين في ميسان الحكومة العراقية مسؤولية إهمال المصابين قائلا أن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تكن جادة في وضع قانون يضمن حقوق المعاقين نتيجة انفجار الألغام أو المخلفات الحربية حيث لم يُشمل المعاقون بالرعاية الصحية أو التعويضات أو الحقوق الأخرى المترتبة على إعاقتهم. متابعا: إنه كابوس أسود، يردد ماهود، ويؤكد أن إعاقة بعض المصابين بلغت أكثر من(80) في المائة دون ان توفر لهم الحكومة العراقية مساعدة فعلية ويقول انهم بسبب شعورهم بعدم الجدوى تراجع عدد المنضوين للجمعية إلى (250) معاقا فقط.
يقول "ميثم لفتة" الخبير في شؤون الألغام إن هناك نحو خمسة ملايين لغم ارضي وأكثر من سبعة ملايين قنبلة غير منفلقة من المخلفات الحربية تنتشر في المناطق الحدودية بين العراق وإيران. مسترسلا: برغم الأعداد الكبيرة والخطيرة للألغام لم تصدر الحكومة المركزية قرارات واقعية برفعها أو حتى إعادة تصنيعها واستخدامها في مقارعة داعش بدل أن يتم استيرادها بمبالغ طائلة.
زرعت الأراضي العراقية بنحو 26 مليون لغم على حدود طولها 1450 كيلو مترا مع ايران إبان الحرب الثمانينية كما يذكر مدير المنظمة العراقية لإزالة الألغام "مزاحم جهاد" وسبق وان وجد 26 مليون لغم مزروع وملايين المقذوفات غير المنفلقة (المنفجرة)، وعن أن 8-10 أشخاص هم ضحايا الألغام والمقذوفات يومياً، كما أن تكلفة تطهير لغم تبلغ 350 دولاراً أميركياً.
ضحايا الألغام في العراق كثيرون لكن لا الحكومات العراقية المتعاقبة ولا منظمات المجتمع المدني أعدت إحصاءات بأعدادهم. لذا يبقى الحديث عنهم تقديرياً غير مستند إلى أرقام. حيث بين مزاحم أن بعض المناطق الجنوبية في العراق تُعاني من وجود ألغام أرضية لم تنفجر منذ الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، خاصة في محافظة ميسان، وهذا ما يُشكل خطراً كبيراً على المدنيين هنالك، مؤكداً أن عدد ضحايا هذه الألغام قد يزداد.
وحسب إحصاء سابق اشتركت في وضعه وزارات الصحة والبيئة والعمل فإن عدد ضحايا الألغام في العراق بلغ (5000) إصابة مختلفة بينما أشارت السجلات إلى وفاة (800) ضحية خلال الأعوام الماضية غالبيتهم من الرعاة والمزارعين في منطقتي الطيب وناحية العزير وأجزاء من قضاء علي الغربي المحاذي لإيران.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram