جرَّبت تصريف خمسين الف دينار عراقي ( ورقتان من فئتي الخمسة والعشرين الف دينار عراقي) في مكتب للصيرفة بعمان — عاصمة الأردن —. رمقني الرجل الصيرفي بنظرة شك أرعبتني ، أغلق درج المكتب بعصبية مرتابة ، وإعتذر من دون لباقة : متأسف لا نتعامل بالدينار العراقي .
……….
حاولت تصريف الورقتين ذوات الخمسة والعشرين الف دينار عراقي لدى مصرف مرموق بلندن ، حدّقت الموظفة البريطانية بورقتي العملة بدهشة واضحة ، ثم رمقتني بنظرة إشفاق وإعتذرت بلباقة : لا نتعامل بهذي العملة !
……..
مَن قال إن عملة البلد بصمة إبهامه وهويته المعتبرة ؟ مَن قال انها الوجه الآخر لإزدهاره وإستقراره ورفعة شعبه وقيمة الإنسان في ربوعه ؟
بلى .. إنها والله لكذلك .
قرأنا منذ سبع سنوات ( ارشيف صحفي شخصي )عن نية البنك المركزي العراقي (الجادة) على حذف ثلاثة اصفار من العملة المتداولة — التي وُصِفت بالمترهلة — لتغدو ورقة الألف دينار ، دينارا واحدا لا أكثر ، والعشرة آلاف عشرة دنانير فقط . والمليون دينار مائة ، والترليون.. كذا.
فى فترات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي — برغم جسامة وضخامة العلة ، وهزالة المعلول — كان سعر تصريف الدينار العراقي في المصارف العراقية مساويا لثلاثة دولارات ، اليوم صار سعر الدينار العراقي يقترب من البنسات .المعدودات ، ولو جازفت بتصريف الألف دينار عراقي في أي مصرف ( عراقي ) لرمقك الموظف بعين الريبة ، ولربما إستعان بأمن المصرف ، للتحقيق معك!
………..
هل لسعر صرف العملة — في الأسواق والبورصات العالمية ، علاقة طردية مع قيمة الإنسان في وطنه ؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي توجيهه لأهل العقد والحل في العراق، الغيارى منهم، وغير الغيارى ، للرا صدين والمتفرجين - معاً - للقتلة أو الأبرياء الذين هم على لائحة الإنتظار .
أصفار العملة وقيمة الإنسان
[post-views]
نشر في: 12 يونيو, 2016: 09:01 م