TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أصفار العملة وقيمة الإنسان

أصفار العملة وقيمة الإنسان

نشر في: 12 يونيو, 2016: 09:01 م

جرَّبت تصريف خمسين الف دينار عراقي ( ورقتان من فئتي الخمسة والعشرين الف دينار عراقي) في مكتب للصيرفة  بعمان — عاصمة الأردن —. رمقني الرجل الصيرفي  بنظرة شك أرعبتني ، أغلق درج المكتب  بعصبية مرتابة ، وإعتذر  من دون لباقة : متأسف لا نتعامل بالدينار العراقي .
……….
حاولت تصريف الورقتين  ذوات  الخمسة والعشرين الف دينار عراقي لدى مصرف مرموق  بلندن ، حدّقت الموظفة  البريطانية بورقتي العملة بدهشة واضحة ، ثم رمقتني بنظرة  إشفاق وإعتذرت بلباقة : لا نتعامل بهذي العملة !
……..
مَن قال إن عملة البلد بصمة إبهامه وهويته المعتبرة ؟ مَن قال انها الوجه الآخر لإزدهاره وإستقراره  ورفعة شعبه وقيمة الإنسان في ربوعه ؟
بلى .. إنها والله لكذلك .
قرأنا منذ سبع سنوات ( ارشيف صحفي شخصي )عن نية البنك المركزي العراقي (الجادة)  على حذف ثلاثة اصفار من العملة  المتداولة — التي وُصِفت بالمترهلة — لتغدو ورقة الألف دينار ، دينارا واحدا  لا أكثر ، والعشرة آلاف عشرة دنانير فقط . والمليون دينار مائة  ، والترليون.. كذا.
فى فترات  السبعينيات  والثمانينيات من القرن الماضي — برغم جسامة وضخامة العلة ، وهزالة المعلول — كان سعر تصريف الدينار العراقي في المصارف العراقية مساويا لثلاثة دولارات ، اليوم صار سعر الدينار العراقي يقترب من البنسات .المعدودات ، ولو جازفت بتصريف الألف دينار عراقي في أي مصرف ( عراقي ) لرمقك الموظف بعين الريبة ، ولربما إستعان بأمن  المصرف ، للتحقيق معك!
………..
هل لسعر صرف العملة — في الأسواق والبورصات العالمية ، علاقة طردية مع قيمة الإنسان في وطنه ؟ هذا هو السؤال  الذي ينبغي توجيهه لأهل العقد والحل في العراق، الغيارى منهم، وغير الغيارى ، للرا صدين والمتفرجين - معاً -  للقتلة أو الأبرياء الذين هم على لائحة  الإنتظار .          

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram