كولومبو/ اف ب توجه الناخبون السريلانكيون امس الثلاثاء الى مكاتب الاقتراع لانتخاب اول رئيس لبلادهم بعد انتهاء الحرب الاهلية التي دامت 37 عاما في انتخابات يشوبها مناخ من التوتر ويدعي فيها كلا المرشحان الرئيسيان لنفسه النصر الذي تحقق على المتمردين التاميل ويتقاذفان اتهامات التحضير لانقلاب.
وبعدما كانا حليفين في محاربة الحركة الانفصالية المسلحة (نمور تحرير ايلام التاميل)، اصبح رئيس الدولة ماهيندا راجاباكسي ورئيس الاركان السابق الجنرال سرات فونسيكا على طرفي نقيض في هذه الانتخابات التي تحولت الى معركة محتدمة بينهما يسعى كل منهما فيها للفوز باكثرية اصوات الناخبين البالغ عددهم 14,8 ملايين ناخب. وقبيل ساعات من بدء العملية الانتخابية التي يتنافس فيها 22 مرشحا، انفجرت قنبلتان على الاقل امام منزل احد المسؤولين المحليين في الحزب الحاكم، من دون ان تسفرا عن ضحايا، في حين وقعت اربعة انفجارات اخرى في شبه جزيرة جافنا (400 كلم شمال كولومبو) معقل التاميل. وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها عند الساعة 07,00 من صباح الثلاثاء على ان تعلن اولى النتائج ليلا في ساعة متأخرة، في حين ستصدر النتائج الرسمية النهائية ظهر الاربعاء. وكانت سريلانكا اعلنت في ايار 2009 انتصارها على جبهة نمور تحرير ايلام تاميل، التي تعتبرها كولومبو والدول الغربية منظمة ارهابية، وذلك بعد نزاع مسلح استمر نحو اربعة عقود واوقع ما بين 80 الى 100 الف قتيل. وكان الرئيس ماهيندا راجاباكسي، وهو قومي متشدد ينتمي الى الاكثرية السنهالية، دعا الى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، قبل عامين من انتهاء ولايته، في محاولة منه للاستفادة من الدعم الشعبي الجارف الذي حصل عليه جراء الانتصار على المتمردين التاميل. غير ان الجنرال السابق فونيسكا، الذي كان اعلى جنرال في الجيش والذي يعتبر بدوره في انظار مواطنيه مهندس هذا النصر العسكري، قضى على آمال الرئيس بتحقيق فوز سهل في الانتخابات المبكرة، عبر استقالته من الجيش في الخريف الماضي وانضوائه في صفوف المعارضة مؤكدا ان راجاباكسي اتهمه بتدبير محاولة انقلاب.
السريلانكيون ينتخبون رئيسا لبلادهم
نشر في: 26 يناير, 2010: 06:37 م