تعرّض فريق قناة المدى إلى تهديد واعتداء من "بلطجي" تجرّأ بإعلان هويّته أمام الكاميرا. ولتأكيد هويته الإجراميّة ومن ينتمي إليهم، استعان بمجموعة على شاكلته جاء بها ليُهدّد الفريق بالسكاكين والعِصيّ، ولم ينفع معه نُصح أهالي المنطقة بالتوقف عن تهديده ومحاولة استخدام القوّة ضدّ الفريق الإعلاميّ الذي يُسجّل برنامجاً ويحمل موافقة أمنيّة. وبطبيعة الحال فإن عناصر الأمن المكلّفة بحماية الناس أطلقت سيقانها للريح وتركت المكان ما أن شاهدت العصابة وهي تحمل السكاكين!
مَن هو هذا البلطجي؟ ومن هم أفراد عصابته؟ ومن هم حُماته؟. هذه أسئلة تتطلّبُ ردوداً واضحة وملموسة، وإجراءً رادعاً من وزارة الداخلية ومن القائد العام للقوات المسلحة، ومن الميليشيات المسلّحة التي تدّعي دائما، ويدّعي زعماؤها بأنهم ليسوا ميليشيات مُنفلتة، بل " قوّة دفاع عن الوطن" تخضع للقوانين والضوابط وتأتمر بتوجيهات القائد العام للقوات المسلّحة!
هذه الحادثة ليست حالة طارئة، بل هي تعبيرٌ عن ظاهرة يوميّة، يروح ضحيتها عشرات المواطنين، سواء بالقتل أو الاعتداء أو الترويع أو الابتزاز. ولشديد الأسف، فإن الضحايا في الغالب ليسوا سوى من نفس الطائفة، الشيعيّة، التي يتبعها هؤلاء المنفلتون. ولأنَّ الضحايا بلا حولٍ ولا قوّة، تظلّ قضاياهم وما يتعرّضون له من اعتداءات سافرة طيّ الكتمان، خوفاً وستراً وتجنّباً لما هو أسوأ، مما جعل منهم صَيداً ثميناً للابتزاز الدائم، وتحوّلوا إلى هدفٍ لهؤلاء المرتزقة الذين باتوا مصدر الجريمة المنظّمة في البلاد.
وليس إنصافاً القول إنهم جميعاً منتمون إلى الجهات التي يدّعون الانتماء إليها، لكنّهم في كلّ الأحوال يحملون هويّاتها التعريفيّة، ويتمنطقون بأسلحتها، ويُعرّفون أنفسهم وهويتهم الميليشياوية بشكل مباشر سافر كما حصل مع فريق المدى، أو بشكل غير مباشر ولكن بما يكفي للتعريف بهويّتهم الميليشياويّة.
إنَّ العراق المبتلى بالإرهاب، يظلّ عبئاً على بناته وأبنائه حتى إذا تحرَّر من داعش ومن امتدادات داعش، إذا لم تستطع " الدولة " منزوعة السلاح الفعّال، من تصفية وجود كلّ الميليشيّات ونزع سلاحها وتجريدها من أيّ أداة ماديّة أو معنويّة لترويع العراقيين وبثّ الفزع في نفوسهم وتخريب بيئة المجتمع وعرقلة معافاتها ممّا أصابها من وباء وويلات.
الحادثة الأثيمة يُفترض أن تعرِض قناة المدى صورها حيّةً بما يُظهر الجاني "الإرهابيّ" بوجهه المكشوف، وعلى الرأي العام والقضاء والأجهزة الأمنيّة التوقّف عند مدلولات ما تنطوي عليه. لكنَّ الأهمّ أن نُتابع معاً ما ستفعله وزارة الداخليّة، والأجهزة الأمنيّة والقائد العام مع صاحب الصورة ومَن جاء بهم من المعتدين.
والأكثرأهميّةً من ذلك أنْ نتابع ردود فعل التنظيم الذي ادّعى الانتماء إليه، والإجراء الملموس، غير الكلام المجرّد، الذي سيتّخذونه لتبرئة ذمّتهم، وتطمين الناس وتخفيف شرور هؤلاء الأوباش..!
ميليشياويّ وَقِح يتعرّض لفريق قناة المدى..!
[post-views]
نشر في: 13 يونيو, 2016: 07:09 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير
هذا هو العراق الجديد حيث أخذت الميليشيات والعصابات تتحكم في مقاديره ولا وجود لقوات ألأمن والسلطة لأي نفوذ عليها ...والغريب أن بعض الشركات والمولات والمحال التجارية أخذت تدفع لهذه الميليشيات والعصابات أجور شهريا نظير عدم التعرض لها من الميليشيات ألأخرى ..