كان لمحمد علي حضور براندو، إلفيس، وجون كيندي. ولكنه كان أيضاً طيبّاً كي يبعث رسالة الى صبي في الرابعة عشرة من عمره، على مسافة 3.000 ميلاً منه.*** قبل عدة أعوام، كان كاتب هذه المقالة، قد رأى كلمة لم يكن يعرف معناها في كتاب فبحث عنها في القاموس، ولم ين

كان لمحمد علي حضور براندو، إلفيس، وجون كيندي. ولكنه كان أيضاً طيبّاً كي يبعث رسالة الى صبي في الرابعة عشرة من عمره، على مسافة 3.000 ميلاً منه.
***
قبل عدة أعوام، كان كاتب هذه المقالة، قد رأى كلمة لم يكن يعرف معناها في كتاب فبحث عنها في القاموس، ولم ينساها بعدئذ، وعندما أقرأها أتذكر شخصاً واحداً يلوح في ذاكرتي، وكأنه كان ينظر اليّ من خلال الصفحة، وفكرت في كونه محمد علي لا غير.
ان والدتي، امرأة لا تخفي مشاعرها تجاه الرياضة، إذ كانت غير مهتمة بها، ولكنها مع ذلك كانت من قدمني الى محمد علي وقالت لي، انه في نهاية الستينيات واوائل السبعينات، ستنهض في ساعة مبكرة صباحاً مع والدتها ووالدها وشقيقتيها، لمشاهدة الملاكم الأسود وهو يتلاكم مع عدد من الملاكمين، وآخرهم جوفريزر.
ماذا نتعلم من محمد علي: لقد إشترت لي كتاب توماس هاوسير "حياته وأوقاته"، بمناسبة بلوغي الثالثة عشرة من عمري، وكنت آنذاك أقرأ كتاباً في العام، واعجبني الكتاب وبدأت ابحث عن كتب أخرى: نورمان ميلر، ديفيد ريمنيك، ديفيد ميلر وآخرين. وفي الحقيقة، كان علي في عالمنا لكي نشاهده ونستمع اليه، وذلك أفضل من قراءة حياته.
وانا لا أتذكر أول فيلم إخباري عنه، اعتقد انه كان ضمن أرشيف BBC. ومحمد علي كان ذا شخصية قوية وجذابة.
ومن الذكريات، اني شاهدت فيلماً يقلّد حياة محمد علي. وكان فيلماً افادني. إذ ان شخصية محمد علي له حضور براندو والفيس وجون كيندي معاً.
ومشاهدة محمد علي في مبارياته، كان شيئاً مثيراً وتجربة سوريالية.
***
محمد علي: شاركنا بصورك والثناء الذي تلقاه.
لقد خسر علي عندما رفض الانضمام الى الجيش الأميركي والحرب ضد فيتنام.
وكان محمد علي، لا يحب الحروب ولا يفضل الانضمام الى الجيش الأميركي، وكان يقول دائماً: "ليس هناك دور للبطل السوبر في الحروب".
وبعد عدة أعوام بدا ان مجد محمد علي قد إنتهى. وقد قرأت عن مبارياته مع : نورتن، إيرني شيفرز، وسبينكز وخاصة مع لاري هولمز وتريفور بيربيك ولكني أدركت ان ما قرأته في مصلحة محمد علي، وعندما استرد محمد علي نشاطه، كانت مبارياته مع كوبر مهمة، ثم كانت مبارياته مع كوبر، كليفلاند ويليامز.
لقد كتب الكثير عن محمد علي، وأرجو ان تعذروني لانني كتبت ذكرياتي عنه، لانه كان الشخص الوحيد الذي ترك أثره عندي.
وما تزال صورته على جدار مكتبي، مع صور عائلتي.
وأنا أتذكر محمد علي، وأهز رأسي للحقيقة التي لا يمكن نكرانها: انه يبدو أكبر مني بـ 14 سنة، وأهز رأسي للحقيقة التي لا يمكن نكرانها، انه كان محبوباً، وكأن ذلك يعجبه ، ويقوله لنا.
 عن: الغارديان