وديع غزوانفي العراق مثل غيره من البلدان التي لم تألف بعد طريقة التعامل مع النهج الديمقراطي الجديد اعتاد المواطن على ان يتجه بانظاره الى الحكومة , باعتبارها المسؤولة عن المؤسسات والاجهزة التنفيذية الاخرى فيحملها مسؤولية كل تقصير ان حصل ..
في النظرة العامة التوجه صحيح غير ان ما يفترض ان نعيه ان هنالك مفاصل اخرى من ابرزها البرلمان, مهامها اذا ما احسن اداؤها اكبرجسامة واهمية من السلطة التنفيذية التي يفترض ان تكون مهمتها تنفيذ البرنامج الانتخابي للقائمة التي نالت ثقة الشعب وحصدت مقاعدها في البرلمان . ومع انه ليس من الموضوعية الان تقييم اداء حكومة إقليم كردستان بسبب حداثة تشكيلها نسبياً الذي يقارب الثلاثة اشهر , فان خطواتها الاولى المتمثلة بتقليص عدد الوزارات ودمج بعضها يدلل على جديتها بمحاربة اهم ما ينخر اداء الاجهزة الحكومية الناتج من تكدس الموظفين والترهل في الاداء وبالتالي استشراء ظاهرة الفساد . وكان لابد لهذه الحكومة من وضع موازنتها وعرضها على البرلمان للمصادقة عليها ليتسنى لها تنفيذ مهامها وهذا ماحصل فعلاً حيث يناقش برلمان كردستان منذ يوم امس هذه الميزانية التخمينية التي بلغت 11تريليوناً و334مليار ديناروهو مبلغ يمكن ان يحقق الكثير اذا ماتمت المصادقة عليه و احسن استغلاله . ونحسب ان حالة الانسجام بين البرلمان كمؤسسة تشريعية ورقابية والحكومة كجهة تنفيذ ستسهم بقطع اشواط واسعة في تنفيذ مايطمح اليه المواطن الكردستاني دون ان نغفل ان وجود اطراف معارضة في هذا البر لمان ستنعكس ايجاباً على دقة الحكومة في انجاز واجباتها . الذي يراجع بر نامج القائمة الكردستانية الانتخابي يجده زاخراً بالبرامج ومستوعباً كل القطاعات بدءاً بالسياسة وانتهاء بمجال الاصلاح الاداري مروراً بالشباب والرياضة والرعاية الاجتماعية وغيرها وهي عمومية في الغالب ولم تدخل بالتفاصيل لان ذلك من مسؤولية الحكومة التي هي ذراعها الامينة لتحقيق ما جاء في البرنامج من وعود . ورغم قصر عمر الحكومة كما اشرنا آنفاً فانها جهدت لتحويل هذا البر نامج الى واقع يتلمسه المواطن البسيط خاصة في القصبات والقرى البعيدة وباشر رئيسها الدكتور برهم احمد صالح وعدد من الوزراء زيارات لبعض مناطق الإقليم واللقاء بمسؤولي الدوائر والمؤسسات منها التعليم العالي والجامعات والبلديات والسياحة والاستثمار , ونعتقد ان مثل هذه الزيارات والاهم منها اللقاء بالمواطنين يحقق حالة من التفاعل بين الحكومة ومواطنيها تتيح للمسؤول فرص الاطلاع عن قرب على مشاكلهم ومقترحاتهم . مانريد ان نؤكد ه هنا عدم الاستعجال في التقييم وانتظار القادم من الشهور وكلنا امل وتفاؤل بانها ستشهد منجزات ومكاسب وتطورات خاصة وان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد اكد وفي اكثر من مناسبة ضرورة الايفاء بالتزامات القائمة الكردستانية ازاء مواطنيها وهذ يتحقق اذا ما تضافرت جهود البرلمان والحكومة وكل القوى المخلصة على طريق التنمية والتقدم .