TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأحزابُ المُهَيْمِنَةُ تُظهِر عُوَار دولتها..!

الأحزابُ المُهَيْمِنَةُ تُظهِر عُوَار دولتها..!

نشر في: 15 يونيو, 2016: 06:31 م

كُلّما بدا في الأُفق ما يبشّر بأنَّ دولتنا اللّا دولة قد تخطّتْ عجزها وصار بإمكانها أن تنفي استحالة لَملَمة خرائبها وأنقاضها والشروع ببناء " نواة دولة" أو ما يُشبه الدولة، ظهرت لنا نازلةٌ من نوازل اللا دولة لتنفي ما توهّمنا بأنه أملٌ وإن كان وافداً من خارج السياقات التي عوّدتنا عليها الطبقة السياسية الحاكمة.
النجاحات التي حققتها القوات المسلّحة والتشكيلات الشعبية المساندة لها في الفلوجة، سرعان ما انطفأ بعض بريقها مع ما ظهر من انتهاكات إجراميّة ارتكبتها بعض القوى المنضوية تحت ألوية الحشد الشعبيّ، سواء كانت متمرّدة على توجيهات قياداتها، أو أنَّ الفصيل المنضوية فيه، هو نفسه يُغرّد بأناشيده الطائفيّة المقيتة خارج السرب، على الضدّ من المصالح الوطنيّة العليا وعلى النقيض من توجيهات المرجعيات الدينية الداعية إلى حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم وحُرماتهم بغضّ النظر عن الهويّة والانتماء.
وفي ذات " الاتّجاه السلبيّ" تحرّكت بعض القوى المشاركة في التظاهرات التي حافظت على طابعها السلميّ لسنوات، فانحرفتْ بنشاطها من المطالبة بالإصلاح والتغيير بوسائل سلميّة إلى اعتماد وسائل التهديد والاقتحام والإرغام، لتنتهي إلى العنف غير المبرَّر ضد مقرّات الأحزاب والكتل السياسيّة في المحافظات. والمفارقة اللّافتة أنَّ " أحزاب الدولة" الراعية لبُنيانها الهشّ، والمسؤولة عمّا حلّ بها من خرابِ وتدهور، وَجَدَتْها فرصةً لعرض عضلاتها، عبر ظهور قادتها في مشهد يسخر من "سذاجتنا"، وهم يُشهِرون مُسدّساتهم ويَعرِضون رشّاشاتهم، ويأخذون صوراً تذكاريّة بالمناسبة، ليؤكدوا بذلك عدم ثقتهم بدولتهم ونظامهم السياسيّ وأجهزتهم الأمنيّة والعسكريّة.
ولولا أنَّ بعض الظنِّ إثمٌ ، لذهبنا أبعد مما تُوحي به الأحداث منذ تصعيد حركة الاحتجاجات السلميّة وتطوّرها إلى اقتحام البرلمان، ثم المواجهة بين المتظاهرين والقوات الأمنيّة المدافعة عن مقرّ رئيس مجلس الوزراء، بخراطيم المياه الساخنة وعبوات الغازات المُسيلة للدموع والرصاص المائيّ والإطلاقات الحيّة، لنُصبحَ وجهاً لوجه أمام مسرح اللامعقول في المحافظات، حيث المتظاهرون يتّخذون من مقرّات أحزابهم الحليفة مسرحاً لفصلٍ آخر من " الظنّ الآثم" ..!
وما يبدو ظنّاً تحوم حوله شبهةُ الإثم، تنقضُه حقيقةُ أنَّ هذا المسلسل الذي يشترك في بطولته كلُّ أحزاب التحالف الوطنيّ الحاكم، وأذرعتها المسلّحة في غيبة كاملة من الدولة التي فقدت هي الأخرى التعبير عن كينونتها بعد أن قرَّر رعاتُها من الطبقة الحاكمة المتنفِّذة  إحالتها إلى التقاعد، ريثما يحسمُ أحدُها الصراع بالقوّة على الانفراد بالسلطة باسم "الشعب" وتحت شعارات الإصلاح والتغيير واستعادة الأمن وهيبة الدولة ..
ويومَها سيُحيلُ المنتصرُ الشعبَ نفسَهُ إلى التقاعد ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram