بيع في مزاد في لندن الشهر الماضي 28 عملاً من أعمال الفنان السريالي الأسباني خوان ميرو ( 1893 ــ 1983 )، وذلك لمنفعة اللاجئين الفارين من الصراع في الشرق الأوسط. وقد حقق المزاد، الذي ساهم في تنظيمه خوان بيونيت ميرو، حفيد الفنان، مبلغ 69,122 دولاراً، سي

بيع في مزاد في لندن الشهر الماضي 28 عملاً من أعمال الفنان السريالي الأسباني خوان ميرو ( 1893 ــ 1983 )، وذلك لمنفعة اللاجئين الفارين من الصراع في الشرق الأوسط. وقد حقق المزاد، الذي ساهم في تنظيمه خوان بيونيت ميرو، حفيد الفنان، مبلغ 69,122 دولاراً، سيذهب كله إلى الصليب الأحمر، كما جاء في تقرير كيري دون.وكان ميرو نفسه قد قضى الكثير من حياته في المنفى، فاراً من مناطق الحرب. وخلال الحرب الأهلية الإسبانية عاش في المنفى في باريس، حيث غالباً ما كان يعاني من الجوع. وآنذاك، كان الآلاف من اللاجئين الإسبان يعيشون في مخيمات في جنوب فرنسا. وفي عام 1940، أجبر الغزو النازي لفرنسا ميرو على الفرار عائداً إلى أسبانيا.
" إن هذه طريقة لتذكّر أن الحياة ليست سهلة على الدوام بالنسبة لكل شخص "، يقول بيونيت ميرو، الذي عمل مع كريستي لتنظيم البيع. " فإن جدي كان سيفعل الشيء نفسه. وكان يريد دائماً مساعدة المحرومين، واللاجئين، وأولئك الذين في المنفى، وكان سيدرك أن ما يجري اليوم في سوريا يمكن أن يحدث غداً في أسبانيا ". وقد فر نحو 5 ملايين لاجئ من سوريا منذ أن اندلع النزاع في عام 2011. لقد كان الفنان يشعر شخصياً بأنه مدين للصليب الأحمر، الذي أنقذ حياة ابنته، ماريا دولورس ميرو. ففي مناسبة السنة الجديدة 1965، على ساحل كاتالونيا، كانت ماريا تعبر طريق القطار في سيارتها خلال ضباب كثيف، فصدمها القطار وطارت لتقع فوق شجرة، ما أدى إلى كسر ساقها في خمسة مواضع.  وقد تحدث بينيوت ميرو عن ذلك في مقابلة حديثة مع كريستي قائلاً " لقد أنقذوا حياتها. وقد قدّم ميرو للصليب الأحمر عام 1970 نسيجاً كبيراً مزداناً بالرسوم تعبيراً عن شكره للمنظمة ". وقد تضمنت النقوش وصور الطباعة الحجرية التي جرى عليها المزاد أعمالاً مثل " شبح الورشة "، وهي طبعة print لشكل يشبه الأميبيا بألوان الأحمر، والأسود، والأصفر، والأخضر. كما بيعت سلسلة " Les Montagnerds  "، وهي مجموعة من رسوم حفرية لأشكال سريالية بالخط الجميل. وقد تجاوزت جميع هذه الأعمال تقييمات ما قبل البيع. ومع أن ميرو مشهور بلوحاته، إلا أن عمل الطبعات كان جزءاً أساسياً من ممارسة ميرو الفنية. وقد تحدث بيونيت ميرو عن طبعات جده قائلاً " كانت أعمالاً يظل يعدّل فيها ويعدّل ــ مستخدماً صفائح النحاس لخلق أشكال بهذه الكثافة الانفعالية الرهيبة. وكان يجرّب من دون كلل. وفي إحدى المرات، مزج ورنيشات مع قشطة حلوة من المطبخ ليكوّن مادة أقل نظاميةً. وذات يوم، صنعتُ لنفسي قوساً وسهاماً، ووجدتُ أن أحدها مفقود واتضح أنه كان قد استعمله لينقش رسماً به ". وكان يعرف أن أسعار الطبعات تجعلها متيسرة لجمهور أوسع من اللوحات، آخذاً في الاعتبار مبيعات كهذا المزاد المقام حديثاً. وكما تقول لوسيا ترو سانتافي، المتخصصة بالطبعات والمركَّبات في كريستي، " هذا النوع من الجمع والقصة التي وراءه، لم نقم به من قبل. فالناس مدركون أن هذه الأزمة الاجتماعية العالمية شيء رهيب، ولدينا كل الالتزام الأخلاقي نحو هذه المؤسسات العظيمة مثل الصليب الأحمر. وقد حان الوقت لأن ننهض ونعمل معاً مرةً أخرى ".
 عن: Hyperallergic