في الأيام الأخيرة ومع اشتداد معارك تحرير الفلوجة من عصابات داعش لاحظتُ ظاهرة غربية، هي غياب أصحاب صور السيلفي، وأعني بهم نواب جبهة الإصلاح ومَن يدور في فلكهم، الناس تسأل أين اختفى حاكم الزاملي، وأين إسكندر وتوت صاحب شعار " صامدون، ولا تسألوني أين عالية نصيف،لأنها منشغلة بالبحث عن شهادة وزير الدفاع؟ ولم يخطر ببال قارئ كريم أن يسأل أين مشعان الجبوري؟ سيقولون لك في الأخبار، إنَّ الرجل مُهدّد بحياته ورزقه، لأنه قاد ثورة الإصلاح في العراق!
لم يأت أحد على ذكر " الأمير السعيد " علي حاتم السليمان، الذي قرر قبل عامين اقتحام أسوار بغداد، لا أين هو، ولا ماذا يفعل. وحتى عندما قيل إنه استبدل في خطابه الاخير، خططه التحريرية، بأن قرّر أن ينظّف الأنبار من الموالين لحكومة المالكي، لم يقل له أحد إنّ المالكي لم يعد رئيساً للوزراء، الكاتبة والصحفية المعروفة سلوى زكّو تأخذ مساحة أوسع في السؤال وتكتب على صفحتها في الفيسبوك أين اختفى هؤلاء؟:" الشيخ صباح الساعدي، مها الدوري، عبعوب، بهاء الأعرجي، مريم الريس، صابر العيساوي، علي الدباغ " ياسيدتي، هؤلاء جاءوا وذهبوا ولم يحفظ العراق أسماءهم، كانت هذه نكتة سمجة من أصحاب القرار، اختاروا المهرّجين بدل الأكفاء، وبأسم الشرعية نصّبوا مِن السراق حرّاساً على ثروات العراق، وكانت النتيجة ان الجميع هرب بما خفّ حمله وغلى ثمنه.
بالأمس وأنا أستمع إلى خطاب رئيس الوزراء يُعلن فيه عودة الفلوجة، تخيّلتُ ماذا سيفعل العديد من ساسة البلاد، ستنقل لنا وكالات الانباء زيارة "معاليه " ووصول " فخامته " وسنشاهد من يمسكون بمنظار عسكري ليراقبوا مجريات المعركة، وحتماً ستمعنون النظر مثلي بصورة النائبة التي سترتدي اللباس العسكري وفوقه جبة سوداء، ودعكم من صور نواب لم تطأ أقدامهم مِن قبل مخيَّماً لنازحيي الفلوجة.. الجميع سيذهب لكي يقطف ثمار نصر كُتب بدماء الأنقياء والمحبّين لبلدانهم.
يكتب المفكّر الأميركي نعوم تشومسكي، أنَّ الجماعات الإرهابية، تنشأ في ظل الاستبداد والتطرّف العنصري وايضا في إقصاء المنادين بالدولة المدنية، لا تحتاج المسألة إلى ان ينبّهنا تشومسكي، أن المسؤول الذي لايسمع سوى صوته ويغيب الآخرون، ويبثّ خطب الكراهية يساعد في نشر الافكار المتطرّفة ويعطي مبررا لتجار الموت والخراب كي يمارسوا أفعالهم الهمجية.
تحرير الفلوجة يضعنا أمام مسؤولية جديدة، وهي السعي لبثّ الروح في الحياة المدنية ومحاربة الفقر والجهل،وإعلاء شأن المعرفة بدلا من الخرافة.
كلّ ما يستطيع كاتب مثلي أن يفعل في هذه الايام هو أن يكتب، وأن يقول لمن يقرأ هذه الكلمات المتواضعة، إننا أخبرناكم منذ زمان، أن أحاديث الأربعاء لن تجلب لنا سوى اليأس!
وأختم الى جيشنا العراقي ، يامن ظلمناكم واعتبرناكم غائبين. نعتذر لكم ، ونقبل التراب الذي على جباهكم .
أسئلة الفلوجة
[post-views]
نشر في: 17 يونيو, 2016: 06:59 م
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ علي حسين ان هذه المسرحية من قبل ما تحتل امريكا العراق ويركب على ظهورها الخونة والعملاء ثم يستلمون ادوارهم كل حسب ما دربوه وأمروه ، هذا الكومبارس اللملوم شلة الحرامية وقطاعين الطرق والعديمين الوجدان والأصل والضمير لم يأتوا صدفة كما اعتقد البعض وهو من