فندق الزعماء القريب من جسر الشهداء من جهة الرصافة لم يدخله زعيم واحد ، لكنه كان مكان مبيت شخصيات عشائرية وأعيان أثناء وجودهم في العاصمة بغداد قادمين من مدنهم او قراهم الواقعة وسط وجنوبي العراق . مفردة الزعماء ربما كانت تمنح نزلاء الفندق الوجاهة والأبهة ، خصوصا ان كبار مالكي الارض مع بطانتهم في زمن النظام الملكي ، يفضلون الفندق للاستمتاع بالزعامة لأيام قليلة قبل شد الرحال الى قرى خالية من الكهرباء والماء الصالح للشرب .
بين الجسر المعلق المؤدي الى المنطقة الخضراء المحصنة بسور سليمان ، وجسر ذي الطابقين تقع ساحة كانت في السابق تحمل اسم السياسي اللبناني الراحل كمال جنبلاط ، تغيّر اسم الساحة اكثر من مرة ، اسمها الرسمي مجهول في الوقت الحاضر ، على الرغم من أهميتها ، لأنها تقع بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية ، ومقر المجلس الأعلى الاسلامي في العراق ، الساحة في كل شهر ترتدي "حلة قشيبة " على حدّ قول احد المعلقين على مباريات كرة القدم ، جهود بلدية الكرادة وربما بايعاز من السيدة ذكرى علوش امينة بغداد ، تخضع الساحة لأعمال ترميم وادامة وتحسينات ، تشمل الرصيف والحدائق .
قبل اشهر ، قامت جهة ما (هل هي البلدية؟) بصبغ بلاط الرصيف باللون الأصفر لينسجم مع شعار ولون المجلس الأعلى الأصفر ، وبعد مرور اسبوعين على انجاز عملية الصبغ ، تحركت فرق البلدية فخلعت البلاط القديم ووضعت بدلا عنه البلاط البلاستيكي الذي يعكس الضوء بلون أصفر في المساء.
اهتمام دائرة البلدية بهذه الساحة وترك معالجة المطبات والحفر في الشارع العام يُثير التساؤلات ويضع اكثر من علامة تعجب! الدائرة ربما لديها اكثر من سبب للاهتمام بالساحة لأهميتها الجغرافية ، مع استحقاقها اسم ساحة الرؤساء ، ففي كل يوم تشهد مرور موكب رئيس الجمهورية ، رئيس المجلس الاعلى ، رئيس منظمة بدر ، رئيس مجلس الوزراء حين يفضّل التنزه بمنطقته الكرادة ، رئيس تحرير جريدة حزبية ، رئيس مهندسين في وزارة الموارد المالية ، ورئيس نادي الشهيد دلف لكرة القدم ، ورئيس فرقة اطفاء الحرائق ... ياللهول كل هؤلاء الروساء يمرون بشكل شبه يومي بهذه الساحة ذات القيمة الوطنية ، لهذا السبب تهتم بها دائرة البلدية سواء بأوامر السيدة علوش ، او بتوجيه من زعيم سياسي يرغب في ان ترتدي الساحة" حلة قشيبة " .
في سنوات الموازنات الانفجارية غيّرت دوائر البلدية في اطار تنفيذ حملة وطنية بلاط الارصفة في بغداد ، واستبدلته بآخر مستورد من الجارة العزيزة ايران. المسؤولون في البلديات تجاهلوا تجديد الشوارع ، فولدت حزورة عجزت عقول العباقرة عن فك طلاسمها ، الاهتمام بالرصيف وترك الشارع نظرية عراقية تحتاج الى تدخل المحللين السياسيين لمعرفة سرّ "طركاعة" ساحة الرؤساء !
ساحة الرؤساء
[post-views]
نشر في: 18 يونيو, 2016: 09:01 م