مناسبات عامة تمر علينا فتستحق منا الاحتفاء ، ولكن نادراً ما تتميز هذه المناسبات بارتباطها بأشخاص ، فلا يكمن التميز بأن أن نحتفي بعيد الصحافة العراقية ، وبمناسبة تأسيس اول صحيفة عراقية وهي صحيفة "الزوراء" .
ولكن أن يمتزج هذا الإحتفاء بوجو
مناسبات عامة تمر علينا فتستحق منا الاحتفاء ، ولكن نادراً ما تتميز هذه المناسبات بارتباطها بأشخاص ، فلا يكمن التميز بأن أن نحتفي بعيد الصحافة العراقية ، وبمناسبة تأسيس اول صحيفة عراقية وهي صحيفة "الزوراء" .
ولكن أن يمتزج هذا الإحتفاء بوجود موسوعة صحفية كبيرة كالكاتب والصحافي الموسوعي باسم عبد الحميد حمودي هو الشيء الذي يُشعرنا بأن المجال الصحفي ما زال ينعم إلى اليوم بأمل التميز ، حيث ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وبمناسبة تأسيس اول صحيفة عراقية الكاتب والصحفي باسم حمودي صباح يوم الأربعاء الفائت خلال جلسة أقيمت على قاعة الجواهري ، شهدت حضور عدد كبير من المثقفين والصحفيين العراقيين.
قدم الجلسة الكاتب والناقد علي الفواز الذي عدّ هذا اللقاء مميزاً ، وذكر الفواز " أن هذا اللقاء خاص للتحاور حول شجون الثقافة وحول ما يمثله اليوم وهو ذكرى تأسيس جريدة الزوراء التي تُعد البدء الحقيقي للصحافة العراقية ." مؤكداً
"أن تأسيس الزوراء في تاريخ معين وظرف سياسي وثقافي معين يمثل حقيقة أن العراق وبغداد بشكل عام كانت مُهيأة لمجموعة من النشاطات والفعاليات الثقافية والاجتماعية ، فكلنا نعرف أن نشر مادة صحفية في مكان معين يجعلنا مُتيقنين أن هذا المكان مُهيأ ثقافياً وابداعياً ."
في حين ذكر المحتفى به الكاتب والصحفي باسم عبد الحميد حمودي أنه كان شغوفاً بالكتابة والنشر وقد يكون هذان السببان هما ما دفعاه للعمل الصحفي ، وأضاف حمودي ان "مهمة الصحافة تختلف عن المجالات الثقافية وهي تتطلب عملا يوميا مستمرا ، علينا في الصحف أن نمسك الاخبار الداخلية والخارجية وغيرها ."
وأشار قائلاً "كنت مندوبا اذهب إلى الوزارات ولا وجود لوكالات انباء عراقية بل الوكالات عربية فقط ، وكان محرر الاخبار منير رزوق آنذاك يمسك الراديو وينقل مباشرة أخباره ، وبعد جمع منير رزوق ماتتناوله الصحافة العالمية عبر الراديو ونجمع نحن المندوبين الاخبار الداخلية يكتب رئيس التحرير او من يخوله الافتتاحية وتصدر الجريدة ."
ويشير حمودي قائلاً "بقيت في الاستقلال حتى عام 1960 وحين أعلن عن قيام نقابة الصحفيين عام 1959 حصلت على هويتها وبتوقيع الجواهري ، واقيم المؤتمر الاول في 23 أيار 1995 وهذا المؤتمر يحمل قصة أن الصحفيين الشباب شكلوا لجنة خاصة بنا لنمنع بعض الصحفيين الكبار امثال قاسم حمودي وزكي السعدون من دخول الهيئة الادارية وكانت اجتماعاتنا تقام في مقر جريدة الحضارة ، وحاول الحزب الشيوعي عن طريق عدنان البراق ان يثنينا عن ذلك وكان يدعو للم الشمل في قائمة واحدة ولكننا اصررنا ان ننزل بالقائمة لوحدنا وكان ذنون ايوب مشرفا على الانتخابات وانا كنت مترئسا القائمة المستقلة وغيري من الشباب وعند انتهاء التصويت والانتخابات فاز هؤلاء وفاز حميد رشيد كممثل عنا في الهيئة الادارية ."
وأكد حمودي قائلا "كنا نعمل والحماس يأخذنا ان ننشئ نقابة تدافع عن الصحفيين ولكننا فشلنا بسبب حدوث حرب في كردستان ، وقد اصدرنا وقتها عريضة تدعو للسلم في كردستان . وقد اعتقل وقتها شمران الوائلي وحميد رشيد وغيرهم وكان الجميع معرضين للسجن." خاتماً حديثه "اردت القول ان الصحافة في زمن الملك وفي الحكم الجمهوري الاول كانت فقيرة الادوات ، الان اصبح من حق اي شخص ان يصدر صحيفة وحتى في بيته ، الان الصحفي شيء اخر ، كل المعلومات تصله عبر الانترنت ووسائل أخرى مثل الوكالات والفضائيات ،ولكن المهم انه يصنع خبره بنفسه فهذه الطامة الكبرى التي يقع فيها بعض الشباب . الصحفي الان يستطيع العمل بجد واخلاص اذا تخصص بقضية واحدة ."
بدوره ، ذكر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ناجح المعموري قائلا "اشعر بشيء من الفخر بهذه الجلسة الصحافية لسببين الاول للاحتفاء بتاريخ الصحافة والسبب الثاني الاحتفاء بشخصية صحفية بارزة مثل الاستاذ باسم حمودي." مؤكداً " لا نستطيع تناسي التاريخ الثقافي الكبير لهذا الرجل ."
وأشار المعموري "كنت في بداياتي قد قرأت له في مجلة الاداب عملاً قصصياً في حينها لفت انتباهي وبدأت اتتبع موضوعات حمودي ، حتى توصلت الى كتاب نقدي خاص بالقصة العراقية وهذا يعني انه ابتدأ قاصاً واندفع بحماس لفحص القصة بوقت مبكر حتى شكل هذا الكتاب احد الاصول المهمة في تاريخ الحركة النقدية العراقية المبكرة ."