ذات رؤياتتجول كاميرا الفجر في أروقة المقابرتبحث عن وجوهٍ لم يغير التراب شيئاً من ملامحها ترسم لهفة شوقٍ ولقاء تتعثّر بركام الهياكل العظمية ثمّة قبرٌ لم يجفّ طينه بعد ، تحيطه سنابل من فجيعةٍ وقطنٍ مبلل بكافور الفقد..وشهقة أبٍ لم يستطع تجاوز اللي
ذات رؤيا
تتجول كاميرا الفجر في أروقة المقابر
تبحث عن وجوهٍ لم يغير التراب شيئاً من ملامحها
ترسم لهفة شوقٍ ولقاء
تتعثّر بركام الهياكل العظمية
ثمّة قبرٌ لم يجفّ طينه بعد ، تحيطه سنابل من فجيعةٍ وقطنٍ مبلل بكافور الفقد..
وشهقة أبٍ لم يستطع تجاوز الليل..
رويداً تخرج أصابعه المبلّلة بدمع أمه، تشق طريقها الأهوج متسائلة..
فزعاً هرولت صوب قبر أخي الذي أبحث عنه متلفعة بعباءة خوفي من أن الشهيد الذي شُوي بالأمس قد فاق
إلا أن الخوف لم يكن حاجزاً لسؤاله عن تلك الليلة التي قضاها تحت التراب وهل عاتب الله لسكوته حينما رأى أشلاء الصِّبية تشوى وأكباد أمهاتهم تتقطع، اما كان له بأن يؤجل موته المجاني حتى انقضاء العيد؟
تلعثمت الجثّة ، تبعثرت ، تناثرت رماداً في ذرى الله...